العالم

بعد تهاوي حججها.. هل تستمر واشنطن في دعم إرهابيي “ب ي د/بي كا كا”؟

بعد مرور 14 على تأسيسه، تمكنت منظمة “ب ي د”، الامتداد السوري لـ”بي كا كا” الإرهابية، من السيطرة على أكثر من ربع مساحة البلاد، مستغلة حالة الفوضى في البلاد جراء الحرب المستمرة فيها منذ عام 2011، والدعم الأمريكي، بالمال والسلاح بل وبالغطاء الجوي والمدفعي.

إلا أن واشنطن، التي لطالما تذرعت بـ”دعم من يحاربون تنظيم داعش الإرهابي”، ستحتاج إلى ذرائع جديدة لاستمرار سياساتها، بالرغم من انتهاء وجود الأخير على الأرض، سواءً في سوريا أو العراق.

وتبلورت هذه السياسة الأمريكية، مع تصاعد خطر “داعش”، وخصوصًا في أيلول/سبتمبر 2014، إبان محاصرته مدينة “عين العرب” (كوباني)، شمالي سوريا، إلا أن استمرار الدعم للمنظمة الإرهابية، دون قيد أو شرط، إلى اليوم، يثير تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن اضطرت لدعمها، أم أنها وجدت في داعش ذريعة وفرصة سانحة.

كما أن الولايات المتحدة لم تسع لتجنب أضرار دعم الإرهابيين، من خلال فرض قيود على تحركاتهم ومعاقبتهم على جرائمهم، التي يرتكبونها بسلاح أمريكي، واكتفت بوضع قناع زائف على “ي ب ك”، الذراع المسلح لـ”ب ي د”؛ أطلقت عليه اسم “قوات سوريا الديموقراطية”، في أكتوبر/تشرين الأول 2015.

وبعد عامين، وفي أواخر يوليو/تموز الماضي تحديدًا، اعترف قائد العمليات الخاصة بالجيش الأمريكي، الجنرال ريموند توماس، بتلك الحقيقة المفضوحة، حيث قال في كلمة خلال جلسة حوارية، عقدت على هامش مؤتمر “أسبين” الأمني، بولاية كولورادو؛ إن الإرهابيين “كانوا يدعون أنفسهم في السابق ي ب ك، وكان الأتراك يقولون إنه مساوٍ لتنظيم بي كا كا”.

وأشار أن المسؤولين الأتراك كانوا يقولون للجانب الأمريكي: “إنكم تتعاملون مع عدونا الإرهابي، كيف يمكنكم فعل ذلك مع حلفائكم”.

وتابع “لذا عدنا لهم (الإرهابيين) وقلنا: عليكم تغيير اسمكم، (وسألناهم) ما الذي تودون أن تطلقوه على أنفسكم إلى جانب ي ب ك؟”، مشيرًا أن ممثلي التنظيم عادوا إليه بعد يوم واحد باسم “قوات سوريا الديمقراطية”.

وأكد متفاخراً “لقد كان إنجازاً رائعاً أن يقرنوا الديمقراطية في مكان ما هناك (ضمن الإسم الجديد)، إن ذلك أعطتهم نذراً يسيراً من المصداقية”.

وأشار إلى دور المبعوث الرئاسي الخاص إلى سوريا، بريت ماكغورك، الذي “استطاع إبقاءهم ضمن المباحثات، وسمح لهم بالحصول على الشرعية اللازمة من أجل أن يكونوا شركاء جيدين لنا”.

وخلال الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2015 وأبريل/نيسان 2017، احتل “ب ي د/بي كا كا” أكثر من ربع سوريا، وتمكن من تخزين كميات هائلة من الأسلحة، بينها معدات ثقيلة ومدرعات حربية مقاومة للألغام وذخائر وأسلحة خفيفة.

** منع الحزام الإرهابي المُراد إنشاؤه في الشمال

في 24 أغسطس/آب 2016، أطلقت القوات المسلحة التركية عملية “درع الفرات”، بالتعاون مع الجيش السوري الحر، في خطوة حالت دون إنشاء حزام إرهابي لـ”ب ي د/بي كا كا” من شمال سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط.

