أعلن وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا التركي، فاروق أوزلو، أن بلاده تسعى لأداء دور فعال في حماية القطبين الشمالي والجنوبي.
جاء ذلك في مقابلة أجراها مع وكالة الأناضول، قال خلالها، إن البحار العثماني الشهير “بيري ريس” رسم في خريطة العالم التي وضعها عام 1513، المناطق الأكثر قربا إلى القارة الجنوبية المتجمدة “أنتاركتيكا”.
وأضاف أوزلو إن بلاده أعدت البرنامج الوطني للعلوم القطبية ما بين عامي (2018- 2022) ضمن إطار رؤيتها الرامية للوصول إلى مكانة مهمة بين الدول الرائدة في العلوم القطبية، مشيرا إلى أن العلماء الأتراك يواصلون أبحاثهم ودراساتهم الخاصة بالقطب الجنوبي التي بدأت عام 1967.
ولفت أوزلو، إلى أن 9 علماء أتراك شاركوا في الرحلة الوطنية الأولى لعلوم القطب الجنوبي بين تاريخي 26 فبراير/ شباط و4 أبريل/ نيسان من العام الفائت، مضيفا أن الرحلة الوطنية الثانية لعلوم القطب الجنوبي ستجري بين 15 فبراير و1 أبريل من العام الجاري بمشاركة 15 عالما تركيا.
وأكد الوزير التركي على أن بلاده تسعى من خلال أبحاثها العلمية المحلية لاحتلال موقع رائد بين دول العالم في مجال العلوم القطبية، موضحا أن البرنامج الوطني للعلوم القطبية بين (2018- 2022) سيجعل من الأبحاث حول القطب الجنوبي أولوية له.
وأردف في هذا السياق أن البرنامج يهدف أيضا لوضع مخطط بخصوص الفعاليات والبحوث المتعلقة بالقطب الشمالي والمناطق المحيطة به.
وأوضح الوزير التركي أن البرنامج يهدف لتوقيع اتفاقيات تعاون ثنائية في مجال العلوم القطبية، فضلا عن إنشاء قاعدة علمية تركية في القطب الجنوبي المتجمد.
كما تسعى تركيا لتحقيق عدد كبير من الأهداف على المديين المتوسط والبعيد في مجال العلوم القطبية حسب الوزير أوزلو، والتي رتبها كما يلي “أن تصبح دولة صاحبة كلمة في سبيل حماية القطبين الجنوبي والشمالي”.
وأضاف قائلا “نسعى لتنفيذ كافة الأعمال والمشاريع الرامية لجعل تركيا عضو مستشار في نظام اتفاقيات القطب الجنوبي المتجمد، وعلى رأسها إجراء المزيد من الرحلات وتنفيذ المشاريع العلمية وتعزيز اتفاقيات التعاون الثنائية في هذا المجال”.
وأردف أن بلاده تهدف لوضع خارطة طريق في سبيل انضمامها إلى مجلس القطب الشمالي المتجمد، وزيادة القدرة العلمية والتكنولوجية للعلماء الأتراك من خلال توجيههم إلى البحوث المتعلقة بالعلوم القطبية، فضلا عن زيادة انتشار برامج الليسانس والماستر والدكتوراة في مجال العلوم القطبية، إلى جانب تعزيز فعالية دور تركيا من خلال تأمين عضويتها في المنظمات الدولية المتعلقة بمناطق القطبين، علاوة على زيادة الوعي بخصوص مواضيع التغير المناخي العالمي.
جدير بالذكر أن تركيا تعد طرفا في “معاهدة أنتاركتيكا” المبرمة عام 1961، والتي تسمح فقط بإجراء أبحاث علمية وافتتاح مراكز بحوث في القارة القطبية الجنوبية.
ويعود حق التصويت على القرارات الخاصة فيما يتعلق بالموارد الباطنية والظاهرية حتى عام 2048، إلى 29 دولة فقط من أصل 53 دولة موقعة على الاتفاقية، فيما تملك بقية الدول ومنها تركيا صفة مراقب، وتسعى أنقرة لإنشاء قاعدة أبحاث علمية في القارة قبل 2048، لتصبح صاحبة قرار بشأن تلك الموارد.
وترسل تركيا إلى القارة القطبية الجنوبية، بشكل دوري، علماء لإجراء أبحاث حول الموارد الطبيعية والتغيرات المناخية بالإضافة إلى إنشاء “قاعدة” في القارة، ويعد مركز الأبحاث القطبية بجامعة إسطنبول التقنية الذي تم تأسيسه في 2015، الأول والوحيد من نوعه في تركيا.
تركيا الان – وكالات