هذه الزيارة تأتي ضمن جولة إفريقية بدأها أردوغان، ترافقه عقيلته أمينة ووفد رسمي، الإثنين الماضي، بالجزائر، ثم موريتانيا، قبل أن يصل إلى السنغال، على أن يختتم جولته في مالي.
وقال السفير التركي، الذي تولى مهامه في دكار أواخر العام الماضي، في مقابلة مع الأناضول، إن “السنغال تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لتركيا”، مضيفًا أن “علاقة الصداقة الوثيقة بين الرئيسين التركي والسنغالي، ماكي سال، ساهمت في تعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة”.
وتابع جيفانر: “عندما أتيت إلى هنا، كنت أعلم أن السنغال واحدة من الدول التي نرتبط معها بعلاقات تعاون كثيفة، لذا لم أشعر بالدهشة عندما رأيت مدى قوة دولتنا في هذا البلد”. وأردف: “عندما قدمت أوراق اعتمادي إلى الرئيس السنغالي، أوضح لي الرئيس سال بأنه ينتظر زيارة أردوغان للسنغال بفارغ الصبر”.
السفير التركي قال إن “المؤسسات التركية تنشط في السنغال منذ سنوات طويلة، وأبرزها الوكالة التركية التعاون والتنسيق تيكا (حكومية)، التي تنفذ أنشطة فعالة في السنغال، اعتبارًا من عام 2007، حيث أنجزت مشاريع بقيمة 12 مليون دولار خلال هذه المدة”. وأوضح جيفانر أن “تيكا تسعى إلى زيادة أنشطتها، للوصول إلى كافة طبقات الشعب السنغالي، وخاصة الفقراء والنساء والأطفال”. وتابع “شعرت بالفخر عندما زت مركزا طبيا موّلته تيكا بشكل كامل، ويتم فيه علاج الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية”.
ومدللا على متانة العلاقات بين البلدين، قال السفير التركي إن “السنغال أعلنت تضامنها الوثيق مع تركيا، عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها منتصف يوليو (تموز) 2016، وأغلقت كافة مدارس الإرهابي فتح الله غولن على أراضيها”، مضيفًا أن “وقف المعارف التركي، الذي استلم إدارة تلك المدارس بعد إغلاقها، بدأ بتقديم خدماته التعليمية للطلاب في المدارس بداكار وسانت لويس وثييس”. وشدّد على أن “المدارس قيد الإنشاء التابعة لوقف المعارف ستتوسع أكثر فأكثر، لتصبح مؤسسات تعليمية ضخمة في السنغال”.
ومضى قائلا إن “معهد (يونس إمره) أيضا يؤدي مهاما فعالة للغاية في السنغال، حيث بدأ مؤخرا بأنشطة تعليمية في الجامعات”. وأردف أن “المعهد سيلعب دورا كبيرا في تعليم اللغة التركية والتعريف بالثقافة التركية للمواطنين السنغاليين ومواطني الدول الأخرى في السنغال”، مشددًا على أنهم “يتواجدون في السنغال بهدف المساهمة في حركة التطوير والتنمية في البلد، فالعلاقات بين البلدين رائعة”. وتابع: “علاقاتنا مع السنغال الصديقة والشقيقة ليست شراكة عادية، بل يمكن اعتبارها شراكة استراتيجية، وهو ما نرجوه، ونعمل بخطى واثقة وسريعة لتحقيقه.. وبالطبع فإن الإرادة السياسية الموجودة لدى رئيسي البلدين في هذا الإطار مهمة للغاية”. وتتمتع الشركات التركية بسمعة طيبة للغاية في السنغال، ما أفسح أمامها المجال لتنفيذ العديد من المشروعات.
وقال السفير التركي إن “اتمام شركات الإنشاءات التركية لمطار في السنغال بالمعايير والتوقيت المحدد مهّد الطريق أمام شركات تركية أخرى في البلاد”، مضيفًا أن “الشركات التركية نفسها أنجزت مركز مؤتمرات في السنغال بمواصفات عالية، وخلال فترة زمنية أقل بشهر من المدة المحددة.. هذه الشركات تنفذ مشروعاتها وفق المعايير العالمية”. ولفت إلى أن “رجال الأعمال الأتراك باتوا يوجهون أنظارهم تجاه السنغال.. وفتح الحكومة السنغالية المجال أمام تلك الشركات هو أمر يبعث على الامتنان والسعادة”.
وأعرب جيفانر عن أمل بلاده في “تعزيز علاقات التعاون مع السنغال في مجال الدفاع، والمساهمة في تحقيق اكتفائها الذاتي في المجال الزراعي”. وشدد على أن “رؤية الرئيس سال ساهمت في تحقيق السنغال تطورا ونموا سريعين”.
ونوّه إلى أن ذراع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية في السنغال “يواصل العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك الجانب السنغالي أيضا، من خلال وكالة تحفيز الاستثمارات السنغالية”. ومضى قائلا: “أتوقع أن تشهد العلاقات التركية السنغالية قفزة نوعية، بفضل زيارة الرئيس أردوغان للسنغال، حيث من المنتظر أن تشكل الزيارة فرصة لتوقيع الكثير من الاتفاقيات بين البلدين”. وختم السفير التركي حديثه بالتشديد على استعداده لبذل “أقصى جهد لتعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا والسنغال”.
الاناضول