نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريرا، تضمن مقتطفات من كتاب “نار غضب داخل بيت ترامب الأبيض” للكاتب الصحفي مايكل وولف.
وتشير المقتطفات إلى أن قرار ترامب القاضي بمنع القادمين من مجموعة دول إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية، صدر في وقت مدروس بعناية؛ من أجل إثارة الجدل والاضطرابات في الولايات المتحدة، واستفزاز الليبراليين، وتقسيم صفوف الأمريكيين.
وقالت الصحيفة إن قرار دونالد ترامب القاضي بحظر دخول القادمين من بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة، كان خطوة مدروسة بعناية؛ من أجل إثارة البلبلة في صفوف الرأي العام، وذلك حسب ما كشفه هذا الكتاب الصادم، للصحفي مايكل وولف.
وأضافت الصحيفة أن وولف أكد في كتابه أن ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس ترامب، قد أصدر القرار المثير للجدل يوم الجمعة بشكل متعمد، حتى يخلّف أكبر قدر ممكن من الاضطراب والارتباك. وقد وقع قرار حظر السفر، الذي مُنع بموجبه مواطنو عدد من الدول الإسلامية من دخول الولايات المتحدة، بعد أسبوع فقط من وصول ترامب إلى الرئاسة. وكان الهدف من هذا القرار تحقيق الوعد الذي قطعه ترامب فيما يتعلق بمنع هجرة المسلمين للأراضي الأمريكية، على خلفية الادعاءات التي أطلقها خلال حملته الرئاسية، والتي تحيل إلى أن موجات الهجرة تساهم في تفاقم ظاهرة الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن الكتاب الجديد أفاد بأنه قد تقرر تنفيذ هذه الخطوة في يوم الجمعة تحديدا، حتى يثير ذلك أكبر قدر ممكن من الفوضى في المطارات. نتيجة لذلك، تم توقيع القرار بشكل عاجل، وهو ما جعله يطال حتى الأشخاص الذين كانوا في طريقهم نحو الأراضي الأمريكية، والذين تعرضوا للاحتجاز لدى وصولهم، في ظل شح المعلومات حول مصيرهم، في يوم يتسم عادة بكثافة الحركة الجوية.
وأوضحت الصحيفة أن الإمضاء على هذا القرار في وقت متأخر، وقبيل عطلة نهاية الأسبوع، كان يعني خروج أكبر عدد ممكن من المواطنين للاحتجاج. ومباشرة بعد دخوله حيز التنفيذ، توجهت أعداد غفيرة من الناشطين نحو العديد من المطارات، على غرار مطار جون كينيدي في نيويورك، في مشهد وسم الأيام الأولى لرئاسة ترامب.
ووفقا لما ورد في هذا الكتاب، كان ستيف بانون العقل المدبر وراء هذا الأمر، الذي خطط له بكل عناية. وفي خضم التداعيات التي تبعت قرار الحظر، تساءل الأفراد داخل البيت الأبيض وخارجه عن مغزى هذه الخطوة، واختيار ذلك التوقيت بالذات، وهو ما تسبب في تفاقم حالة الارتباك داخل المطارات والمؤسسات الحكومية، وعلى الأراضي الأمريكية بشكل عام.
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان بانون، حسب ما جاء في كتاب مايكل وولف، أن “حالة الارتباك تلك كانت، بالتحديد، هدفنا من اختيار ذلك التوقيت، حتى يخرج أبناء جيل رقائق الثلج (وهي عبارة يطلقها المحافظون في الولايات المتحدة على الشبان الملتزمين بالأخلاق السياسية)، ويتجهوا نحو المطارات للاحتجاج. وكان هذا الأمر يهدف للقضاء على الليبراليين، عبر إثارة جنونهم، ودفعهم نحو اليسار”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية ساعدت ستيف بانون في تحقيق مآربه، وتقسيم الولايات المتحدة إلى فئتين: أنصار ترامب، وأنصار الليبرالية. وقد أورد وولف في كتابه أن “ما حدث كشف الفرق بين من يناصرون ترامب في البيت الأبيض، وبين من لا يزالون غير ملتزمين برؤيته وسياساته المتسمة بالحدة”.
وأردف وولف أن “نص ذلك القرار، الذي تصدت له بنجاح المحاكم الأمريكية، قام بصياغته على عجل ستيف بانون وبعض مستشاري ترامب. وقد تمت دعوة ستيفن ميلر لإجراء بحث على شبكة الإنترنت حول هذا الحظر، حتى يقدم بانون لدى وصوله إلى البيت الأبيض مسودة أولية حول قرار منع السفر”.
وفي الختام، أفادت الصحيفة، وفقا لما جاء في كتاب “نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض”، بأنه وقع التخفيف من حدة ذلك القرار المثير للجدل نسبيا، وذلك بطلب ملحّ من راينس بريبوس، رئيس موظفي البيت الأبيض. وعلى الرغم من ذلك فقد كان ذلك القرار يستحق أن يوصف بأنه “قرار وحشي”.