ويُنصح أيضاً باستخدام الهرمون كعلاج لأمراض عدةٍ، مثل القلق والاكتئاب والإدمان وفقدان الشهية والفصام، وذلك بفضل قدرته على تعزيز السلوك الاجتماعي والترابط، ولكن الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة بالأوكسيتوسين تُصعّب استخدامه مع البشر.
ولكن المادة الجديدة، التي تناولها بحثٌ جديد نُشر في دورية Science Signaling العلمية، يمكنها توفير بديل قابل للاستخدام.
وقال موتنتالر: “فاعلية المركب الذي طورناه، مماثلة تماماً لفعالية الأوكسيتوسين، ولكنَّه يظهر انتقائية مُطورة تجاه مستقبلات الأوكسيتوسين؛ مما يعني احتمالية تقليل الآثار الجانبية الخطيرة”.
واختبر فريق البحث المركبَّ -وهو عبارة عن نسخة من هرمون الأوكسيتوسين مع بعض التعديلات- على الفئران، ووجدوا أنَّها تغلبت على الخوف الاجتماعي سريعاً، وهذا يعكس دوراً محتملاً للهرمون في علاج أمراضٍ مختلفة تتضمن أعراضها مثل هذا الخوف.
وقال المتخصص بدراسة تأثير العقاقير على المخ والجهاز العصبي في جامعة سان جورج لندن الدكتور أليكسيس بيلي، تعقيباً على ابتكار المركب الجديد: “بصفتي باحثاً متخصصاً بدراسة هرمون الأوكسيتوسين والصحة النفسية، أرحب بتطوير هذه المادة التي تعمل بانتقائية مع مستقبلات الأوكسيتوسين”.
وأضاف بيلي أنَّ هناك أدلة جيدة على فوائد الأوكسيتوسين في بعض الأمراض التي يتوافر لها القليل من العلاجات الأخرى مثل التوحد، ولكنَّه أشار إلى الحاجة للمزيد من الأبحاث لتحديد الفائدة الطبية لكل من الأوكسيتوسين والأوكسيتوسين الاصطناعي في علاج الأمراض النفسية.
واتفقت الطبيبة النفسية في جامعة كارديف في ويلز الدكتورة أريانا دي فلوريو، مع الرأي القائل بأنَّ تأكيد الفوائد المحتملة للأوكسيتوسين ما زال مبكراً.
وقالت أريانا: “هناك ضجيجٌ مثار؛ لأنَّها جزيئات مثيرة للاهتمام للغاية”، ولكنَّها أشارت إلى أنَّها ليست اختبارات سريرية، وأنَّه لا يوجد دليل قوي يدعم الاستخدام اليومي للعلاج.
وأضافت أريانا أنَّه في حين تُعد الآثار الجانبية للعلاج أحد الأمور التي يجب وضعها في الحسبان، هناك مشكلة أكبر قد تظهر، وهي حقيقة أنَّ فوائد استخدام الأوكسيتوسين مع الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق قد تكون ناتجة عن تأثير الدواء الوهمي (النفسي)، وهذا قد يعني أنَّ الأوكسيتوسين ربما لا يملك قيمةً كبيرة كدواء.
ولكنَّ موتنتالر وزملاءه يسعون إلى تحسين الخصائص الدوائية لمادتهم الجديدة، ويُجرون المزيد من الدراسات الشاملة لقدراتها العلاجية المحتملة.
وختم: “لا يُعد المركب الجديد مبادرة واعدة لعلاجاتٍ مستقبلية فقط؛ بل أيضاً خطوة مهمة لفهم دور مُستقبِلات الأوكسيتوسين في الصحة والمرض”.