أعربت تركيا عن قلقها، الإثنين، إزاء تهديدات الولايات المتحدة، بقطع المساعدات المالية عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحذرت من أن هذا التوجه “سيؤثر سلبًا على حياة أكثر من 5 ملايين فلسطيني”.
وأفاد بيان صادر عن خارجيتها، أن تركيا ستواصل الإسهام في الجهود الدولية، لزيادة الدعم المالي للوكالة في إطار ترؤسها لـ”أونروا”، اعتبارًا من يوليو/تموز المقبل.
ووصف البيان تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية حيال إنهاء إسهاماتها المالية لوكالة “أونروا”، وتصريحات الحكومة الإسرائيلية بأن الوكالة تعد “مصدر مشكلة اللاجئين ويجب حلها”، بأنها “مثيرة للقلق”.
وأشار إلى أن “أونروا”، تأسست عقب اندلاع الصراع العربي-الإسرائيلي عام 1948، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر/كانون الأول 1949، بهدف تحسين ظروف حياة اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على حقوقهم.
وأضاف أن “أونروا التي لعبت تركيا فيها دورًا فاعلًا منذ تأسيسها، وتتولى مهام نائب رئيس اللجنة الاستشارية فيها منذ يوليو/ تموز 2017، توفر خدمات للفلسطينيين مثل: التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والتمويل الصغير والبنية التحتية والسكن والإسعافات الأولية، وحماية حقوق اللاجئين”.
وأوضح أن خدمات الوكالة في مجال التعليم تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وأن قرابة مليون لاجئ فلسطيني يواصلون حياتهم وهم بحاجة إلى المساعدات الغذائية العاجلة لـ”أونروا”.
وحذّر البيان، من أن التوجه نحو قطع المزيد من موازنة “أونروا”، التي تعاني حاليًا ضائقة مالية، سيؤثر سلبيًا على حياة أكثر من 5 ملايين فلسطيني، وسيضر بجهود حل الدولتين، والاستقرار الإقليمي.
ولفت إلى أهمية تقييم الوضع في إطار إنساني بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، ومواصلة الدعم المالي الدولي دون انقطاع لـ”أونروا”، التي تحمل أهمية كبيرة لحياة الشعب الفلسطيني.
ومطلع شهر يناير/كانون الثاني الجاري، هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن الفلسطينيين، في حال عدم عودتهم إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.
وسبقته مندوبة بلاده لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بقولها للصحفيين في نيويورك، إنه سيتم خفض المساعدات لوكالة “أونروا” إذا لم يعد الفلسطينيين إلى المفاوضات.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، فإن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في منطقة الشرق الأوسط يبلغ 5.9 مليون لاجئ، مسجلين في “أونروا”.
وذكر المركز في تقرير أصدره، في 20 يونيو/حزيران 2017، إن 66% (حوالي 957 ألف عربي فلسطيني) من الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية تم تهجيرهم عام 1948، وذلك حسب تقديرات الأمم المتحدة عام 1950.
وتوقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ أبريل/ نيسان 2014، إثر رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلّها من حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اعتبار القدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمةً مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والبدء بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة.
الاناضول