جملة أردوغان الغامضة.. الكشف عن عمل عسكري بمشاركة سودانية قطرية

أثار اللقاء الثلاثي الذي جمع رؤساء أركان القوات المسلحة لدول قطر، والسودان، وتركيا في الخرطوم، تكهنات عديدة حول ما تعتزمه الدول الثلاث في المرحلة المقبلة.
من جهته، وصف الفريق أول مهندس ركن عماد الدين مصطفى عدوي رئيس الأركان المشتركة السودانية، علاقات التعاون العسكري بين السودان ودولة قطر بأنها علاقات راسخة مستقرة ونسعى إلى أن تزيد وتيرة هذا التعاون في شتى المجالات، مشيداً بمستوى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين تحت القيادة الرشيدة للدولتين.

وأشار إلى تنفيذ التمرين المشترك “صقر الجزيرة” بين الجيشين بولاية البحر الأحمر مؤخرًا، بجانب تنفيذ عدد من التمارين البحرية خلال العام الماضي. وقال في تصريحات لـ”الشرق” القطرية إن الفترة القادمة ستشهد تمارين مشتركة بمستويات أكبر بمشاركات دول أخرى.

ويقول فكرت أوزر السفير التركي في قطر إن تركيا تربطها علاقات عسكرية ممتازة مع كل من قطر والسودان، وهناك تشاور دائم بين الدول الثلاث، لافتًا إلى أن انعقاد الاجتماع الثلاثي، من شأنه أن يزيد من تمتين العلاقات والتعاون والتنسيق مستقبلاً، في ظل وجود قواسم ومصالح مشتركة بين الدول الثلاث.

وقال فكرت أوزر، في حوار مع صحيفة العرب القطرية: “تركيا تساهم حاليا بما تمتلكه من صناعة عسكرية لإنجاز مشاريع إنتاج مشتركة مع دول تربطها بها علاقات وتعاون مشترك، مثل دولة قطر، ونتوقع خلال شهرين أو ثلاثة من الآن أن يتم الإعلان عن تدشين أول مصنع قطري للعتاد العسكري في الدوحة بدعم تركي، ما سيسمح بتوفير ما تحتاجه دولة قطر في مجال الدفاع الوطني، وتأمين احتياجاتها العسكرية”.

ويتزامن انعقاد هذا الاجتماع مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان، وقرار الخرطوم بمنح أنقرة، جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها. في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع القطرية وصول دفعة تعزيزات جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قاعدة العديد لتنضم إلى القوات التركية الموجودة حاليا في قطر.

اقرأ أيضا

الائتلاف الوطني السوري: إيران تستخدم فلول نظام الأسد في…

وترك الرئيس التركي لغزًا بسبب جملة غامضة، حين قال: “هناك ملحقا لن أتحدث عنه الآن”، في إشارة إلى نوايا أخرى ستتبع إدارة جزيرة سواكن السودانية، ما أثار مخاوف مصرية تحديدًا، تجلّت فيما كتبه الإعلامي المصري عماد أديب في مقال بصحيفة “الوطن”، بعنوان “عمر البشير والانتحار السياسي”، حين قال إن الجزيرة “سوف تتحول إلى قاعدة دفاع وتدريب وتخزين للسلاح يتم إنشاؤها بواسطة شركات تركية وبتمويل كامل من دولة قطر”.

وفيما تزايدت الصفقات العسكرية التي تعقدها دول الخليج، حتى ثارت ظنون باحتمال تطور الخلاف إلى تدخل عسكري، يقول الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن تركيا تعتبر نفسها لاعبا أساسيا في المنطقه ومنذ الأزمة القطرية كثفت من وجودها في قطر ولإرسال رساله للدول المقاطعة بأن أي تحرش بقطر هو مساس بها، وفي نفس الوقت تتحالف مع دول صغيرة كالسودان لتساعدها في المحافل الدولية عند مناقشة أي قضايا.

وأشار جابر إلى أن خطوة تركيا نحو السودان لم تكن في الحسبان لأن هناك علاقة بين السعودية والسودان التي تشارك في عاصفة الحزم، لذلك فالتحالف يبدو مثيرا ومهما في هذا التوقيت، على حد قوله.

واستبعد وجود تدخل عسكري ضد قطر لأن ذلك سيؤثر على مصالح أمريكا في المنطقة، إنما هي مجرد رسالة تركية بأن أي عدوان على قطر سيكون عدوانا على تركيا، مؤكدا أنه يهم السودان أن تكتسب حماية من تركيا ويهم السودان أن تستفيد من إمكانيات قطر الاقتصادية.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.