هل سألت نفسك كسائح أو مقيم في إسطنبول، من أين اكتسبت منطقة “تقسيم” الشهيرة اسمها؟ حسنا، فالإجابة تتلخص في كونها منطقة تقسيم المياه، أما حي “الفاتح” فقد جاءت تسميته نسبة للسلطان العثماني محمد الثاني، فاتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا).
ومن “تقسيم” و”الفاتح”، إلى منطقة “أقصراي” التي جاء اسمها نسبة للقادمين من ولاية أقصراي (وسط)، كيف اكتسبت أبرز أحياء إسطنبول أسماءها؟
فبين أسباب تاريخية، وأحداث وقصص فريدة شهدتها إسطنبول، تنوعت أسباب تسمية الأحياء، خاصة في المناطق القديمة التي تشكل المدينة ومحيطها.
وللمدينة العريقة امتداد تاريخي كبير، فقد شهدت حضارات قديمة عدّة، قبيل الفتح العثماني لإسطنبول (1453)، ما أفضى إلى لوحة فنية بأسماء مختلفة، تدفع للتساؤل عن الأسباب.
بعض الأحياء حملت أسماء شخصيات عاشوا بها، أو أقاموا فيها شيئا مميزا، وبعضها الآخر أصل تسميته عربي، فشارع “بغداد” في الطرف الأسيوي من إسطنبول، طريق موجود منذ أيام البيزنطيين، حسب المصادر التركية.
ففي فترة الحكم العثماني، كانت القوافل تنطلق من منطقة “أوسكودار” إلى جهة دمشق وبغداد، وكذلك الجيوش العثمانية، مُستخدمة الشارع، ومن هنا جاءت تسميته.
أما في منطقة “طوب كابي” فكان اسم (الباب العالي)، يطلق على الدوائر الحكومية، إذ أن كل مكتب حكومي بإسطنبول كان يطلق عليه هذا الاسم المأخوذ من اللغة العربية.
وفي الجانب الأوروبي لمضيق البسفور، تقع منقطة “بيبك” (الرضيع)، التي تحمل تسميتها روايتين.
فالأولى، تتعلق بتعين موظف من قبل السلطان “محمد الفاتح” يحمل اسم “بيبك جلبي”، أو “بيبك جاويش”.
في حين تعود الرواية الثانية، إلى أن أحد السلاطين شاهد ابنه خائفا من أفعى في حديقة بالمنطقة، فقال له “بيبك”.
متنفس إسطنبول الطبيعي، “غابة بلغراد”، استقت اسمها من “قرية بلغراد الجديدة” التي بناها السلطان سليمان القانوني، ووضع فيها ألفا و521 أسيرا صربيا، بعد فتح البلاد.
وإلى “بشيكتاش” أحد أشهر أحياء إسطنبول وأرقاها، الذي جاءت تسميته من اسمها القديم “Kone Petro”، وتعني سرير الرضيع الحجري.
وللاسم حكاية، حيث جلب الراهب “ياكشا”، مهد السيد المسيح (عيسى) الحجري من القدس، الذي غُسل فيه، ووضعه داخل كنيسة أنشئت في المنطقة، وبعد وفاة الراهب وضع في “آيا صوفيا”، لكن لا يوجد دليل على ذلك.
وفي قلب إسطنبول، تقع منطقة “جراح باشا” التي سُميت من اسم جامع بالمنطقة، يعود تاريخه للقرن الـ16، وأمر ببنائه الصدر الأعظم، جراح محمد باشا.
أما منطقة “جيهانغير” الشهيرة وسط المدينة، فتستمد اسمها من الجامع الذي أمر السلطان سليمان القانوني ببنائه، تخليدا لابنه جيهانغير، على ارتفاع 300 قدم.
وخارج أسوار إسطنبول من جهة الغرب، تقع منطقة “باقر كوي” (Bakırköy)، التي كانت مصيفا في عصر البيزنطيين، وبزمن “كونسطانطينوس” الأكبر، بنيت فيها القصور والكنائس فيها.
هذه المنطقة كان اسمها قبل الفتح العثماني “ماكروهوري” (Makrohori) (كلمة يونانية تعني بالعربية: القرية الطويلة)، ثم حملت اسم “ماكروكوي” (Makriköy) في فترة العثمانيين؛ حيث تم تتريك كلمة “هوري”، التي تعني قرية باليونانية إلى الترجمة التركية لها وهي “كوي”. وبعد إعلان الجمهورية (1923)، تم تتريك الاسم بالكامل ليصبح “باقر كوي”، ويعني قرية النحاس. ويقول باحثون إن اختيار اسم “Bakır “ربما فقط لتشابه النطق مع “Makr”.
