صنع المواطن الفلسطيني حسام فرحات (45 عاماً)، مجسّما لـ”المسجد الأقصى”، بمساعدة زوجته، باستخدام 150 كُرة من خيوط الصوف والحرير، كي يقدمه “هدية” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقديراً لمواقفه “المُشرفة” تجاه مدينة القدس.
واستغرق تصميم المجسّم الذي يبلغ طوله (65) سنتيمتر، وعرضه (120) سنتيمتر، حوالي 20 يوماً من العمل المتواصل.
ويتوسط مجسّم “المسجد الأقصى” المصنوع من “الخيوط الخالصة”، صورة للرئيس التركي “أردوغان”.
وصمّم فرحات، الهيكل الداخلي للمجسم من الخشب والكرتون، وكساه بالخيوط الملّونة، التي تتناسب مع الألوان الفعلية المسجد الأقصى وساحاته.
ويقول فرحات، وهو من سكان حيّ الشُّجاعية، شرقي مدينة غزة، لوكالة الأناضول:” تقديراً منا للرئيس التركي أردوغان، على مواقفه المشرّفة تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى، رغبت في تقديم هدية متواضعة له”.
وأضاف:” بعد قرار (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، رأينا المواقف الشجاعة للرئيس التركي، وأحببت أن أصنع مجسماً للأقصى وأهديه له”.
وذكر فرحات أنه وجد في أردوغان، “روح الانتماء للقدس”.
ويلفت إلى أنه لم يكترث لقلة النوم أو التعب، خلال الـ20 يوماً (أثناء تصميه للمجسم)، معبّراً عن رغبته في أن ينال المجسم إعجاب “أردوغان”.
وتعلّم فرحات صناعة المجسّمات باستخدام خيوط الصوف والحرير، بينما كان معتقلاً داخل السجون الإسرائيلية، لمدة تصل إلى 6 سنوات؛ حيث أُفرج عنه عام 1999.
وفي هذا الصدد، يقول فرحات:” داخل السجون يتعلم الإنسان صناعة الأمل، وصناعة المستحيل، بأقل الإمكانيات المتوفرة”.
وعلى مجسم مُصلى “قبة الصخرة”، التي كساها فرحات بخيوط “ذهبية اللون”، غرس علم “تركيا” الذي صنعه بتداخل من الخيوط الحمراء والبيضاء.
واللافت في المجسم، أن أرضيته وأسواره وقبابه ومآذنه وأشجاره، وعشب الإنجيل الصغير، كلّه مصمم من خيوط الصوف.
ويقول فرحات إنه تمكن من إنجاز هذا العمل الذي يصفه بـ”الكبير”، بمساعدة زوجته سميرة (35 عاماً).
وتشعر سميرة بـ”السعادة والفخر عقب الانتهاء من تصميم مجسّم المسجد الأقصى”.
وتقول هذا العمل يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، والتركيز، وطولة البال، ورغبنا أن نقدّم هذا التعب في تصميم المجسّم كهدية للرئيس التركي أردوغان”.
وتضيف:” زاد إعجابنا بأردوغان بعد مواقفه الشجاعة عقب قرار ترامب بشأن القدس”.
وتضيف إن القدس هي “عقيدة المسلم أينما كان، والرئيس التركي أثبت انتماءه لعقيدته الإسلامية”.
وأعربت فرحات عن أمنياتها في وصول هذه الهدية “إلى الرئيس التركي وأن تنال إعجابه”.
كما أشارت إلى أنها وزوجها أرادا توصيل رسالة عبر ذلك المجسّم، مفادها بأن “القدس والأقصى وفلسطين كُلّها في خطر”.
ووجدت فرحات نوعاً من الصعوبة أثناء اختيارها لألوان كرات الخيوط والتي تتناسب مع الألوان الطبيعية للمسجد الأقصى وساحته؛ والتي كان بعضها مفقوداً في السوق، بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة.
الاناضول