أظهرت دراسة لعلماء النفس الأوروبيين أن الحب من النظرة الأولى لا وجود له، وأن الأحاسيس التي تنشأ من الوهلة الأولى هو أحد أشكال الجذب الجنسي فقط، وليس بداية لعلاقة أسرية وطيدة وقوية.
كتب فلوريان زسوك من جامعة زيوريخ (سويسرا) وزملاؤه من المملكة المتحدة: “الكل يعلم عن وجود الحب من النظرة الأولى، لكن ما من أحد قام بدراسته من الناحية العلمية. ولقد حاولنا كشف جوهره تجريبيا من خلال مراقبة عشاق وقت اللقاء الأول. واتضح أن هذه أحاسيس الحب من الوهلة الأولى لا تتعلق بالمشاعر العنيفة أو القرب النفسي أو الولاء للآخر، ولكن يتعلق فقط بالجذب الجسدي”. بحسب تقارير “لايف سيانس”.
وقد حاول زسوك وزملاؤه كشف طبيعة الحب من النظرة الأولى — الظاهرة، كما تظهر استطلاعات الرأي، التي يعاني من واحد من كل ثلاثة أشخاص في روسيا والغرب، ومقارنتها مع تلك المشاعر التي تنشأ في الحياة الزوجية. وللقيام بذلك، أجروا عدة دراسات استقصائية في الشبكة العالمية وداخل أسوار جامعاتهم، ثم نظموا تجربة غير عادية للغاية.
ودعا العلماء في إطار الدراسة إلى مختبرهم نحو أربع مئة شخص من أفراد الأسر والطلاب الغير المتزوجين، وقاموا بإبلاغهم بأنهم يدرسون خصائص المحاورين التي تجذب الناس وتشكل صورتهم بعد اللقاء الأول. وفي الحقيقة كان العلماء يأملون أن بعض المشتركين سيقعون في الحب مع المشاركين الآخرين ولن يقوموا بإخفاء هذا عن زسوك وزملائه.
وقد تبين أن الحب من النظرة الأولى، نتاج الخداع الذاتي للناس — على عكس العلاقات الأسرية الحقيقية، لم يكن مرتبطا مع العاطفة والتفاهم المتبادل والولاء لبعضهم البعض. والمثير للاهتمام، أن هذا النوع من الحب الوهمي في الغالبية الساحقة كان من جانب واحد فقط، وعدد قليل من المتطوعين أظهر الاهتمام مع الشخص الذي كان يشعر تجاهه بالعطف، في حين أن ممثلي الأزواج المتزوجين كانوا يظهرون مشاعر لبعضهم البعض باستمرار.
كل هذا، وفقا لزسوك، يقول أن الحب من الوهلة الأولى لا وجود له وأنه هو نوع من أداة نفسية تساعد الناس على خداع أنفسهم وتعزيز العلاقات القائمة مع النصف الثاني.
سبوتنيك