تمكن علماء من جامعة ميشيغان الأمريكية من إطالة عمر دودة أسطوانية (الربداء الرشيقة – Caenorhabditis elegans) وذلك من خلال تجربة تعتمد على التلاعب بدرجة حرارة الوسط المحيط.
واكتشف العلماء أثناء هذه التجارب، أن آليات الكيمياء الحيوية التي كانت تعمل في جسم هذه الديدان، أثرت في إطالة متوسط عمرها، وذلك عند تغير درجة حرارة الوسط المحيط.
وقد اتضح للعلماء الأمريكيين أن الخلايا العصبية لهذه الديدان حساسة جدا للتغيرات في درجة حرارة الوسط المحيط، وأن هذه الخلايا تؤثر بشكل مباشر على عمل الأمعاء، ولاحظ العلماء أن إرسال إشارات “ساخنة” أو “باردة” يحفز الأمعاء على تنشيط الجين المنظم لطول العمر.
وعند وضع هذه الديدان في ظروف معتدلة، أي غير حارة ولا باردة جدا، ينشط في أمعائها إنتاج مادة تؤثر في زيادة إنتاج البروتين المساعد في إطالة العمر. ويشير العلماء إلى أن هذه الديدان تعيش أكثر بمعدل 40 مرة في درجة حرارة تبلغ 20 مئوية، حيث يزداد إنتاج هرمون “السيروتونين” الذي يحفز إنتاج البروتين (DAF-16). وتبين للعملاء أن (Daf-16) يكون أكثر نشاطا في درجات الحرارة المعتدلة، وينتج بروتين يطيل الحياة، في حين ينخفض هذا النشاط مع ارتفاع درجات الحرارة”.
أما عند وضع هذه الديدان في بيئة ساخنة، فإنها تبدأ بإنتاج جزيئات شبيهة بالأنسولين، التي تكبح نشاط البروتين DAF-16، مما يؤدي إلى انخفاض متوسط عمرها.
ويعتقد علماء الأحياء، أنه يوجد في أجسام الكائنات الحية ما يسمى بـ “محور الشيخوخة” الذي يربط الجهاز العصبي بالأمعاء، ولا يستبعد العلماء وجود مثل هذا النظام في جسم الإنسان، لأنه ينتج أيضا هرمون سيروتونين وجزيئات شبيهة بالأنسولين.