تركيا : منطقة “درع الفرات” نموذج لما سيحدث في عفرين بعد القضاء على “بي كاكا” الارهابية

تشهد المناطق السورية المحررة بفضل عملية “درع الفرات”، قرب الحدود التركية، تطورًا ملحوظًا في مجالات الأمن والصحة والتعليم والخدمات والتنمية، لتكون نموذجًا يحتذى به في المستقبل.
اقرأ أيضا

وبحسب وكالة الأناضول، نفذت القوات المسلحة التركية، خلال الفترة من أغسطس/ آب 2016 وحتى مارس/ آذار 2017، عملية “درع الفرات”، دعمًا للجيش السوري الحر، ولتطهير المناطق الحدودية من الإرهاب. ونجحت العملية العسكرية في طرد تنظيم “داعش” الإرهابي، من مناطق واسعة شمالي سوريا، بلغت مساحتها حوالي ألفين و55 كيلومترًا مربعً، ليبدأ بعدها سكان المنطقة بالعودة إلى منازلهم بأمان. وتواصل تركيا عبر مؤسساتها، تقديم الدعم اللازم لضمان الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، في كافة المجالات.

بدايةً، ساهمت القوات المسلحة التركية في تطهير مساحات واسعة بالمنطقة، من الألغام التي زرعها إرهابيو “داعش” عبر تدريب وتأهيل فرق سورية خاصة لهذا الغرض. ورفعت القوات مستوى التدابير الأمنية في مدن “أعزاز” و”جرابلس” و”الباب” وبلدة “جوبان باي”، وهي مناطق رئيسية ضمن المساحة المطهرّة من الإرهاب.

وأشرفت تركيا على تدريب آلاف السوريين لتوفير وحفظ أمن السكان، حيث تم تخريخ 5 آلاف شرطي ضمن الجيش السوري الحر، وهم يعملون حاليًا في مناطق مختلفة. وأعلنت 30 مجموعة مرتبطة بالجيش السوري الحر، اتحادها ضمن “الجيش الوطني”، خلال مراسم أقيمت في 30 ديسمبر/كانون الأول 2017.

وخلال المراسم، قال رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة، جواد أبو حطب، في حديث للأناضول، إن أولويتهم هي حماية منطقة “درع الفرات” من النظام السوري والتنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”ب ي د/ بي كا كا”.

وتُشير معطيات المجالس المحلية التي أسستها المعارضة السورية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى زيادة عدد سكان المنطقة 4.5 أضعاف، بعد دحر “داعش” الإرهابي. وخلال حوالي 3 شهور ونصف  الأخيرة، ازداد عدد السكان في المنطقة 5 أضعاف تقريبًا، مع زيادة عودة السكان إليها. وارتفع عدد سكان المنطقة من 52 ألف خلال فترة سيطرة “داعش”، إلى أكثر من 236 ألف شخص في الوقت الراهن.

وتعمل المجالس المحلية، التي تأسست بدعم من تركيا، على إزالة آثار تنظيم “داعش” الإرهابي من المنطقة، عبر مشاريع البنى التحتية والمياه والكهرباء والتنظيف وحماية البيئة، وغيرها من الخدمات.

كما تضررت المدارس في المنطقة إلى حد كبير خلال فترة سيطرة التنظيم الإرهابي، حيث استُخدمت لأنشطة إرهابية مختلفة بدلًا من التعليم. واتخذت وزارة التربية التركية خطوات هامة في سبيل تطوير مجال التعليم في المنطقة، بالتعاون مع وقف “المعارف” التركي. وتم إنشاء مديريات تربية تابعة للمعارضة السورية في المنطقة، وتحديد المدارس المتضررة بهدف البدء بترميمها وإعادة تاهيلها.

وفي هذا الصدد، رمّمت الجهات المعنية عشرات المدارس، لتكون جاهزة لتدريس الأطفال في المنطقة، بدعم من تركيا التي أشرفت أيضًا على تدريب مدرّسين للعمل في تلك المدارس. وبحسب معطيات مديريات التربية في منطقة “درع الفرات”، فإنه جرى ترميم 450 مدرسة وتوظيف 6 آلاف مُدرّس خضعوا لدورات خاصة بإشراف السلطات التركية. وتُقدّم مدارس المنطقة خدمات التعليم لحوالي 150 ألف طالب سوري.

كما أنشأت تركيا، في المجال الصحي، مستشفى حكوميًا بمدينة “جرابلس”، لمعالجة حوالي 400 مريض في اليوم الواحد. وفي مدينة “أعزاز”، تم ترميم المستشفى الأهلي، ليستأنف تقديم الخدمات إلى السكان، بمعدل 500 مريض يوميًا. أمّا في مدينتي “الباب” و”مارع” و”جوبان باي”، فتتواصل أعمال إنشاء مستشفيات، تضم الواحدة منها 200 سرير.

وكانت المنطقة الواقعة بين “أعزاز” و”جرابلس” بريف محافظة حلب السورية، نشيطة للغاية من الناحية التجارية قبيل اندلاع الحرب، وفقدت نشاطها بعد سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي عليها. وعادت الحركة التجارية إلى المنطقة، مع عودة السكان إلى منازلهم وتحقيق الأمن والاستقرار فيها.

وتتجّه مدينة “الباب” لتكون مركزّا للتجارة والصناعة والزراعة في المنطقة، وكذلك بدأت “جرابلس” و”أعزاز” تستعيدان مكانتهما السابقة بفضل المعابر الحدودية مع تركيا. وفي هذا الصدد، يتم افتتاح فروع لمؤسسة البريد التركي في المدن الثلاث، للعمل على تقديم الخدمات المصرفية والبريدية واللوجستية خلال المرحلة القادمة.

 

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.