أما “دولما باهتشه”، فكانت مصيفا خلال العصر البيزنطي، وفي فترة الحكم العثماني أمر السلطان “أحمد الأول”، بردم هذا الخليج الصغير، واستكمل في فترة السلطان “عثمان الثاني”، قبل أن تتحول عام 1614 إلى حديقة باسمه، ومع مرور الوقت أصبحت تحمل اسم حديقة “دولما باهتشه”.
وفي الجانب الأسيوي، يقع الحي الشهير “قاضي كوي” (قرية القاضي)، وهو حي قديم كان مهملا، إلى أن أقام فيه السلطان “خضر بي”، قاضي إسطنبول، بعد الفتح العثماني، فجاء الاسم من هنا.
ولمنطقة “سوتلوجة” قصة تسمية غريبة، فهمي قرية بيزنطية قديمة، تضم تمثالا برونزيا لامرأة تسيل المياه من أثدائها، وكانت القناعة آنذاك، بأن السيدة المرضعة إذا شربت منه، يزيد إدرارها من الحليب (تعني بالتركية سوت).
وبالعودة إلى “تقسيم”، التي تعد قلب إسطنبول النابض وقبلة السياح والأتراك، فإن اسمها جاء كونها منطقة يصل الماء إليها من خارج إسطنبول، وفي القرن التاسع عشر، أُنشئت فيها شبكة مياه لتقسيمها (لتوزيعها) على أحياء إسطنبول بجهاتها الأربع.
أما منطقة “أون كاباني” (unkapanı) وهي كلمة مركبة البتركية تعني بالعربية ميزان الدقيق. إذ كانت تلك المنطقة في فترة الحكم العثماني سوقا للبيع والشراء، وبعد فتح إسطنبول كانت تأتي البضائع إليها عبر السفن المحملة بطحين القمح، والتي كانت توزن بالقبان (ميزان)، وهي كلمة عربية، ومن هنا جاءت التسمية.
ويقع مقابل هذه المنطقة، أحد أقدم الأماكن السكنية بإسطنبول والعالم، وهو حي “زيرك” الذي جاءت تسميته بعد تحويل كنيسة “بانتوكراتور” إلى جامع “الملا زيرك”.
واسم “زيرك” من كلمة تركية أصلها فارسي، وتعني الذكي الفهيم.
وتمتد غرابة الأسماء إلى منطقة “شيشلي”، التي كانت تقيم بها عائلة اشتهرت بصنع الأسياخ (شيش تعني سيخ).
وقرب منطقة “بايزيد” التي جاء اسمها من جامع وكلية أنشأهما السلطان العثماني بايزيد الثاني، تقع منطقة “تاهتا كاليه”، التي استقت اسمها من اللغة العربية (تحت القلعة).
ويطلق على منطقة “تشمبرلي تاش” (الحجر المستدير) قرب “بايازيد”، لأنها كانت ميدانا مهما في أيام البيزنطيين، وفيها عمود حجري مرتفع مستدير.
أما منطقة “امينونو” فسميت نظرا لتواجد مسؤولين مكلفين بمراقبة التجار، كان يطلق عليهم الأمناء (أمناء الجمارك)، وذلك خلال فترة الحكم العثماني.
وفي آخر الجولة، منطقة “هور هور”، ولتسميتها قصة؛ حيث أن السلطان الفاتح سمع أثناء مروره صوت المياه الجوفية التي تصدر صوتا على شكل “هور هور”، فطلب إنشاء سبيل ماء فيها.
اندلع حريق في محرك طائرة تابعة لشركة الطيران الروسية "Azimuth Airlines" من طراز "Sukhoi Superjet…
أقر البرلمان تعديلات قانونية تنص على فرض عقوبات مشددة للاستخدام لأجهزة الوميض في السيارات، في…
لقي إمام مسجد مصرعه في مدينة أضنة، بعدما تعرض للطعن داخل المسجد على يد طفل…
شهدت مناطق بيوك تشكمجة، وأفجيلار، وإسنيورت في إسطنبول حادثة مروعة حيث ارتكب الشاب التركي بهدادير…
أصدرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) تحذيرات من الأمطار والثلوج لمجموعة من المدن في تركيا،…
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تواصل مساعيها لإنهاء التوترات في المنطقة والمساهمة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.