أشعلت الأحداث الأخيرة في قطاع غزة التي سقط خلالها 17 شخصاً وأكثر من 1400 جريحاً، تراشقاً بين تركيا وإسرائيل على أعلى المستويات، بدأت عندما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجمات الإسرائيلية في غزة قبل يومين، ووصفها بأنها “غير إنسانية”، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد عليه منتقداً عملية غصن الزيتون التي تقوم بها أنقرة في شمال سوريا.
وقال أردوغان مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد 1 أبريل/نيسان 2018، “أنت ضعيف جداً، نحن نكافح الإرهابيين، لكن ذلك لا يعنيك، لأنكم دولة إرهاب”، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام حشد من أنصار حزب العدالة والتنمية بولاية أضنة جنوبي البلاد.
وأوضح أردوغان أنّ على نتنياهو الكف عن مناكفة المظلومين، ودعاه إلى التزام الصدق، مبيناً أنه لن يتلقى من تركيا رداً إيجابياً ما لم يكن صادقاً.
وتابع قائلاً: “ليس هناك من يحبك بصدق في هذا العالم. لقد كان الرد الدولي في الأمم المتحدة على خطوتك المتعلقة بالقدس واضحًا. لا يغُرَّنك امتلاكك أسلحة نووية؛ فهي قد لا تعمل عند الحاجة إليها”.
من المنتصر؟
يذكر أنّ نتنياهو ادعى في وقت سابق أنّ القوات التركية المشاركة في عملية غصن الزيتون، تمارس الظلم ضدّ الأبرياء في منطقة عفرين بريف محافظة حلب السورية.
رئيس الوزراء نتنياهو: أكثر جيوش العالم أخلاقية لن يقبل دروسا في الأخلاق ممن يقصف المدنيين بشكل عشوائي منذ سنوات طويلة. يبدو أن هكذا يحيون في أنقرة #كذبة_إبريل.
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) April 1, 2018
وقد لقيت تغريدة نتيناهو باللغة العربية تفعاعلاً ضعيفاً على صفحته الرسمية على تويتر، فقد حظيت بعدد قليل من اللايكات.
أما إدانة أردوغان للهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي نشرها أيضاً على تويتر باللغة العربية، فقد أعاد تغريدها مئات الأشخاص، وتفعال معها قرابة 2000 شخص.
إسرائيل ستقع عاجلًا أم آجلًا تحت أنقاض الظلم الذي تمارسه في فلسطين. أما نحن فسنواصل دوما الوقوف إلى جانب إخوتنا الفلسطينيين في قضيتهم العادلة. pic.twitter.com/adA5StKiK3
— رجب طيب أردوغان (@rterdogan_ar) March 31, 2018
وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غضبا عربيا وإسلاميا وانتقادات دولية، بإعلانه في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل.
ومن المقرر، ضمن القرار الأمريكي، أن تنقل واشنطن، وفق مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، سفارتها من تل أبيب إلى القدس، في مايو/ أيار المقبل، بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل الموافق ليوم النكبة الفلسطينية.
مد وجزر في العلاقات
وشهدت العلاقات التركية الإسرائيلية عمليات مد وجزر على مدار السنوات الأخيرة، كانت الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين السبب الأكبر وراء هذه التقلبات.
كانت حادثة سفينة “مافي مرمرة” يوم 31 مايو/أيار 2010 أهم الأحداث التي أضعفت العلاقة بين البلدين، حيث هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية بغرض كسر الحصار المفروض على غزة، وأدت إلى مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن السفينة.
واستدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت إسرائيل بالاعتذار فورا عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على غزة. ومع عدم اتخاذ إسرائيل أي خطوات في هذا الاتجاه، خفضت تركيا علاقاتها مع إسرائيل إلى المستوى الأدنى، وخفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية.
وفي 22 مارس/آذار 2013، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان- اعتذارا باسم إسرائيل بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقبل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي.
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم 27 يونيو/حزيران 2016 توصل الطرفين الإسرائيلي والتركي -في العاصمة الإيطالية روما– إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما.
.
الاناضول