حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، سفاراتها وقنصلياتها في جميع أنحاء العالم من العنف المحتمل حال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويُظهر التحذير —الذي تم تسليمه الأسبوع الماضي عبر رسالتين سريتين من قبل مسؤولين في وزارة الخارجية- القلق من أن مثل هذا الإعلان يمكن أن يثير الغضب في العالم العربي، بحسب تقرير موقع “بوليتيكو” الأمريكي.
ويخشى دبلوماسيون أن يثير إعلان ترامب المتوقع خلال كلمة فى جامعة الدفاع الوطني، الأربعاء، الغضب في العالم الإسلامي، واندلاع مظاهرات في السفارات الأمريكية في أنحاء العالم، في الوقت الذي حذر فيه قادة عرب من أن يثير ذلك احتجاجات جماهيرية بل وإرهابا. ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى “انتفاضة فلسطينية جديدة إذا أعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل”.
وبحسب صحيفة “تايم أوف إسرائيل” جرى إرسال برقيتين سريتين على الأقل إلى سفارات وقنصليات الولايات المتحدة للتأهب للخطر المحتمل، وتشديد الأمن. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن “إعلان القدس الوشيك يقلقني بخصوص احتمال ردود الفعل العنيفة التي يمكنها التأثير على السفارات”.
وقلل وزير الدفاع أفيغادور ليبرمان، الاثنين، من خطورة التحذيرات من العنف من قبل فلسطينيين أو العالم العربي، قائلا إن إسرائيل سوف “تعرف التعامل مع جميع العواقب” في حال تغيير السياسية.
وبالرغم من تحصينها الشديد، تم استهداف السفارات الأمريكية من قبل حشود غاضبة من واشنطن في الماضي، بما يشمل مظاهرات ضد سفارات عام 2012 في أعقاب إصدار فيلم ينتقد النبي محمد.
وكان الكونغرس قد أصدر تشريعا عام 1995 يقضي بنقل السفارة الأميركية للقدس، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة اعتادوا تأجيل القرار كل ستة أشهر. وفي مطلع حزيران/يونيو الماضي وقّع ترامب، الذي تولى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، مذكرة بتأجيل نقل السفارة إلى القدس لستة أشهر، من المفترض أنها انتهت الاثنين.
وكان من المتوقع أن يسلم ترامب موقفه للكونغرس وسط تحذيرات عربية وإسلامية من مغبة اتخاذ القرار، وفي غضون ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، أعرب خلالها عن قلقه من عواقب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل. وحذّر من أن الخطوة التي يدرسها ترامب الاعتراف من طرف واحد فكرة سيئة.
وكذلك أعرب وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عن معارضة بلده لإمكانية اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة إسرائيل، مطالبا واشنطن بالامتناع عن خطوات أحادية الجانب قد تؤجج الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وكانت صحيفة “نيويرك تايمز” نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية تدرس الآن كيفية بلورة ما توصلوا إليه على مدى الأشهر الماضية، في شكل خطوات ملموسة نحو إتمام “الصفقة النهائية”. وتوقع الخبراء أن تتمحور الخطة حول ما يسمى بحل الدولتين، الذي كان في صلب جهود السلام طيلة سنوات، وأن تتطرق لنقاط الخلاف القائمة كوضع القدس والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ الأمريكية، إن صهر ترامب، جاريد كوشنر، يجري محادثات سرية مع ولي العهد محمد بن سلمان”، بهدف إبرام اتفاق تاريخي يتضمن إنشاء دولة أو إقليم فلسطيني مدعوم ماليا من قبل عدد من البلدان بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي يمكنها أن تكرّس عشرات المليارات من الدولارات لتنفيذ “الصفقة التاريخية”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، زعمت أن هناك مبادرة سعودية للتسوية الفلسطينية-الإسرائيلية منحازة تماماً “لإسرائيل” تتضمّن أن تكون بلدة “أبو ديس” إحدى ضواحي القدس المنعزلة عن المدينة بجدار الفصل العنصري عاصمة للفلسطينيين.
وبحسب التقرير، أعرب مسؤول حكومي لبناني عن دهشته مما قال إنه اقتراح سعودي بأن تكون “أبو ديس”، وأضاف سياسي لبناني آخر على علمٍ بالمحادثات، أن ولي العهد محمد بن سلمان “أبلغ عباس بأنَّ لديه شهرين لقبول الاتفاق أو سيتم الضغط عليه لكي يستقيل”. وأشارت الصحيفة إلى أن لقاء ابن سلمان مع عباس تمّ بعد أقل من أسبوعين من زيارة صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر إلى الرياض لبحث خطة السلام.
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية، ذكرت الشهر الماضي أن السعودية أبلغت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقبول اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني تقدمه حاليا إدارة ترامب أو إجباره على ترك منصبه، لكن عباس نفى هذه التصريحات، وقال أحد المقربين من صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن “تقرير القناة العاشرة ملفق وغير صحيح”.
ولكن وفق تحليل يعقوب ناجيل، المستشار الأمني السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن القيادة السعودية الحالية بقيادة ولي العهد تبحث عن أي نوع من اتفاق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، حتى يكون لديها غطاء سياسي لتطبيع العلاقات، وفق حواره مع “تليغراف” البريطانية.
سبوتنيك