المعارضة السورية: تشكيل أمريكا جيشا من إرهابيي “ب ي د” يؤسس لحرب إثنية

حذر نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض عبد الرحمن مصطفى، من أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل جيش من تنظيم “ب ي د” الإرهابي في سوريا بدعوى حماية الحدود، “يؤسس لحرب إثنية”، ويمثل “مشروعا انفصاليا” ينذر بتقسيم سوريا، ويهدد أمن الجارة تركيا.

وأعلن العقيد ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة “داعش” بقيادة واشنطن، الأحد الماضي، أنهم سيشكلون “قوة أمنية حدودية” شمالي سوريا قوامها 30 ألف مسلح، بالعمل مع “قوات سوريا الديمقراطية” التي يستخدمها تنظيم “ب ي د / بي كا كا” واجهة لأنشطته الإرهابية.

وقال مصطفى في مقابلة مع الأناضول في إسطنبول، إن “الموقف الأمريكي بالنسبة إلينا واضح منذ بداية الثورة (على نظام بشار الأسد عام 2011)”.

وتابع: “موقف واشنطن يتركز فقط على شمالي سوريا، وهو تنفيذ مشروع كان بداية بوجود تنظيم داعش الإرهابي في هذه المناطق، ولاحقا عبر رسم خريطة المناطق المحتلة من قبل قسد (ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية)”.

وأضاف مصطفى: “نحن في الائتلاف ضد أي تشكيلات طائفية أو عرقية في سوريا، نحن في الحكومة المؤقتة (تابعة للائتلاف) نؤسس جيشا وطنيا داخل سوريا، ومن أهداف الائتلاف بعد الانتقال السياسي هو نزع كل أسلحة الميليشيات”.

** مشروع انفصالي

نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض، شدد على أن المشروع الأمريكي الجديد “يتعارض مع سياسة الائتلاف، وبالأخص أن هذا مشروع انفصالي، وموقف الائتلاف واضح، وهو وحدة سوريا أرضا وشعبا”.

ومضى قائلا: “نرفض أي شيء إثني عرقي أو طائفي في سوريا، حيث قمنا بالثورة ضد الطائفية والعرقية ليكون هناك ديمقراطية ومواطنة متساوية، ويكون هناك حقوق لكل الأقليات والقوميات في سوريا”.

وندد بمحاولة “فرض الأمر الواقع بدعم أمريكي عبر تحالف على أساس أنه لمكافحة الإرهاب في سوريا، بينما هو من خلال منظمة إرهابية معروفة بارتباطها بتنظيم (بي كا كا) الإرهابي، ورغم تغيير الأسماء، فنحن نعرف نواة القوات (قوات سوريا الديمقراطية)”.

واعتبر أنها “قوات الأمر الواقع، وممارساتهم معلومة بالنسبة إلى الائتلاف، وهناك وثائق من منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية دولية أخرى ترصد ممارسة (ب ي د) التهجير القسري والتغيير الديموغرافي للمناطق التي يحتلونها، فهذه منظمة إرهابية بدعم أمريكي للأسف”.

** محاربة الإرهاب بالإرهاب

بشأن مآلات القرار الأمريكي في سوريا، قال نائب رئيس ائتلاف المعارضة إن “أمريكا لم تهتم بممارسات النظام وروسيا، وتركت الملف السياسي والعسكري لموسكو.. هم (الأمريكيون) يركزون فقط على محاربة الإرهاب بدعم منظمة إرهابية أخرى”.

وأردف: “لدينا مشروع الجيش الوطني، وهو مشروع قديم، وكان الأجدر في مكافحة الإرهاب هو دعم هذا الجيش الوطني، وكذلك الجيش الحر المعتدل (المعارض) الذي يحارب الإرهاب، وبدعمه (الجيش) كنا حافظنا على وحدة سوريا”.

واستدرك مصطفى: “ولكن يأتي الدعم (الأمريكي) لمنظمة إرهابية اتجاهاتها معروفة، ولديها مشروع انفصالي، وبالتالي هو غير مرحب (به) من الائتلاف”.

وشدد على أن هذا الإجراء الأمريكي “يتنافى مع سياسة الائتلاف بخصوص وحدة التراب السوري، وهذا المشروع لن ينجح، لأن الشعب السوري بشكل عام سيرفضه”.

