نشرت صحف تركية، اليوم الجمعة، نقلاً عن مصادر عسكرية تفاصيل العملية العسكرية التركية المرتقبة في عفرين، وقائد العملية.
ووفقاً لما نشرته صحيفة “يني شفق” فإن العملية سيقودها قائد الجيش الثاني الفريق إسماعيل متين تمل، الذي كان له دوراً بارزاً خلال عملية “درع الفرات”.
وأشارت الصحيفة أن العملية سيشارك فيها لواءان من القووات الخاصة، وستكون “عملية محاصرة” مدعومة بغطاء جوي.
والفريق إسماعيل متين تمل هو القائد السابق لفيلق قوات الأمن “الأسايش” بولاية وان جنوب شرقي تركيا. ثم تم تعيينه قائداً للجيش الثاني عقب اعتقال قائد الجيش الثاني السابق آدم حدودي الذي شارك في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/تموز 2016.
وبخصوص تفاصيل العملية، نشرت الصحيفة أن العملية ستكون “عملية محاصرة” مدعومة جوياً، على خلاف عملية درع الفرات التي كانت “عملية تطهير”. وذلك لاختلاف الشروط الجغرافية وطبيعة الأرض في أماكن تنفيذ العمليتين.
ومن المخطط أن يتم محاصرة عناصر التنظيم الإرهابي غرباً من هطاي وشمالاً من كليس، وشرقاً من أعزاز، ومن الجنوب سيتم محاصرتها من تل رفعت وإدلب.
ونشرت صحيفة “خبر7” التركية في وقت تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة للجيش التركي في مدينة عفرين، التي أشار إليها الرئيس التركي ضمن تصريحاته الأخيرة.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أطلق تحذيرات شديدة اللهجة للعناصر الإرهابية، متوعدا بالقضاء عليهم في المناطق التي يسيطرون عليها وراء الحدود التركية. في الأثناء، بدأ الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة نحو الحدود مع سوريا.
وأكدت الصحيفة أن القوات التركية تمركزت في أربع مناطق تطل على مدينة عفرين، مما سمح للجيش التركي بالانتشار على مشارف المدينة الجنوبية. فضلا عن ذلك، باتت قوات الجيش التركي وقوات المعارضة السورية، افى إطار عملية درع الفرات، جاهزة تماما لبدء العملية العسكرية، حيث أُحيط بمدينة عفرين من شرقها أيضا، في حين وجهت الدبابات التركية فوهاتها نحو المدينة.
وأضافت الصحيفة أن التعليمات الصادرة عن القوات التركية المتواجدة على امتداد 100 كيلومتر من منطقة “ريحانلي” إلى منطقة “كلس” تؤكد على ضرورة البقاء في حالة تيقظ مستمر، منعا لتسلل محتمل لعناصر ب ي د / بي كاكا الارهابية نحو الأراضي التركية. والجدير بالذكر أن جهاز الاستخبارات التركي تحصّل على معلومات مفادها أن هذه العناصر تنوي عبور الحدود والدخول إلى تركيا.
ونقلت الصحيفة معلومات، كشف عنها مصدر استخباراتي، تتعلق بانتشار عناصر ب ي د / بي كاكا الارهابية في شرق عفرين، حيث حفرت هذه العناصر الخنادق والأنفاق هناك. من جانبها، استطاعت المخابرات التركية رسم خارطة أهداف دقيقة لأماكن تمركز عناصر ب ي د / بي كاكا الارهابية، ومسارات الأنفاق، والمغارات والملاجئ التي يختبئون فيها.
علاوة على ذلك، حددت المخابرات التركية عدد العناصر والقادة العسكريين، وحجم المعدات العسكرية التي يمتلكونها، ومخيمات التدريب التي أنشأتها الولايات المتحدة لهم. وقد توعد الجيش التركي بالقضاء على كافة هذه الأهداف وإزالتها.
وكشفت الصحيفة عن نيّة الجيش التركي القيام بعملية مزدوجة ومتزامنة، تتمثل في إنزال جوي للقوات الخاصة التركية، بالتزامن مع تحركات عسكرية برية. ومن المخطط أن تتحرك العربات المصفحة في الوقت الذي تتم فيه عملية الإنزال الجوي للقوات الخاصة، والتي ستنفذ مهمات خاصة وخاطفة.
ونوهت الصحيفة إلى أنّ الجيش التركي قام خلال اليومين الماضيين باستهداف مدفعي لبعض الأهداف ب ي د / بي كاكا الارهابية في مدينة عفرين، حيث سُمعت أصوات الانفجارات في المناطق التركية المجاورة للحدود مع سوريا، لشدّتها.
وذكرت الصحيفة أن عناصر حزب العمال الكردستاني استهدفت بواسطة عدد من الصواريخ المدنيين المتواجدين بالقرب من الحدود التركية، الذين يعيشون حاليا في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر. وقد أدى ذلك إلى إحداث الكثير من الأضرار المادية دون وقوع إصابات أو قتلى، في حين ردت القوات التركية على مصدر إطلاق الصواريخ القادمة من مدينة عفرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن سبع مدرعات مصفحة تابعة للجيش التركي قامت بجولة في منطقة “جيلان بينار” الواقعة بالقرب من الحدود مع سوريا، في الوقت الذي كانت فيه الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية تصدح منها. من جهته، صرّح مدير الشرطة في المدينة أن الهدف من هذه الجولة في شوارع المدينة تمثل في زرع الثقة والأمن في نفوس المواطنين، وإثارة الرعب في صفوف الأعداء.
ونقلت الصحيفة شهادات سكان المناطق الحدودية في تركيا، الذين أكدوا سماعهم لأصوات الانفجارات المُدوية الناجمة عن استهداف الجيش التركي لمناطق تمركز عناصر ب ي د / بي كاكا الارهابية في عفرين. وذكر السكان أن أصوات الانفجارات انطلقت منذ ظهر يوم الأحد واستمرت حتى ساعات الليل المتأخرة، علاوة على سماعهم لأصوات اشتباكات مسلحة خلف الحدود مع سوريا.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن كافة القوات العسكرية التركية على طول الحدود أُمرت بضرورة البقاء في حالة استنفار تام لتلقّي أية تعليمات، في حين تشير بعض المعلومات الواردة إلى أن الحملة العسكرية قد تشمل مدينة منبج أيضا.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أن القوات المسلحة التركية ستنفذ عمليتها المرتقبة في عفرين، لكن توقيتها متعلق بانجازها في الوقت الأكثر فاعلية ونجاحا.. وستتم إزالة كافة خطوط الإرهاب شمالي سوريا،على الرغم من تصريحات أمريكية طالبت أنقرة بعدم اتخاذ هذه الخطوة.
وتشكل عفرين شمال غربي سوريا، الواقعة تحت سيطرة تنظيم “ب ي د ” الإرهابي، تهديداً على أمن الحدود التركية، حيث تعتبر مركزاً لتغذية الهجمات الإرهابية داخل تركيا، من خلال مد إرهابيي “بي كا كا” بالسلاح والذخائر عبر تسلل عناصره من جبال الأمانوس بولاية هطاي جنوبي تركيا.
تركيا الان + وكالات