مصر: انتخابات بلا مرشحين ولا برامج والسيسي يغرد منفردا!

تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر الاثنين، الجدول الزمني لانتخابات الرئاسة، والقرارات المنظمة لها، في الوقت الذي لم يعلن فيه رسميا عن أي مرشحين أو برامج انتخابية، سوى تلميحات قائد النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بعزمه خوض التجربة الثانية له وسط دعم إعلامي كبير.

والانتخابات المقبلة هي رابع رئاسية تعددية بتاريخ مصر والثالثة بعد ثورة 25 يناير 2011، ومن المحتمل أن تبدأ مراحلها نهاية الشهر الجاري، وتجرى في نيسان/ إبريل، على أن تعلن نتيجتها في 3 أيار/ مايو، قبل شهر من موعد انتهاء الفترة الرئاسية للسيسي.

وجاء إعلان النظام مد حالة الطوارئ، بداية من السبت 13 كانون الثاني/ يناير الجاري، ولمدة 3 أشهر تنتهي في 13 نيسان/ إبريل المقبل؛ ليزيد من مخاوف المصريين من أن تجرى الانتخابات الرئاسية بظل قانون الطوارئ.

ويعول قطاع كبير من المصريين على تغيير السيسي عبر صناديق الانتخابات بعد خفوت الصوت الثوري بالبلاد باعتقال ومحاكمة وهروب معظم قيادات ثورة يناير وقيادات جماعة الإخوان المسلمين للخارج، واستخدام النظام آلة البطش مع كل صوت معارض.

مصير 5 مرشحين

ورغم أن عددا من السياسيين والعسكريين قد أعلن نيته الترشح بمواجهة السيسي، إلا أن يد النظام طالت أغلبهم؛ إما بتلفيق القضايا مثل المحامي خالد علي، الذي أعلن ترشحه في 3 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ويحاكم بالقضية المعروفة إعلاميا بـ”الفعل الفاضح”..

أو المحاكمة العسكرية؛ مثل ما تم بحق العقيد بالجيش أحمد قنصوة، الذي أعلن ترشحه في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات..

أو التهديد بملفاته القديمة مثل الفريق أحمد شفيق؛ الذي تم ترحيله من الإمارات للقاهرة بمجرد إعلانه رغبته الترشح للرئاسة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ثم التحفظ عليه وتهديده من قبل جهات سيادية عليا لمنعه من الترشح، بحسب شهادة أحد أعضاء حملة شفيق مسبقا .

أو محاربته إعلاميا مثل الفريق سامي عنان، الذي لم يعلن ترشحه رسميا للانتخابات، ولكن طالته الأذرع الإعلامية للنظام، بعد انتقاده أحداثا أمنية وسياسية بالبلاد..

أو التضييق عليه إعلاميا وأمنيا مثل المرشح المحتمل محمد أنور السادات، الذي اشتكى للجنة الوطنية للانتخابات من منع جهاز الأمن الوطني حزبه من تنظيم مؤتمر صحفي لإعلان موقفه من الانتخابات.

منافسة السيسي حرام

هذه الحالة يقابلها حديث يومي بوسائل إعلام النظام حول إنجازات السيسي وأهمية وجوده بالمرحلة المقبلة لحل أزمات مصر، ووصل الأمر حد تحريم الداعية السلفي محمد سعيد رسلان، منافسة السيسي بالانتخابات.

ووصف الكاتب الصحفي قطب العربي، تلك الحالة بـ”الهزلية”، وقال عبر “فيسبوك”: “لم يبق من ترتيبات (هزلية الانتخابات) سوى إعلان الجدول الزمني، وترتيب دور كومبارس المسرحية، ودور شهود الزور، ومن يرقص أمام اللجان؛ لكن الأهم كم مصريا سيفقد حياته أو كرامته حتى ذلك الموعد؟”.

وتساءل مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير معصوم مرزوق: “كيف يمكن خوض الانتخابات وفوهة المسدس في الرأس؟ نحن مجرد رهائن لدي سلطة احتلال”.

لا منافس لا انتخابات

وفي تعليقها على حالة “انتخابات بلا مرشحين ولا برامج بمواجهة السيسي منفردا”، قالت الكاتبة الصحفية مي عزام، إن “المهم في الانتخابات هو وجود المنافس القوي، وطالما أنه لا توجد منافسة يبقى الكل متساويا”.

عزام قالت، إن “أي انتخابات معروفة نتيجتها مسبقا ليست انتخابات، لكنها فوز بالتزكية أو هي استفتاء”، مؤكدة أن “المنافسة القوية وعدم التأكد من الفوز هي أهم سمات أي انتخابات حقيقية”.

وأشارت إلى أن البرلماني السابق محمد أنور السادات سوف يترشح رسميا، و”يقوم بالواجب”، حسب وصفها، متوقعة أن يتم التعامل معه كمرشح من قبل أذرع النظام الإعلامية بكل “جنتلة”.

وعن حديث البعض عن عدم إعلان السيسي حتى الآن ترشحه رسميا ولا الإعلان عن أية برامج له، تساءلت عزام: “لماذا يعلن برنامجه؟”، لتجيب بسخرية: “إن إنجازاته تتحدث عن نفسها”، وهم يطلبونه كي يكمل المشوار من خلال “حملة علشان تبنيها”، معتبرة أن هذا هو “برنامج السيسي”.

ونفت عزام، احتمال قيام النظام بأي ذرائع كأحداث “الإرهاب” أو أزمة “مياه النيل” أو التصعيد مع السودان؛ لوقف الانتخابات الرئاسية ومد فترة السيسي، وقالت: “لا بد أن تجرى الانتخابات التي تتبعها لجان انتخابية وقضائية ومخصصات مالية”، مؤكدة أنها “الغرض من الانتخابات”.

وأضافت أنه “وبما أننا شعب لا يقرأ فلا بد لنا أن نتعلم من التجربة حتى نصبح يوما شعب يختار حاكمه بنفسه”.

السيسي هو الرئيس

وبرر الكاتب والمحلل السياسي طه خليفة، أسباب غياب المنافسين وعدم وضوح معالم الانتخابات الرئاسية رغم أنها على الأبواب، بقوله: “لأن السيسي سيكون هو الرئيس”.

وحول حاجة النظام لأن تسير أمور الانتخابات بشيء من المنطق وأنه لا بد لها من شكل قانوني أمام الشعب والعالم أيضا، أكد خليفة ، أنه “ليس من المنطق أن تسير الأمور هكذا؛ ولكن العالم أصبح بلا منطق”، موضحا أن النظام غير قلق في هذا الشأن وأنه أصبح لديه أمرا عاديا.

أين شفيق؟

ومن جانبه، أكد عضو حملة الفريق أحمد شفيق، الناشط وجدي رافائيل، أنه طالما لم يعلن شفيق رسميا عدم ترشحه فإنه يبقي الأمل الكبير في اتخاذه القرار.

وأكد  أنه لا توجد أي معلومات تؤكد أو تنفي حقيقة ترشح أو عدم ترشح شفيق، ولكنها تكهناتي الشخصية بأنه سيتخذ القرار.

وحول وجود حملة لدعم الفريق للترشح على غرار حملة السيسي، أكد رافائيل، أنه من الأفضل أن تبدأ الفاعليات بعدما يقرر الترشح، معتبرا أن وجود حملات قبل الترشح رسميا أمر خاطئ، نافيا أن تكون ضغوط النظام هي السبب.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.