قادة رأي مسلمون ويهود: قرار ترامب سيضر بالسلام في الشرق الأوسط

انتقد قادة رأي مسلمون ويهود في الولايات المتحدة، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعتبروا أن القرار لن يكون له أي دور سوى تقويض عملية السلام وجعل المسلمين واليهود في مواجهة مع بعضهم.

وأجمع زعماء مجتمع مدني، مسلمون ويهود، في تصريحات للأناضول، على أن قرار الرئيس الأمريكي سيلحق ضررا كبيرا بمسيرة السلام في الشرق الأوسط.

** “لو ضغط الزعماء العرب والمسلمون بشكل فعلي لما استطاع ترامب اتخاذ هكذا قرار”

وقال رئيس معهد يقين للبحوث الإسلامية عمر سليمان، الذي شارك في فعالية جرى تنظيمها أمام البيت الأبيض احتجاجا على قرار ترامب، إنهم لن يعترفوا بأي شكل من الأشكال بقرار الرئيس الأمريكي.

وأشار سليمان، إلى أن زعماء الدول الإسلامية يتحملون المسؤولية تجاه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح في هذا الخصوص: “أعتقد بأن الوبال هنا يقع إلى حد كبير على عاتق الزعماء العرب والمسلمين. بعضهم أذن ببعض الأمور من خلف الكواليس، والآن يتظاهرون ببعض التصريحات عقب هكذا إعلان (الاعتراف بالقدس)، لو مارسوا ضغوطا فعلية لما استطاع ترامب الإقدام على هكذا إعلان”.

واعتبر أن السبب وراء اتخاذ الرئيس الأمريكي هذا القرار، هو تشتيت التركيز على التحقيقات بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة التي فاز بها ترامب، والتي بدأت تقترب منه أيضا.

** “قرار القدس سيزيد من الأوضاع سوءا”.

من جانبه قال الحاخام “يسرائيل وايس”، رئيس المنظمة اليهودية المتحدة المناهضة للصهيونية والذي شارك في مظاهرة جرت أمام البيت الأبيض حول القدس، إن “قرار القدس هذا سيؤدي بكل شيء إلى الأسوأ”.

وتابع قائلا: “علينا أن نصغي لأصوات إخوتنا في القدس. ما يقوله إخواننا في العالم صحيح (بخصوص رفض قرار القدس). لأن ديننا لا يعني الاحتلال بل خدمة الإله، هكذا هي اليهودية الحقيقية”.

وأضاف أن “السلام لا يتحقق من خلال السيطرة على القدس حيث المدينة المقدسة، وإعلانها عاصمة لدولة إسرائيل التي ترفضها الديانة اليهودية وتعتبرها غير شرعية”.

** “ينبغي أن تتسلم دول مثل تركيا وفرنسا قيادة مسيرة السلام”

بدوره، قال مدير الجماعة الإسلامية لأمريكا الشمالية “نعيم بيج”: “نعلم بأن هذا القرار سيء للغاية. هذا القرار لن يجلب السلام. منذ 70 عاما كانت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يقولان إن القدس تابعة للفلسطينيين واليهود والمسيحيين. من الواضح أن هذا القرار أزعج المسلمين والمسيحيين”.

واعتبر أن الولايات المتحدة ظلت فعليا من خلال اتخاذها هذا القرار، خارج مسيرة السلام.

وأضاف “الآن حان الوقت لتتسلم دول مثل تركيا وفرنسا القيادة للعمل خلال هذه الفترة من أجل تحقيق السلام”.

** الاحتلال المتواصل منذ نصف قرن

وأعلنت إسرائيل من جانب واحد، القدس الشرقية والغربية عاصمة موحدة لها في 1980، بعد أن احتلت الشطر الشرقي من المدينة في 5 يونيو/ حزيران 1967.

واعتبر مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 478 الصادر في 1980 ضم إسرائيل القدس إليها وإعلانها عاصمة لها بأنه قرار “باطل”.

وبموجب قرار مجلس الأمن فإن المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية يعترف بأن القدس الشرقية خاضعة للاحتلال.

فجميع سفارات الدول التي تعترف بالإدارة الإسرائيلية موجودة في تل أبيب، ولا توجد دولة تعترف بالقدس ولا بشطريها الشرقي أو الغربي عاصمة لإسرائيل.

أصبحت الولايات المتحدة ومن خلال حملة ترامب، الدولة الأولى التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وتجاهلت إدارة ترامب التي واجهت انتقادات من قبل المجتمع الدولي التحذيرات من أن يؤدي القرار بالمنطقة إلى فوضى ويزيد من تعقيد الخلاف الإسرائيلي-الفلسطيني.

وتوقفت مباحثات السلام بين إسرائيل وفلسطين بسبب “رفض إسرائيل التراجع إلى حدود 1967، وعدم منح حق العودة للفلسطينيين الذين تم تهجيرهم قسرا، إلى موطنهم، وكذلك عدم وقف عمليات إنشاء مستوطنات يهودية”.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.