قال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، إن “دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها مكافحة الإرهاب والهجرة، دون التعاون مع تركيا “التي ساهمت في وقف تدفق المهاجرين نحو بلغاريا”.
جاء ذلك خلال مقابلة مع الأناضول، قبيل توجهه إلى تركيا للمشاركة في افتتاح كنيسة “ستيفي ستيفان” البلغارية في إسطنبول، غدا الأحد، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأعرب بوريسوف عن تقديره واحترامه لمبادرة تركيا بشأن ترميم الكنسية، وعن سعادته حيال جهود الرئيس أردوغان في حماية هذا الأثر الثقافي، وعدم تركه للانهيار.
وشدد على أن هذه الخطوة أثبتت أن هناك إمكانية لتأسيس الصداقة والتفاهم المتبادل بين بلد مسلم وآخر مسيحي، لافتا إلى أهمية مدينة إسطنبول التركية وتاريخها في هذا الإطار.
وقال بوريسوف إن تركيا هي الجارة الأكبر بالنسبة إلى بلغاريا، وبالتالي فإنها ستكون الوجهة الأولى بالنسبة إليهم عندما يحتاجون شيئا ما.
وأشار إلى أنه سيبحث مع أردوغان قضايا متعددة، في مقدمتها التطورات بمدينة القدس، فضلا عن مستجدات الأزمة السورية، وقضية شبه جزيرة القرم، ومشاريع الطاقة بين البلدين.
وتطرق بوريسوف إلى تولي بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي اعتبارا من مطلع يناير / كانون الثاني الجاري، مشددا على أن صوفيا ستركز خلال هذه الفترة على منطقة البلقان.
وأشار إلى ضرورة ضمان حسن العلاقات الدبلوماسية مع تركيا التي لا تعد فقط جارة لبلغاريا والاتحاد الأوروبي، وإنما هي الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وصاحبة أكبر جيش على المستوى الأوروبي.
وتابع: “نحن بحاجة إلى أقصى قدر من الثقة تجاه جناحنا الجنوبي، من خلال تطوير العلاقات الدبلوماسية مع تركيا”.
كما أشاد رئيس الوزراء البلغاري بجهود تركيا في وقف تدفق المهاجرين، مشددا على أن بلاده لم يكن بإمكانها الصمود في حال دخول المهاجرين إلى أراضيها بعد وصولهم إلى اليونان.
وأردف قائلا “هناك تعاون رائع مع تركيا فيما يتعلق بمراقبة الحدود، وهناك تنسيق جيد جدا بين قواتنا ونظيرتها التركية، وقد تم حل مشكلة الهجرة بطريقة جيدة بالنسبة إلى جميع الدول الأوروبية”.
** عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي
وأشار بوريسوف إلى أن حسم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ليس بيد بلاده وحدها بصفتها رئيسا دوريا، بل مرتبط بـ “قرارات صعبة” تتخذ من قبل الدول الأعضاء مجتمعة.
ولفت أن الاتفاقيات التي ستبرم بين الاتحاد وتركيا على ضوء مباحثات الانضمام والتي تشمل 5 ـ 6 مواد تتعلق بتأشيرات الدخول والميراث الثقافي والوحدة الجمركية، ستسهل العلاقات الاقتصادية والعمل وشحن البضائع بين الجانبين.
وقال: “دون تركيا ليس بإمكاننا مجابهة تحديات الإرهاب والهجرة غير القانونية. وثمة تعاون وثيق بين الأمن البلغاري والتركي”.
** آليات جديدة في العلاقات الثنائية
وشدد رئيس الوزراء البلغاري على أن العلاقات التركية البلغارية اتخذت شكلا جديدا من التعاون، مبينا انفتاح السوق البلغاري أمام المستثمرين الأتراك.
وأوضح أن بلغاريا هيأت الظروف المناسبة للمستثمرين الأتراك، لا سيما في مجالي النقل والبنية التحتية.
وبين أن معبر “كابي كوله” التركي الحدودي مع بلاده (كابيتان أندرييفو على الجانب البلغاري)، يعد من أكبر البوابات نحو الاتحاد الأوروبي، بالنظر إلى عبور 5 آلاف شاحنة يوميا من خلاله.
وسلط بوريسوف الضوء على أهمية المشاريع المشتركة التي نفذت في الآونة الأخيرة، وأبرزها شق طرق سريعة بين تركيا وبلغاريا، إضافة إلى تطوير سكك الحديد التي تربط العاصمة البلغارية صوفيا بمدينة إسطنبول.
وقال “حاليا أصبح السفر ممكنا بواسطة القطار بسرعة تصل إلى 180 كيلومترا في الساعة. ستساهم هذه المشاريع في تطوير منطقة البلقان، وتسهل نقل البضائع (…) والمسافة التي تفصل صوفيا عن إسطنبول 560 كيلومترا فقط”.
** موقف صوفيا من المحاولة الانقلابية الفاشلة
وشدد رئيس وزراء بلغاريا على أنه كان أول مسؤول أوروبي يزور الرئيس التركي ويقدم له الدعم، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز / يوليو 2016.
وأضاف بوريسوف أن “المحاولة الانقلابية لم تكن تهدف إلى الإطاحة بالرئيس، بل اغتياله، وتعرضت شخصيا لانتقادات بسبب دعمي لأردوغان، وكان جوابي أننا نتخذ دائما قيم الديمقراطية أساسا لنا”.
وأكد أن بلاده لا تقبل الإطاحة بالسلطة والسيطرة عليها باستهداف المروحيات وطائرات إف ـ 16 للمدنيين، و”لذلك أدعم الرئيس أردوغان”.
الاناضول