أفادت دراسة سنغافورية حديثة، بأن الأطعمة الغنية بـ”البروبيوتيك” وعلى رأسها الزبادي والبروكلي تكافح الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة سنغافورة الوطنية، ونشروا نتائجها اليوم الأحد، في دورية (Nature Biomedical Engineering) العلمية.
و”البروبيوتيك”، هي عبارة عن خمائر وكائنات حية يطلق عليها بكتيريا الأمعاء النافعة، تلعب دورًا رئيسيًا فى امتصاص وهضم الأطعمة، وتحافظ على صحة المعدة.
وتزايد اهتمام الطب مؤخرا بتكاثر بكتيريا الأمعاء النافعة وما تقدمه لمرضى السرطان، ففي مارس/آذار 2016، كشفت دراسة أمريكية، أن الأطعمة الغنية بـ”البروبيوتيك” تقلل فرص الإصابة بسرطان الكبد وتحد من نمو الأورام.
وتوجد “البروبيوتيك” بكثرة في منتجات الألبان المخمرة كالزبادي، والبروكلي ومخلل الملفوف أو القرنبيط وحساء فول الصويا والفطر الهندي والشوكولاتة الداكنة.
وفي الدراسة الجديدة، اختبر الباحثون فاعلية الأطعمة الغنية بـ”البروبيوتيك” على فئران مصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وتحتوى الأطعمة الغنية بـ”البروبيوتيك” على مادة كيميائية لمكافحة السرطان تسمى “سولفوران”، التي تكوّن أجساما صغيرة باستطاعتها الحافظ على التوازن الطبيعي للكائنات الحية في المعدة والأمعاء.
ووجد الباحثون أن مستخلص البروكلي الغني بـ”البروبيوتيك” ساهم في تقلص أورام سرطان القولون والمستقيم بنسبة 75%.
ولكن التجارب التي أجراها العلماء على أنواع أخرى من الخلايا السرطانية بما في ذلك سرطان الثدي والمعدة، لم تلمس أي تأثير يذكر لمستخلص “البروبيوتيك”، كما حدث مع سرطان القولون والمستقيم.
وقال قائد فريق البحث الدكتور تشون لونغ هو، إن مستخلص “البروبيوتيك” يمكن أن يلعب دورًا مزدوجًا في مكافحة سرطان القولون.
وأضاف أن “هذا المزيج قد يساعد على منع تشكّل أورام جديدة بالقولون والمستقيم، وقتل الخلايا السرطانية المتبقية في أعقاب العلاج أو الجراحة، وبالتالي يقلل فرصة تكرار الإصابة بالورم أيضًا”.
وأشار “لونغ هو”، إلى أن “أحد الجوانب المثيرة للبحث هو أنه يمكن أن يتحول نظامنا الغذائي العادي إلى نظام علاجي مستدام ومنخفض التكلفة، يستخدم كعلاج تكميلي لعلاجات الحالية للسرطان”.
ويعتبر سرطان القولون والمستقيم، ثاني أكثر الأسباب شيوعا للوفاة المرتبطة بالسرطان في أوروبا، حيث يتسبب في وفاة 215 ألف شخص سنويًا.
ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فإن سرطان القولون والمستقيم، هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا، في الولايات المتحدة؛ إذ يُصيب أكثر من 95 ألف حالة جديدة سنويًا، كما أنه رابع سبب رئيسي للوفيات بالسرطان في جميع أنحاء العالم.
الاناضول