منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين ثان 2016، وتصدره للمشهد السياسي بالبلاد، اتخذ دونالد ترامب عدة خطوات وقرارات، أربكت العالم، ولاقت إدانات وردود فعل غاضبة.
موقع “9news.com” الإخباري الأمريكي رصد 10 من تلك الخطوات والقرارات، كان لها الصدى الأعلى، 9 منها كانت بعد تولي ترامب للمنصب في 20 يناير/كانون ثان الماضي، والعاشر كان في نهاية 2016، إلا أن صداه تواصل إلى 2017.
والخطوات والقرارات العشر هي:
1 – اتصال هاتفي مع رئيسة تايوان
في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2016، كسر ترامب، حين كان رئيسًا منتخبًا، البروتوكول المعمول به في الولايات المتحدة، حين قبل اتصالًا هاتفيًا من رئيسة تايوان، تساي إينغ وين، هنأته خلاله بفوزه بالرئاسة.
وكان ذلك الاتصال هو الأول بين رئيسين للولايات المتحدة وتايوان منذ عام 1979.
وقد أغضبت هذه الخطوة بكين التي تعتبر تايوان إقليمًا منشقًا عنها، ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع الأخيرة.
وفي وقت لاحق حاول ترامب تهدئة غضب الصين من خلال التأكيد على أن النظام الشيوعي في بكين هو الحكومة الشرعية في البلاد.
2- الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ
في 23 يناير/كانون ثان، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الشراكة عبد المحيط الهادئ، وهو اتفاق تجارة حرة متعدد الأطراف يهدف إلى زيادة تحرر اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ووصف ترامب خطوته تلك بأنها “شيء عظيم لصالح العامل الأمريكي”.
وتعهدت الدول الأخرى الأطراف في تلك الاتفاقية (أستراليا وبروناى وكندا وشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة وفيتنام) بمواصلة العمل بالاتفاقية بدون الولايات المتحدة.
3- التعهد بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)
في نفس ذلك اليوم أيضًا (23 يناير/كانون ثان) أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيعيد التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع المكسيك وكندا التي تعود لعام 1994.
وأرجع ترامب تلك الخطوة إلى “منع الشركات الأمريكية من نقل مصانعها إلى الدول المجاورة وخاصة المكسيك”. واصفًا تلك التحركات بأنها تقوض فرص العمل للأمريكيين.
ولوّح ترامب بالانسحاب من الاتفاقية، بينما ما تزال المحادثات مستمرة.
4 – حظر السفر
في أسبوعه الأول بالرئاسة، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا بمنع مواطني 8 دول، بينها 6 ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وأوقفت محاكم فيدرالية ذلك الأمر، بينما وافقت المحكمة العليا على نسخة معدلة للقرار شملت قائمة من الدول هي إيران وليبيا وسوريا واليمن والصومال وتشاد.
وما زالت إجراءات الطعن القانوني على تلك النسخة المعدلة مستمرة في المحاكم.
ولقيت تلك التحركات من جانب ترامب إدانة واسعة من عدة دول حول العالم.
5 – معارك مع “الناتو” بشأن التمويل
في أول اجتماع له مع الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مايو/أيار الماضي، انتقد ترامب “نقص التمويل” الذي يعانيه الحلف، ولم يعلن صراحة تصديقه على المادة التي تنص على الدفاع المتبادل بين أعضاء الحلف.
لكن في يونيو/حزيران، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة أي من دول الحلف الـ 28 إذا تعرضت لهجوم.
وجاء ذلك التغير في موقف ترامب بعد أن قال قادة الناتو الآخرون إنهم مستعدون للحفاظ على التحالف حتى بدون دعم الولايات المتحدة.
6 – الانسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ
أمر ترامب في يونيو/حزيران حكومته بالانسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ الذي وقع عليه سلفه باراك أوباما.
ويطالب هذا الاتفاق الموقع في باريس عام 2015، الولايات المتحدة وغيرها من الدول بالحد من انبعاثات الكربون في الهواء، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بعد أن وافقت عليه كل الدول، بما فيها الولايات المتحدة، قبل أن تنسحب.
7 – التهديد بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية
في أغسطس/آب، انسلخ ترامب عن النهج الأكثر تقيدًا الذي استخدمه أسلافه في التعامل مع كوريا الشمالية، حيث اشتبك في حرب كلاميه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ما أثار مخاوف دولية بإمكانية اندلاع صراع كارثي.
وبعد أن هددت كوريا الشمالية بقصف جزيرة غوام الأمريكية، توعدها ترامب بـ “النار والغضب اللذين لم تشهدهما من قبل”.
كما تبادل ترامب الإهانات الشخصية مع زعيم كوريا الشمالية حيث وصفه بـ “الرجل الصاروخ” و”جرو مريض”، بينما كان يصف كيم ترامب بأنه “خرِف”.
8 – رفض الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي
في أكتوبر/تشرين أول الماضي، رفض ترامب الإقرار بأن إيران تلتزم بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع 6 دول من القوى العالمية (أمريكا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة) الذي تم بمقتضاه رفع العقوبات عن إيران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي.
ونددت الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاق مع إيران بخطوة ترامب وقالت إنها ستظل تلتزم به.
9 – الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
في 6 ديسمبر / كانون الأول الجاري، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسميًا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية.
وواجهت الولايات المتحدة مجددًا عزلة دولية بهذا القرار، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 من الشهر ذاته،، قرارًا بأغلبية ساحقة ترفض قرار ترامب بخصوص القدس، بناءً على مبادرة من تركيا واليمن.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا لقرارات المجتمع الدولي، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ولا ضمها إليها، عام 1980، واعتبارها مع القدس الغربية “عاصمة موحدة وأبدية” لها.
10 – وصف الصين وروسيا بأنهما “منافسان” للولايات المتحدة
وصف ترامب الصين وروسيا في تقرير استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الصادر في منتصف ديسمبر/كانون الأول بأنهما “منافسين” للمصلحة الأمريكية.
وجاء في تلك الوثيقة أن البلدين يسعيان إلى “تحدي سلطة ونفوذ ومصالح الولايات المتحدة” وأنهما تسعيان إلى “تقويض الأمن والازدهار للأمريكيين”.
ووصفت الصين بدورها تلك الوثيقة بأنها تعكس “عقلية الحرب الباردة”، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوصفها بأنها “هجومية وعدوانية”.
الاناضول