وفي إطار العملية، تمركزت القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر بين مدينتي “عفرين” و”منبج”، الخاضعتين لاحتلال “ب ي د/بي كا كا”، لتضمن بذلك أمن المثلث بين مدن “أعزاز” و”جرابلس” و”الباب”.

وفي 25 أبريل/نيسان الماضي، قصف الجيش التركي قاعدة “قره تشوك” التي تعد بمثابة مقر رئيسي لـ”ب ي د/بي كا كا” وجسرًا يصل بين سوريا والعراق، وهو ما دفع التنظيم لنقل أسلحته وذخائره إلى مناطق قريبة من القواعد الأمريكية في سوريا على وجه السرعة.

** نفاد حجج الولايات المتحدة

أطلق “ب ي د/بي كا كا” عملية ضد “داعش” للسيطرة على محافظتي “الرقة” في يونيو/حزيران الماضي، و”دير الزور” في سبتمبر/أيلول الماضي، بدعم أمريكي مكثّف.

وسيطر التنظيم الإرهابي على الرقة، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانطلق صوب دير الزور في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، ليصل إلى أجزاء أخرى من الحدود العراقية.

وفي هذه الحالة، ستحتاج الإدارة الأمريكية إلى حجج جديدة، غير “داعش”، من أجل مواصلة دعمها لتنظيم “ب ي د/ بي كا كا”، وسط تذكير تركي مستمر لواشنطن بوعودها المتعلقة بسحب الأسلحة والمعدات العسكرية من يد التنظيم الإرهابي عقب عمليتي الرقة ودير الزور.

وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تناولا خلالها قضية الدعم المقدّم للتنظيم الإرهابي.

الرئيس الأمريكي، قال خلال المكالمة إنه سيتم وقف الدعم العسكري للتنظيم، إلا أن تصريحات متناقضة صدرت بعد فترة وجيزة عن مسؤولين أمريكيين من إدارته حول نفس الملف.

والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، إن التنظيم تم تسليحه بالفعل، وسيتم تحويل كوادره، بعد انهيار داعش، إلى وحدات “شرطة وأمن”، ملمّحًا إلى أن الدعم سيستمر لمنع عودة “داعش”.

لا تبدو تلك الحجة مقنعة، كما لم يكن قناع التسمية الجديدة للمنظمة الإرهابية، وقد تضطر واشنطن لسوق حجج جديدة، خصوصًا مع حديث مراقبين حول بقاء الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، وعن مواجهة بالوكالة مع روسيا على النفوذ هناك.

* مسرحية “قوات سوريا الديمقراطية” في علاقات واشنطن- قنديل

تصريحات “طلال سلو”، المتحدث السابق والمنشق عن “قوات سوريا الديمقراطية”، للأناضول، قبل أيام، وضّحت المعلومات حول حقيقة العلاقة بين هذا الكيان وقنديل (معقل بي كا كا شمالي العراق) والولايات المتحدة.

ووفقًا للتصريحات، فإن أنشطة “ب ي د/بي كا كا” في سوريا، يتم توجيهها من خلال مجلس قيادي متمركز في جبل قنديل، على الحدود العراقية الإيرانية.

عضو هذا المجلس، “صبري أوق”، هو المسؤول العام عن أنشطة التنظيم الإرهابي في سوريا، يليه “نور الدين صوفي”، المسؤول عن القسم العسكري، ويتبع له إرهابيو “ي ب ك” و”ي ب ج” (الذراع النسائي).

وبحسب “سلو”، فإنه لا توجد أي قاعدة إدارية مستقلة، أو قاعدة مسلحين خاصة، تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وإنما يتم استخدامه كستار لـ”ي ب ك” و”ي ب ج”.

ويُشكّل إرهابيو “ي ب ك” و”ي ب ج”، حوالي 70 في المئة من “قوات سوريا الديمقراطية” التي يُقال أمام الرأي العام بأنها تضم حوالي 50 ألف مسلّح؛ “من مختلف أطياف الشعب السوري”.

