ما حقيقة وجود صفقة تركية امريكية بشأن عفرين

أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو عدم وجود أي صفقة مع أي دولة بشأن عملية عفرين، لافتًا إلى أن تركيا تلبي كافة احتياجات المدنيين في المنطقة.

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج على قناة “تي غي ري تي” التركية، اليوم الثلاثاء، تطرق خلالها لعملية”غصن الزيتون”.

ونفى جاويش أوغلو وجود أي صفقة أو اتصال مع الجانب الأمريكي بشأن عفرين. مضيفًا “أساسًا لا يوجد أي تواجد أمريكي بمنطقة عفرين، قد يكون لها تواجد استخباراتي فيها، ولا صفقة مع أي دولة بشأن العملية”.

وتابع “ما نريده من الولايات المتحدة معلوم، نريد أن يقطعوا دعمهم عن هذا التنظيم الإرهابي وألا يقدموا له السلاح ويحمونه، هذا ما ننتظره بشكل واضح وصريح”.

ولفت إلى أن بلاده تكافح التهديدات الخطيرة الموجهة لها من الجانب الآخر لحدودها. مشيرًا إلى أن “العملية تسير كما هو مخطط لها، ونحرص بشكل خاص على عدم وقوع أي خطأ حيال المدنيين”.

وأكد مواصلة بلاده محاربة تنظيم “ب ي د/بي كا كا” الذي يستخدم المدنيين كدروع بشرية ويجبرهم على القتال في صفوفه.

وأشار إلى اتخاذ بلاده أعلى درجات الاهتمام للحيلولة دون إلحاق الضرر بالمدنيين.

وبخصوص مزاعم قناة “سي إن إن إنترناشونال”، حول وقوع ضحايا في صفوف المدنيين خلال العملية”، اعتبرها جاويش أوغلو “دعاية من يتعاطفون مع بي كا كا/ي ب ك في الخارج”.

وقال: “كلما أطلقنا حملة ضد تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، فالجميع يحاولون جعلها غير مهمة أو ينتقدونها، أنهم لا يستطيعون أن يقولوا لا تطلقوا حملة ضد الإرهاب”.

وفيما يتعلق بمنبج، جدد جاويش أوغلو تأكيده أن الولايات المتحدة لم تف بتعهداتها حيال انسحاب عناصر تنظيم “ي ب ك” الذراع المسلح لتنظيم “ب ي د” من منبج بريف حلب.

وأضاف متسائلًا “إذا لم نقض على المنظمات الإرهابية في كل مكان تشكل منها تهديدًا علينا، بينها عفرين، فكيف لشعبنا أن يشعر بالأمان؟”.

وحول زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر إلى تركيا، والتصريحات الأمريكية التي “تعبر عن القلق”، قال جاويش أوغلو “في الأساس يجب على الولايات المتحدة أن تتفهم مخاوفنا وتزيلها، وأحد مصادر مخاوفنا التعاون الأمريكي مع تنظيم ي ب ك/ بي كا كا”.

وشدد أن بلاده ستقضي على التهديدات بنفسها إن لم تقض عليها الولايات المتحدة. وأشار إلى ضرورة ألا تصل أي دولة لمستوى دعم منظمة إرهابية.

ونوه إلى أن بلاده لم تستهدف الأكراد أبدًا، بل وقفت إلى جانبهم دائمًا.

وفي معرض رده على سؤال ما إذا كانت هناك اتصالات بين بلاده والنظام السوري، أكد جاويش أوغلو “عدم وجود أي اتصالات دبلوماسية بين الجانبين”.

وأضاف أن “بلاده تدعم وحدة الأراضي السورية أكثر من الجميع، وأن النظام والمعارضة السوريون يدركون ذلك.

وأردف “نحن لا نشكل أي تهديد على النظام، لكن ينبغي على النظام أن يوقف انتهاكاته فورا في منطقتي الغوطة الشرقية وإدلب، حتى يتثنى الدخول في عملية سياسية سليمة”.

