نشر موقع “آف بي. ري” الروسي تقريرا، تحدث فيه عن ردود الفعل التي يقوم بها جسم الإنسان عند الشعور بالبرد الشديد.
وذكر الموقع، أنه حين يتعرض الجسم للبرد الشديد، يستخدم آليات معينة ومذهلة للحفاظ على دفئه. وفي الأثناء، من الضروري دراسة كيفية تفاعل الجسم في الطقس البارد لاتخاذ التدابير اللازمة.
وأكد الموقع أن جسم الإنسان دائما ما يحاول الحفاظ على درجة حرارة ثابتة في حدود 37 درجة. ولكن، عندما تنخفض درجة حرارة البيئة المحيط، تشرع المستقبلات الحسية في الجلد في إرسال إشارات إلى منطقة الدماغ، ومن ثم تتقلص الأوعية الدموية في اليدين والساقين. وبناء على ذلك، عندما ينخفض تدفق الدم، تنخفض الحرارة، وتعتبر الأطراف الأكثر عرضة للخطر عند البقاء في البرد لفترة طويلة والتعرض لدرجة حرارة منخفضة.
وأضاف الموقع أن تقلص الأوعية الدموية، يؤدي إلى تركز السوائل في الجسم، وبالتالي الرغبة في التخلص من السوائل، مما يدفع الشخص للذهاب إلى المرحاض. وتعد هذه الظاهرة شائعة إلى حد ما، فعلى سبيل المثال، عندما يتزلج الأشخاص في الخارج في درجة حرارة منخفضة يشعرون بالرغبة في الذهاب إلى المرحاض، أكثر من مرة. ولهذا الأمر تفسير فسيولوجي فضلا عن تأثير نفسي.
وأفاد الموقع أنه عند الشعور بالبرد يرتعش الجسم نتيجة تفاعله مع برودة الطقس. ونظرا لأن تقلص الأوعية الدموية لا يساعد الجسم في الشعور بالدفء، يرتجف الجسم حتى ترتفع درجة حرارته. وعادة، ينطبق هذا الأمر على الحالات التي تكون فيها درجة البرودة طبيعية. ولكن في حالات الصقيع الشديد لا يمكن أن يساعد الارتجاف في حماية الجسم من ذلك.
ونوه الموقع إلى أنه عندما يتبلل المرء في ظل درجة حرارة منخفضة، يصبح أكثر عرضة للتجمد بشكل أسرع. فعلى سبيل المثال، يرتعش الأطفال عند الخروج من حمام السباحة، حيث يفقد الماء الجسم نسبة هامة من الحرارة، أكثر من الهواء بقرابة 25 مرة. وبالتالي،عندما يكون الفرد في درجة حرارة منخفضة جدا، عليه أن يأخذ جميع التدابير اللازمة التي تضمن عدم وصول الماء إلى ملابسه أو جسمه.
ومن المثير للاهتمام أن البشرة وفي ظل درجات حرارة منخفضة، تبدو دافئة من الخارج، إلا أن درجة حرارة الجسم من الداخل تكون منخفضة، وهو ما يمثل خطرا على الإنسان.
وأشار الموقع إلى أن ارتداء الكثير من الملابس بشكل مبالغ فيه يؤدي إلى الإصابة بالبرد، خاصة إذا قام الإنسان بنشاط بدني مكثف. فعندما يقوم الإنسان بأعمال جسدية في طقس شديد البرودة وهو يرتدي ملابس دافئة جدا يتعرق بشدة، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على الجسم. وبالتالي، يفضل تجنب ارتداء الكثير من الملابس خاصة إذا كان الإنسان بصدد القيام بنشاط بدني.
وأضاف الموقع أنه عند الشعور بالبرد الشديد، نتيجة لتقلص الأوعية الدموية وارتجاف العضلات، يشعر الفرد برغبة في الانكماش على نفسه، حتى لا يفقد المزيد من حرارة جسمه. كما قد يشعر الفرد برغبة في احتضان شخص ما، الأمر الذي يعد بمثابة رد فعل نفسي.
وأوضح الموقع أنه في ظل درجات حرارة منخفضة، يحاول الدماغ والجهاز العصبي مواجهة ذلك من خلال ردود فعل طبيعية. وفي الأثناء، يعمل المهاد على البحث عن كافة الآليات لرفع درجة حرارة الجسم، وفي حال لم تنجح هذه الوسائل، يدخل هذا الجزء من الدماغ في حال من الارتباك.
وفي بعض الأحيان، يتم العثور على بعض الأشخاص متجمدين دون ملابس على الإطلاق، وذلك نظرا لأن الدماغ أرسل إشارة إلى الجسم تحيل إلى الشعور بالحرارة أكثر من اللازم. عموما، لدرجات الحرارة المتدنية جدا عواقب خطيرة، أهمها الخوف الذي يمنع الفرد من السيطرة على نفسه.
وأضاف الموقع أن البشرة تصبح بيضاء وسميكة نتيجة درجات الحرارة المتدنية. وتعتبر الوجنتين والأنف والأصابع الأكثر عرضة للخطر نظرا لوصول كميات أقل من الدم إلى هذه الأجزاء من الجسم، نتيجة تقلص الأوعية الدموية. في البداية، يشعر الإنسان بالألم فقط نتيجة التعرض للبرد، لكن بعد التعرض الطويل للبرد تختفي مثل هذه الأحاسيس، ما يدل على توقف المستقبلات الحسية عن العمل.
وأكد الموقع أن الأشخاص الذين يشكون من حساسية تجاه البرد، قد يكون لانخفاض درجة الحرارة تأثير سلبي على بشرتهم. ولكن، مع ارتفاع درجة الحرارة تعود حالة البشرة إلى وضعها الطبيعي.
وأورد الموقع أنه عادة، عند استنشاق الهواء، يساعد الأنف على ترطيب وتدفئة الهواء قبل وصوله إلى الرئتين. ولكن، عند انخفاض درجات الحرارة لا يتمكن الأنف من تنفيذ هذه المهمة بشكل جيد، مما يصعب عملية التنفس خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو. ولكن، في كل الأحوال لا يجب الاستسلام للذعر ومن الأفضل التنفس ببطء وهدوء.
وفي الختام، أوضح الموقع أنه نتيجة لانخفاض درجات الحرارة يصبح الجسم عاجزا عن تنفيذ بعض المهام بالطريقة المعتادة، حيث يفقد المرء القدرة على القيام بالمهارات الحركية الدقيقة نتيجة الشعور بالبرد. فعلى سبيل المثال، لا يستطيع الإنسان في البرد الشديد استخدام الهاتف بشكل سليم وغيرها من المهام المماثلة.
وكالات