حذر وزير الخارجية الألماني السابق، سيغمار غابرييل، كلًّا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من تجاهل تركيا.
واعتبر غابرييل أنّ عملية “غصن الزيتون العسكرية” في عفرين السورية، بمثابة رسالة تركية واضحة موجهة للولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال مقالة كتبها وزير الخارجية الألماني السابق في صحيفة “تاغ إِشبيغل” الألمانية، تحت عنوان “عفرين هي رسالة للولايات المتحدة”. مفادها أنه “لا مجال للتخطيط بدون تركيا في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب”.
وقال غابرييل إنّ أنقرة أخذت على عاتقها الدخول في نزاع مع الغرب وذلك من أجل حماية حدودها السياسية.
كما حذّر وزير الخارجية الألمانيّ السابق، في الوقت نفسه أنّ خروج تركيا من المحور الأوروبي، سيكون بمثابة تدمير جيوسياسي لأوروبا.
واكد أنّ تركيا لن تسمح ببقاء أيّ أرض تحت سيطرة تنظيم ي ب د/ بي كا كا الإرهابيّ في شمال سوريا. مستخدما عبارة “يجب أن لا نخدع أنفسنا” في إشارة إلى عدم سماح تركيا لبقاء منطقة تحت سيطرة إرهابيي ي ب ك/بي كا كا على الحدود مع تركيا.
كما اعتبر الوزير الألماني السابق، أنه في حال حدوث انفراج في العلاقات التركية الغربية، وبدئها في العودة إلى طبيعتها، من الممكن أن يؤدي إلى تغيّر في ميزان القوى بين كلّ من الناتو وروسيا.
وأضاف أنّ أيّ إبعاد غربي لتركيا من حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يشكل خطرًا جديًا على أوروبا، الامر الذي يجعل تركيا تتجه نحو روسيا كشريك استراتيجي، ومن المؤكد أن يؤدي هذا الامر إلى تغيير توازن القوى بين كل من حلف الناتو وروسيا تمامًا. وأنه في هذه الحالة فإنّ أوروبا ستجد نفسها بمفردها أمام خصم محتمل وليس حليف.
داعيًا إلى ضرورة الوقوف أمام تركيا التي تتبع سياسات تنموية مستقلة وخاصة بها بعيدًا عن أوروبا. مذكرًأ بلاده، بأن حدوث مثل هذا الوضع سيكون له عواقب لا يمكن حسابها لألمانيا.
كما اعترف الوزير في ذات المقالة، أنّ أوروبا والولايات المتحدة، لا تنظر إلى كلّ من تنظيمي “ب ي د/ ي ب ك” الإرهابيّين كتنظيمات إرهابية على عكس بي كا كا المصنفة منظمة إرهابيّة لدى أمريكا وأوروبا. في نفس الوقت الذي تعتبر فيه تركيا والعديد من المحللين والمراقبين الدوليين في العالم أنّ هذا التمييز بين كل من بي كا كا وأذرعها ب ي د / ي ب ك ما هي إلا خطوة “مصطنعة”.
معتبرًا في الوقت نفسه، أنّ التقارب بين تنظيمي بي كا كا وي بي ك الإرهابيّين؛ ليست فقط تقاربًا أيديولجيًّا ورمزيًّا فقط، بل إنّ كلا من ي ب ك/ ب ي د الإرهابيّين يخضعان للقيادة الاستراتيجية لمنظّمة بي كا كا الإرهابيّة.
مؤكدًا مرة أخرى أنّ الولايات المتحدة أخطات في حساباتها بعدم الاستماع للتحذير التركيّ، ومضيّها قُدمًا في دعم كلّ من ي ب ك/ ب ي د/ بي كا كا الإرهابية عسكريا بالأسلحة والعتاد في حربها ضد تنظيم “داعش” الإرهابيّ.
كاشفًا في الوقت نفسه، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للتغاضي عن جهود بي كا كا الإرهابية من أجل إقامة دولة “كردية مستقلة” في شمال سوريا، مُقابل الأسلحة التي منحتها للإرهابيين. معتبرًا أنّ هذه الحركة من الولايات المتحدة بمثابة موقف “استفزازيّ” موجّه لتركيا.
يني شفق