اقرأ أيضا

الداخلية السورية: 14 قتيلاً في كمين بريف طرطوس

وتابع “أعتقد أننا لا نفكر بشكل مختلف فيما يتعلق بتنظيم ي ب ك (الذراع المسلح لتنظيم “ب ي د” الإرهابي)، يعني أن النظام يشاطرنا الفكر ذاته فيما يتعلق بالتنظيم الذي يسعى لتقسيم سوريا”.

وأشار إلى أن التنظيم المذكور، ليس تهديدًا على تركيا فحسب، بل على مستقبل سوريا أيضًا.

ولفت إلى أن النظام اتخذ نفس موقف بلاده في مسألة القدس أيضًا.

وحول العلاقات التركية الروسية، أكد جاويش أوغلو أن علاقات بلاده مع روسيا لا يشوبها أية مشاكل، وأن البلدين يواصلان اتصالاتهما في المسألة السورية.

وأوضح أن الاجتماع المقبل لمباحثات أستانة سيعقد بداية الأسبوع الثاني من مارس/ آذار المقبل.

وقال في هذا الخصوص إن الجانب الروسي اقترح بأن يعقد الاجتماع المقبل لمباحثات أستانة على مستوى وزاري، وأن بلاده أعربت عن موافقتها على ذلك.

وعن سؤال حول وجود منظمات إرهابية في العراق وسوريا، أكد جاويش أوغلو وجود معابر ينتقل من خلالها إرهابيو منظمة “بي كا كا” و “ي ب ك” الجناح المسلح لذراعه السوري “ب ي د”.

وأوضح أن رئيس الوزراء العراقي قال له إنه “يتخذ التدابير اللازمة لإغلاق تلك المعابر”. مشددًا على تطابق الآراء بين أنقرة وبغداد حول إجراء عمليات مشتركة ضد “بي كا كا”، وأنه سيتم إطلاقها عندما يحين وقتها.

ولفت جاويش أوغلو إلى اقتراح نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون بتشكيل منطقة آمنة على عمق 30 كيلو متر في عفرين، معتبرا ذلك بأنه شأن لجان مختصة للبلدين، وأن أولوية بلاده هي إعادة تأسيس الثقة مع واشنطن.

وشدد جاويش أوغلو على ضرورة وقف الولايات المتحدة دعمها لتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي في سوريا.

وأشار الوزير التركي إلى أن نظيره الأمريكي سيزور بلاده الأسبوع المقبل، وأنهم سيشاركون معه ما تنتظره أنقرة من واشنطن بشكل واضح، مبيّنا أن فترة المراوغة قد انتهت (فيما يخص وقف دعم ب ي د الإرهابي).

واستنكر جاويش أوغلو تصريحات لمسؤولين أمريكيين دعوا فيها تركيا للتركيز على مكافحة داعش. مشددًا على أن تركيا أكثر دولة كافحت داعش حتى الآن.

وقال إن تركيا قتلت حوالي 800 عنصر من داعش في العراق، وحيّدت نحو 3 آلاف آخرين في إطار عملية درع الفرات شمالي سوريا، وسلمت 5 آلاف منهم لبلدانهم بعد أن قبضت عليهم، وحظرت حوالي 55 ألف آخرين من دخول البلاد.

وتطرق جاويش أوغلو لعلاقات بلاده مع فرنسا، مؤكدا أن أنقرة وباريس كانتا على رؤية مشتركة بشأن سوريا، إلا أنه شدد على أن تصريحات سلبية صدرت عن فرنسا بسبب ضغوطات لوبي “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي عقب عملية عفرين.

وأوضح أن بلاده ترى بأنه من غير الصواب الإدلاء بهكذا تصريحات من حين لآخر، رغم حسن العلاقات بين البلدين.

وبشأن مظاهرات لأنصار “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي في ألمانيا، أشاد جاويش أوغلو بجهود نظيره الألماني سيغمار غابرييل، لمنع أنصار التنظيم الإرهابي من ترتيب هكذا مظاهرات.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.