توقف الكاتب السعودي المعروف جمال خاشقجي عند التغطية السعودية للمظاهرات التي شهدتها إيران خلال الأيام الماضي.
ورصد خاشقجي في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قيام الإعلام السعودي “بتغطية هستيرية لمظاهرات إيران”، مضيفا أن من “يشاهده يظن أن النظام هناك على وشك الانهيار، كما كان لافتا أن تصاب السعودية فجأة بحالة من الولع بالشعب الإيراني الذي لا يكترث لهذه الهستيريا الإعلامية لأنه لا يتحدث العربية.”
ويرى خاشقجي أن العلاقة بين أسرة آل سعود، وبين إيران لا تجعل الدعم السعودي ومن ورائه الأمريكي بزعامة ترامب مقبولا في أوساط الإيرانيين.
ويقول خاشقجي إن السعوديين “اعتادوا منذ سنوات على الحملات التعبوية ضد إيران، وما سمي بالهلال الشيعي الممتد من طهران إلى سواحل المتوسط، وما يحدث اليوم لن يضيف جديدا إلى هذه النظرة الشعبية تجاه إيران.”
ويروي خاشقجي قصة لقاء جمعه “برجل السعودية القوي محمد بن سلمان مع مجموعة من الإعلاميين والصحفيين السعوديين أواسط العام المنصرم، أسهب خلاله الأمير في شرح خطورة هذا الهلال. كما أبدى قلقه من تنامي نفوذ إيران في كل من السودان وباكستان وجيبوتي.”
ويرى خاشقجي أن الوقت لا يزال مبكرا “للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في طهران، لكن إن استطاع المحافظون قمع الموجة الاحتجاجية، فهذا سيعني مزيدا من الاشتعال في العلاقة بين المملكة وإيران. أما لو تكللت بالنجاح وإسقاط حكومة روحاني، فهذا قد يؤدي لمرحلة جديدة في إيران عنوانها (إيران أولا).”
ويقول خاشقجي إن لديه قناعة بأن “كلا من السعودية وإيران يتشاطران ذات المخاوف من الحراكات الشعبية والموجات الثورية، وأن محمد بن سلمان يريد أن ينهي أي احتمالية لنشاط مماثل في بلده، وهو الذي اختار أن يسمي إصلاحاته الاقتصادية بالربيع السعودي، في مقابلته مع توماس فريدمان في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.”
ويرى خاشقجي أن “على محمد بن سلمان أن يتحرر من خوفه من الديموقراطية، ومن خوفه غير المبرر من التوسع الإيراني، فما يتم فعله الآن لن يقود إلا لتساؤلات مشروعة لدى السعوديين عن سبب دعم حكومتهم للثورة والحرية والديمقراطية في إيران فيما هم محرومون من كل هذا.”
ويشير خاشقجي في ختام مقاله إلى “تزامن” ما يجري في إيران، والموقف السعودي منه “مع مضاعفة أسعار البنزين، وبدء تطبيق الضرائب، واعتقال الصحفي صالح الشيحي”، معتبرا أن “من المثير للسخرية أن تتزامن مظاهرات إيران مع الذكرى السابعة لثورة 25 يناير التي قد تمثل للعرب؛ وفي مقدمتهم السعوديون، فرصة للمطالبة بشيء من الحرية التي يحصل عليها الإيرانيون.”