“شاهين فرهاد عبدي” الملقب بـ”شاهين جيلو”، المدرج على القائمة الحمراء للمطلوبين لدى السلطات التركية، هو القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، ويتلقى جميع التعليمات من “صوفي”.

ويعدّ جيلو من أبرز قياديي التنظيم الإرهابي في قنديل، ويُشرف على العمليات منذ فترة طويلة، ويعتمد عليه الأمريكيون إلى حد كبير في التحركات الميدانية.

ويتم التوقيع على استلام الدعم العسكري الأمريكي، من قبل قياديين في “قوات سوريا الديمقراطية”، إلا أن الشحن يتم مباشرة إلى مخازن “ي ب ك” الخاضعة لإدارة الإرهابي “سيبان حمو”.

ومن أكثر المؤسسات الأمريكية نشاطًا في الساحة السورية، القيادة المركزية (سنتكوم)، وقيادة القوات الخاصة، ووكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه).

ويُشكّل “بريت ماكغورك”، الحلقة الأهم التي تحدد طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية وإرهابيي “ب ي د/بي كا كا”.

يشار أن “عبد الله أوجلان”، وهو زعيم “بي كا كا / كا جي كا” المسجون في تركيا، أعطى تعليمات بواسطة محاميه، لتأسيس “ب ي د/بي كا كا”، في 16 فبراير/شباط عام 2002.

واختصار “كا جي كا”، هو الاسم الذي تطلقه قيادة “بي كا كا” على المظلة التي تجتمع تحت سقفها الفروع المنتشرة ضمن الأجزاء الأربعة لما تسميه بـ”كردستان”.

وبناء عليه، فإن ذراع “كا جي كا” في تركيا يُسمى “بي كا كا”، وفي سوريا “ب ي د”، وفي العراق “ب ج ي ك”، وفي إيران “بيجاك”.

في 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، تأسس “ب ي د” فعليًا، ليرث “بي كا كا” في سوريا، التي بقي فيها “أوجلان” من 1979 لغاية 1998، ووسّع فيها قاعدة المنظمة الإرهابية.

وخلال الفترة بين مارس/آذار (انطلاق التحركات الشعبية السورية) ونوفمبر/تشرين الثاني 2011 (بدء الاشتباكات المسلحة)، أسست قيادات قنديل تنظيم “ي ب ك” الجناح المسلح لـ”ب ي د” في سوريا، وبدأ نشاطه الفعلي في يوليو/تموز من ذلك العام، مع دخول العديد من الإرهابيين إلى الأراضي السورية قادمين من معسكرات شمالي العراق.

الاناضول

أحدث الأخبار

تركيا تنفذ عملية سرية للقبض على قتلة الحاخام الإسرائيلي في الإمارات

  نجحت السلطات التركية، ممثلة بجهاز المخابرات الوطنية (MİT) ومديرية الأمن، في تنفيذ عملية سرية…

27/11/2024

هل تعالج ألم أسنانك بالمضادات؟ توقف فورًا!

حذّر أخصائي جراحة الفم والأسنان والوجه، البروفيسور بيركان طه أوزكان، من خطورة الاستخدام غير الواعي…

27/11/2024

هل الموز فعلاً مناسب للإفطار؟ الإجابة ستفاجئك!

يُعتبر الموز خيارًا شائعًا وسريعًا لدى الكثيرين كوجبة خفيفة أو إفطار، إلا أن الدكتور داريل…

27/11/2024

وفاة طفلة في أنقرة.. واعتقال الأم للاشتباه بتعذيبها

توفيت طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات في أنقرة بعد ادعاء سقوطها من السرير، في…

26/11/2024

تصريحات هامة لوزير الخارجية التركي حول الشرق الأوسط

في تصريحات هامة حول الوضع في الشرق الأوسط، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على…

26/11/2024

زيادة قادمة في أسعار السجائر والكحول: إليكم النسب المتوقعة

أعلن رئيس منصة تجار التبغ في تركيا، أوزغور أيباش، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن زيادة…

26/11/2024