خبير يكشف ما سيفعله ترامب “المتبجح” بقرار “القدس”

كشف أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الأمريكي، أيمن عبدالشافي، اليوم الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول، عن الخطط والاستراتيجيات المتوقعة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيما يخص قراره بشأن القدس.

 وقال عبد الشافي ” إن ترامب لن يتراجع عن القرار، رغم الهزيمة السياسة التي مني بها أمس في الأمم المتحدة.وتابع قائلا: “أمريكا أظهرت عن وجهها الحقيقي القبيح، بعدما عايرت ممثلتها المنظمة الدولية بالدعم المادي الذي تقدمه الولايات المتحدة لها”.

وأردف: “الولايات المتحدة لم تستطع أن تقنع حلفائها، خاصة العرب، بالتصويت لصالح قرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ولكنها نجحت في إحداث تأثير على دول أخرى”.

وأوضح أن هذا التأثير، الذي أحدثه تهديد مندوبة دونالد ترامب في الأمم المتحدة، تمثل في امتناع 32 دولة عن التصويت، من بينهم دول صوتت في المرة الأولى لصالح قرار حق فلسطين في القدس، مثل كندا، التي امتنعت عن التصويت هذه المرة، ما يعني إحداث التهديد الأمريكي أثراً.

وأضاف:

“الولايات المتحدة للمرة الأولى في تاريخها تمارس نوعاً من الترهيب العلني، وللأسف هذا الترهيب لم يكن لصالحها هي، إنما لصالح إسرائيل، ما يعني أن هناك استعداد كامل لدى الأمريكيين لخسارة العالم في مقابل كسب رضا الإسرائيليين، ودعم دولتهم دون التفات لأي قيم أخلاقية أخرى”.

ولفت الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الأمريكي إلى أن دونالد ترامب أعطى أوامره لمندوبته لدى الأمم المتحدة بالتهديد بهذا الشكل المتبجح، لغرض آخر في نفسه، وهو إعلان سيطرته وتسيده على المنظمة الدولية، وأنه لا يوجد لديه أي استعداد لمقابلة أي اعتراضات.

وأكد عبدالشافي، على أن هذا الموقف المتصلب وغير المنطقي من جانب دونالد ترامب، كان السبب الرئيسي في خسارته السياسية والدبلوماسية في الأمم المتحدة، فالدول التي صوتت لصالح مشروع قرار إلغاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، معظمها حلفاء قريبين من الولايات المتحدة، ولكنهم انقلبوا عليها سياسياً وخالفوها للمرة الأولى.

وشدد على ضرورة أن يستثمر العرب هذا الانتصار في منظمة الأمم المتحدة، لصالح القضية الفلسطينية، لإجبار ترامب على التراجع عن قراره، ومع شخصية ترامب العنيدة، لن يكون ذلك واقعياً إلا إذا أدرك — بعقلية رجل الأعمال- أن بلاده ستخسر مادياً من هذا العناد، وقتها يمكن أن تتحقق خطوة للأمام لصالح القضية.

وكشفت بيانات التصويت التي تم عرضها خلال الجلسة الطارئة التي عقدت اليوم الخميس، أن 128 عضوا وافقوا على القرار، بينما اعترضت 9 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت.وعقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة جلسة طارئة للتصويت على مشروع القرار الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا يوم الإثنين الفائت والخاص بمدينة القدس.

وهددت الولايات المتحدة بوقف تمويلها للأمم المتحدة إذا رفضت قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما صرح مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، أن قرار الأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر، وأن من يدعمونه دمى، وهذا القرار ليس أكثر من إلهاء، وسيذهب إلى مزبلة التاريخ.

ورفضت الدول الـ9 القرار خلال التصويت عليه في الأمم المتحدة، في جلسة بثتها قنوات تلفزيونية ووسائل إعلام مختلفة. والدول الرافضة هي، إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، وتوغو، وبالاو، وغواتيمالا، وهندوراس، وجزر مارشال، وميكرونيسيا المتحدة، وناورو.

كما امتنعت 35 دولة عن التصويت هي:”الأرجنتين، وأستراليا، وبنين، وبوتان، واننتجولا، والبوسنة، وكندا، وكرواتيا، والتشيك، ودومنيكان، وأكوتوريال، وفيجي، وهايتي، وهانغاريا، وجمايكا، وكريباتي، ولاتيفيا، وليستو، ومالاوي، ومكسيك، وبنما، وبارغواي، والفلبين، وبولندا، ورومانيا، ورواندا، وسولمون، وجنوب السودان، وترينداد، وتوفالو”.

سبوتنيك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.