** التجنيد الإجباري

وعن كيفية تشكيل جيش من 30 ألف فرد، قال نائب رئيس ائتلاف المعارضة: “ليس لديهم هذا العدد، بل يفرضون التجنيد الإجباري على أبناء المنطقة للالتحاق بصفوف (ب ي د)، وبهذه الطريقة سيتم إنشاء هذه القوات، وليس بإرادة المواطنين، وبالتالي هناك انتهاكات”.

وأضاف: “إن كان الحديث عن داعش فقد انتهى، فما هي الغاية من تأسيس جيش لحماية الحدود، حمايتها ممن (؟!)”.

وتابع مصطفى: “فهذا الجيش أولا يهدد أمن واستقرار ووحدة سوريا مستقبلا، ويهدد ثانيا الأمن القومي لدولة جارة (تركيا)، وبالتالي نرفض ذلك، كما أن سياسة الائتلاف تتقاطع مع السياسية التركية، لأننا (والأتراك) ضد التقسيم”.

** الجيش الوطني

أما عن كيفية مواجهة هذا المشروع، فأجاب نائب رئيس ائتلاف المعارضة بقوله: “نحن نؤسس جيشا وطنيا كانت نواته في (عملية) درع الفرات (دعمها الجيش التركي العام الماضي)، تحت إشراف الحكومة المؤقتة، وتابعا لوزارة الدفاع”.

وأردف بقوله: “نعمل على تنمية هذا الجيش الوطني ودعمه، ونطلب من الأصدقاء دعم الجيش الوطني، بحيث يكون نواة الجيش السوري بالمستقبل”.

وأضاف: “نحن ضد التقسيم، وبكل الوسائل سنكون ضد هذا الشيء الذي ليس لمصلحة الشعب السوري.. هذا الجيش بؤرة فساد وفتنة وحرب أهلية بين القوميات.. الاستمرار بهذا النهج من جانب الدول الخارجية سيؤدي إلى حرب أهلية، فهذا مشروع غير قومي”.

** ممثل الأكراد

وشدد نائب رئيس ائتلاف المعارضة على أن “قسد (ما تسمى قوات سوريا الديمقراطية) و(ب ي د) لا علاقة لهما بالأكراد”.

وقال إن “ممثل الأكراد هو المجلس الكردي، وهو موجود في الائتلاف.. (ب ي د) حزب شمولي وليس قوميا، ولا علاقة له بحقوق الأكراد، ولا بأي قوميات، ولا بأي ديمقراطية، ولا بتخليص المنطقة من داعش، ورأينا كيف كان مشروع داعش”.

وتابع موضحا: “النتائج ظهرت في رسم حدود المناطق.. رأينا عملية التسليم والاستلام في تل أبيض (شمال).. قاموا بتهجير قسري لكل المكونات من التركمان والعرب وجزء من الأكراد، قامو بتغيير ديموغرافي كبير”.

ومضى قائلا إن مدينة “الرقة (شمال) انتهت من الإرهاب بدمار بنسبة 85 %، ومن ثم تم إخلاء (مسلحي) داعش من المنطقة، ولكن أين هم (؟).. وحاليا سياسة الأمر الواقع يتم فرضها على كل المناطق الشرقية بالكامل”.

وشدد مصطفى على أنه “بحجة الإرهاب يتم احتلال المنطقة عبر تحويل منظمة إرهابية إلى دويلة، وهذا لن يساهم في إنهاء مشاكل سوريا.. بدلا من تقديم الدعم لمحاربة الإهاب عملوا على استغلال الفرصة”.

وأضاف أن “حكم الأقلية على الأكثرية في المنطقة (عبر إنشاء هذا الجيش) يؤسس لحرب إثنية، وسيؤدي إلى مزيد من الحروب وسفك الدماء.. وكانت اللجنة القانونية في الائتلاف السوري تقدمت بطلب إلى الأمم المتحدة لتصنيف (ب ي د) منظمة إرهابية”.

** تحرير عفرين

وبشأن منطقة عفرين المحتلة (في ريف محافظة حلب الشمالي) من جانب إرهابيي (ب ي د)، قال نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض: “نحن ندعم المخططات التركية ضد المنظمات الانفصالية، وهذه العمليات كان يجب أن تكون في وقت أبكر”.

وختم مصطفى بقوله، إن “هذه المناطق المحتلة كان يجب تحريرها سابقا، وكما جرى في عملية درع الفرات، فإننا مستعدون للعمل مع تركيا، ونناشدها المساعدة كما تم القضاء على داعش، للقضاء على هذه المنظمات الإرهابية في عفرين وغيرها”.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.