شد خبيران وسياسي جزائريون، الثلاثاء، على أهمية الشراكة بين الجزائر وتركيا، بما يخدم شعبي البلدين، من منطلق احتياج إلى بلد إلى الآخر، وخاصة في ظل مكانة ودور أنقرة المحوري.
وبدأ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ترافقه عقيلته أمينة ووفد رسمي، أمس الإثنين، زيارة للجزائر، في مستهل جولة إفريقية، تشمل أيضًا موريتانيا والسنغال ومالي، وتستمر 5 أيام.
وبمناسبة هذه الزيارة، وقع البلدان 7 مذكرات تفاهم في مجالات عديدة، شلمت الدبلوماسية والنفط والغاز والزراعة والسياحة والتعليم العالي (الجامعات).
وفي كلمة له، خلال أعمال المنتدى الجزائري- التركي للأعمال، قال أردوغان، اليوم، إن الجزائر جزيرة من الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة.
فيما أشاد رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، اليوم، بمعاهدة الصداقة بين البلدين، قائلًا إنها “سمحت بوضع أسس علاقات اقتصادية وسياسية متينة”.
كما اعتبر وزير الصناعة الجزائري، يوسف يوسفي، أن “استثمارات تركيا في بلاده بمثابة مثال للنجاح ومصدر اعتزاز”.
وقال المحلل السياسي الجزائري، جلال بوعاتي، إن “الجزائر تريد أن يكون لتركيا حضور عميق وشامل في قطاعات عديدة تراها الجزائر ضرورية لترقية اقتصاديها، وتحقيق التنمية الاقتصادية”.
وتابع بوعاتي، للأناضول: “وتركيا من ناحية الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية والشرق أوسطية تريد أن تكون حاضرة في كل مفاصل ومناطق العالم العربي، بحكم دورها الريادي والتأثير، بما يسمح بإسماع الصوت العربي والإسلامي”.
بدوره، قال سليمان أعراج، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الجزائر (حكومية)، إن زيارة الرئيس التركي تمثل “تكملة لمسار تم التأسيس له فيما يتعلق بإقامة صداقة وشراكة وتعاون بين البلدين، قائمة على معادلة رابح ـ رابح (الطرفان رابحان)”.
ومضى قائلًا إن “تركيا اليوم تحتاج إلى الجزائر، باعتبارها بوابة إفريقيا، وهناك توجه جديد في السياسة الخارجية التركية نحو القارة الإفريقية، كما أن الجزائر تحتاج إلى الدعم التركي”.
فيما قال عبد الله بن عجمية، المتحدث باسم حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي) إن زيارة الرئيس التركي تأتي “في إطار المصالح المشتركة بين الدول، وتبادل الاتفاقيات”.
ووأردف عجيمة، في تصريح للأناضول: “ندعو السلطات الجزائرية إلى تعزيز العلاقات مع تركيا، نظرًا لما يمثله هذا البلد، الذي أصبح قويًا ويحقق نهضة على كل المستويات، ودولة مهمة في الشرق الأوسط والعالم بأسره”.
واستنكر المتحدث ما قال إنها “أصوات علمانية (في الجزائر) متورطة من أتباع فرنسا” تنتقد أردوغان، و”هو ما يعكس حجم الحقد والكراهية، الذي يكنونه لتركيا والشعب التركي كموقف إيديولوجي”.
ووقع البلدان، في 23 مايو/ أيار 2006، معاهدة للصداقة والتعاون، تتويجًا لزيارة للجزائر قام بها أردوغان، رئيس الوزراء حينها.
وتنص المعاهدة على تطوير الحوار المشترك فى الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية، والتزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة فى مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتأسيس اجتماع سنوى مشترك رفيع المستوى.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 4 مليارات دولار خلال العام الماضي، تتوزع مناصفة تقريبًا بين الصادرات التركية والجزائرية، وفق بيانات الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة.
الاناضول