كشف الجيش الباكستاني، في بيان رسمي، حقيقة نشر عدد من القوات داخل حدود المملكة العربية السعودية، وتحديداً على الحدود اليمنية في ظل استمرار الاشتباكات مع جماعة “أنصار الله”.
وأكد البيان، الذي نقله موقع “داون” الباكستاني، أنه تم نشر عدد من القوات داخل حدود المملكة العربية السعودية وذلك ضمن اتفاقية موقعة بين الجانبين السعودي والباكستاني بشأن الدفاع المشترك.
وأضاف الموقع الباكستاني بأن وصول القوات الباكستانية إلى السعودية قد جاء بالتنسيق المشترك بين الجانبين، وذلك من أجل أن يقوم أفراد الجيش الباكستاني بتدريب بعض الجنود السعوديين وتقديم الاستشارات لهم، مشيراً إلى أن هذا القرار جاء بعدما اجتمع السفير السعودي نواف سعيد المالكي مع الجنرال قمار باجوا وذلك داخل مقر قيادة الجيش بالعاصمة إسلام أباد ليتفق الطرفين على إرسال قوات باكستانية إلى السعودية خلال الساعات المقبلة وهذا يأتي وفقًا للوضع الأمني الحالي في منطقة الخيلج العربي.
وأكد “داون”، أنه من المتوقع أن يتواجد قائد الجيش الباكستاني في الرياض خلال الأيام المقبلة من أجل أن يجتمع مع كلا من وزير الدفاع وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، وكذلك مع الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز قائد القوات البرية.
وكان الجنرال باجوا زار السعودية أول الشهر الجاري، والتقى بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وقائد القوات البرية، الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، وهي ثاني زيارة يقوم بها قائد الجيش الباكستاني للمملكة خلال شهرين.
بدوره، أوضح الكاتب الصحفي الأمريكي “توم روجان” في مقالاً له على صحيفة “The Washington Examiner” الأمريكية لتفسير قرار باكستان بإرسال قوات إلى السعودية.
وقال روجان، في المقال:”إن الجيش الباكستاني أرسل جنودا إلى السعودية في مهمة تدريب واستشارة “، مشيراً إلى أن هذا الأمر بدا جدير بالملاحظة لأن باكستان كانت تعارض في السابق مشاركة قواتها في العمليات العسكرية السعودية مثل التي تخوضها في اليمن.
واعتبر الكاتب الأمريكي أن “سبب الرفض السابق هو الخوف من تدهور العلاقات مع إيران (التي تقاتل السعوديين في اليمن الآن) والسقوط في المستنقع اليمني”، مشيراً إلى أن القيادة العامة للجيش الباكستاني (باستثناء جهاز المخابرات) كانت سعيدة بالبقاء في أرض الوطن وامتثال البرلمان الباكستاني لهذه الرغبة”.
وأضاف روجان أنه “بإرسال قوات إلى السعودية في ظل توترات غير مسبوقة بين الرياض وطهران فإن الباكستانيين يضعون أنفسهم في الجانب السعودي، وبتعبيرات محددة فإنهم يقبلون تدهور العلاقات مع إيران بهذا الانتشار العسكري”، بحسب الكاتب.
وأرجع الكاتب الأمريكي التغير الجوهري في الموقف الباكستاني إلى سببين، أولا: “الباكستانيون يتوقعون أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سوف يتولى السلطة بعد قليل من والده ويريدون أن يضمنوا بقاء ولائه لباكستان”، مضيفاً أن “الجيش الباكستاني يقاد الآن بقادة أكثر واقعية قرروا ضرورة البقاء في صف بن سلمان، دون أن يكون في حساباتهم الدعم المالي السخي الذي تقدمه السعودية للعناصر الرئيسية للسلطة الوطنية الباكستانية”.
وتابع قائلاً: إنه “من المحتمل أن يكون هناك أيضاً عامل شخصي، وهو “راحيل شريف”، الذي يعد واحداً من أفضل قادة الجيش الباكستاني على الإطلاق، والذي يتولى قيادة قوات التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب الممولة من السعودية والموجودة في الرياض، وفاز شريف بثقة بن سلمان ويرغب في أن تعزز باكستان علاقاتها مع السعودية بشكل أكبر.
الثاني: هو أن السعودية ترغب في تحسين قدراتها لمواجهة إيران، وفي حين أن الجيش السعودي مسلح جيداً بمجموعة من المنصات الأمريكية والأوروبية فائقة التطور، إلا أن قواته المقاتلة تفتقر للخبرات والعدوانية التي لدى الإيرانيين، موضحة أن هذا الانتشار العسكري، يعد تطورا هاما جدا على الصعيد الدبلوماسي، وقال إن “التحالف السعودي الباكستاني في تصاعد، بينما تتزايد عزلة إيران وهو أمر جيد”.