أعلن رئيس الهلال الأحمر التركي، كرم قنق، أن منظمته تستعد لإرسال قافلة ضخمة من المساعدات الإنسانية إلى شمالي سوريا في كل من إدلب وأعزاز وعفرين.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة التركية ، تطرق خلالها إلى الفعاليات الإغاثية والخدمية التي تسيرها المنظمة التركية في مناطق الشمال السوري، كإدلب وعفرين وأعزاز وجرابلس.
واستهل قنق حديثه بالتأكيد على النجاح الكبير الذي أحرزته القوات المسلحة التركية ضمن إطار عملية “غصن الزيتون”، من حيث تطهير منطقة عفرين من التنظيمات الإرهابية، لافتا إلى أن حركة عودة الأهالي إلى المنطقة ما زالت مستمرة.
وفي 24 مارس/ آذار المنصرم، تمكنت قوات “غصن الزيتون” من تحرير كامل منطقة عفرين من إرهابيي “ب ي د/بي كا كا” و” داعش”، بعد حوالي شهرين على انطلاق العملية، وشرعت في أعمال تمشيط وتفكيك مخلفاتهم، وتأمين عودة الأهالي.
وأشار قنق أن الهلال الأحمر التركي يواصل تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في منطقة عفرين، وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات المدنية مثل إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ووقف الديانة، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) ومنظمة أطباء العالم، لافتا أن هذه المساعدات استفاد منها نحو 40 ألف شخص حتى الآن.
وأكد أنه سيتم تزويد المدنيين في عفرين بخدمات البنى التحتية أيضا، عقب إتمام عملية إزالة الألغام من المنطقة، وأن الهلال الأحمر يركز بالدرجة الأولى على تقديم الخدمات الطبية للأهالي.
وأوضح في هذا الصدد، أن الهلال الأحمر يسعى بالتعاون مع وزارة الصحة التركية لتشغيل مستشفى عفرين مجددا.
كما أفاد قنق أن الأهالي في عفرين بحاجة للمياه، مضيفا “هناك سد مخصص لتزويد عفرين وأعزاز بالمياه، وأجرى مسؤولون من مديرية شؤون المياه التركية دراساتهم على السد، حيث سيتم إصلاح الأعطال فيه بالسرعة القصوى وإيصال مياه الشرب إلى المدينة مجددا”.
قنق أوضح أيضا أن الهلال الأحمر يقدم بواسطة مطبخه المتنقل وجبات من الطعام الساخن للأهالي في مدينة عفرين، وأنه وزع البقوليات على أهالي القرى في المنطقة، فضلا عن تقديمه خدمة إيصال مرضى الكلى إلى مراكز العلاج.
وأعلن قنق أن وزارة الصحة التركية ستفتتح مستشفيين حكوميين جديدين في كل من الباب والراعي بريف حلب بقدرة استيعابية 50 و200 سرير، وأن الهلال الأحمر سيوظف كوادر في هذه المشافي.
وأشار إلى أن هذه المشاريع تساهم في عودة الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق، مضيفا بأنه تم في هذا الإطار أيضا إنشاء مستودعات في المناطق وآليات توزيع لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأهالي بشكل مستمر دون انقطاع.
وأكد على أن الهلال الأحمر في حالة اتصال كثيف مع منظمة الأمم المتحدة، موضحا “إننا نجهز قافلة مساعدات كبيرة لمنطقة عفرين، كما أننا سنعمل على إرسال قافلة ضخمة للمهجرين من الغوطة الشرقية”.
ووصلت السبت، القافلة الحادية عشرة من مُهجري غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري وداعميه، إلى محافظتي إدلب وحلب (شمال)، حيث أقيمت لهم مراكز الإيواء المؤقتة، ووصل عدد المهجرين منذ بدء التهجير القسري من الغوطة الشرقية في 22 مارس/ آذار المنصرم إلى أكثر من 43 ألف شخص.
وأضاف قنق أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) سيقدم الدعم للقافلة التي ستتوجه بقيادة الهلال الأحمر إلى مهجّري غوطة دمشق الشرقية.
وأشار إلى أن الهلال الأحمر يسعى من خلال هذه الحملة لتشجيع الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر لتقديم المساعدات أيضا للمهجرين من الغوطة.
وأوضح قنق أن “الهلال الأحمر سيعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لمساعدة العائدين إلى منطقة عفرين والفارين من مناطق الاشتباكات، وبالنظر إلى التطورات في كل من الغوطة وإدلب واعزاز وتل رفعت، فإن أعداد المدنيين الذين هم بحاجة للمساعدة تختلف بشكل يومي، وسنشكل قافلة مساعدات بشأن هذه المناطق”.
وكشف أن “عدد شاحنات القافلة ليس واضحا إلى اليوم، لكن من المتوقع أن يصل إلى 30 شاحنة”، مؤكدا على أنهم سيسعون لزيادة هذا العدد من خلال التعاون مع الأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف).
وأشار قنق في ختام حديثه إلى أنه من المتوقع أن تنطلق قوافل المساعدات إلى كل من عفرين وإدلب وأعزاز خلال الأيام المقبلة.
.
الاناضول