أجرينا حوارًا مع الرئيس أردوغان في قصر “مابين” بإسطنبول قبيل الاستعدادات للاستفتاء الدستوري الذي أجري قبل نحو عام. وكانت تلك الأيام قد شهدت هجومًا كيماويًّا جديدًا في سوريا٬ إذ قتل أكثر من 100 شخص.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب حينها أيضًا يلوّح بتدخل عسكري في سوريا ويقول “سنعاقب الأسد”. فطرحت سؤالًا على الرئيس أردوغان “كيف تفسرون تصريحات الرئيس ترمب؟ هل سينفذ تدخلًا عسكريًّا في سوريا؟”، فأجابني “لو حقا نفذ ما يقول فنحن مستعدون لفعل ما يقع على عاقتنا، لكن أخشى أن يظل هذا حديثًا دون تنفيذ”.
وفي الليلة ذاتها لذلك اللقاء تحركت القوات الأمريكية حقًّا واستهدفت قاعدة جوية تابعة لنظام دمشق بصواريخ أطلقتها من البحر المتوسط.
لكن كان هذا كلّ ما حدث…
لقد كان اللمعان المرئي الذي ظهر على الشاشة مع إطلاق صواريخ توماهوك من سفينة حربية ضئيلا لدرجة لا تخيف حتى ضفدع صغير. وعندما ننظر إلى ما حدث قبل عام من أجل تقييمه سنرى أنّ تلك الصواريخ لم يسفر عنها نتيجة يمكن أن تؤثر في حكم بشار الأسد أو تقضي تمامًا على تهديد استخدامه للسلاح الكيماوي.
وفي حقيقة الأمر بعدما ترك الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما هذه القضية قبل 4 سنوات إلى طاولة النقاش دون تنفيذ، واصل نظام دمشق تمثيل دور التهديد بالأسلحة الكيماوية.
ترامب: انتظرينا يا روسيا فنحن قادمون!
ألغى ترمب قبل يومين جولته بدول أمريكا الجنوبية لمتابعة الوضع في سوريا عن كثب، ونشر تغريدة أمس على حسابه في تويتر أدت لزيادة عدد متابعيه لاكثر من 50 مليون، وقد كانت روسيا هي عنوان الرسالة التي قال فيها:
“يقولون إن روسيا ستعترض الصواريخ التي سنطلقها على سوريا٬ استعدي يا روسيا لأن صواريخنا الجديدة الذكية والرائعة قادمة في الطريق. ينبغي لك ألا تكوني شريكًا لحيوان قاتل قتل شعبه بالغاز واستمتع بذلك الفعل”.
ولأقول إنّ الجزء الثاني من تغريدة ترمب هي أكثر جزء يطرب الناس هنا لسماعه. فمن الواضح أنّ تلك الصواريخ ستبدأ بالسقوط على الأراضي السورية خلال فترة قصيرة. بيد أنه سيكون من الأفضل أن نركز هذه المرة على نتيجة هذا الهجوم، وليس الصورة المضيئة للصواريخ.
يحب طرح هذه الأسئلة:
– هل عندما قال ترمب “انتظرينا يا روسيا فنحن قادمون”، هل كان يقصد الاكتفاء باستعراض قوة مطلق كما فعل العام الماضي؟
– أم أنه نوى هذه المرة تنفيذ عملية تركز على النتائج؟
– هل ستقضي تلك الصواريخ على إمكانيات نظام الأسد لتجعله غير قادر على تنفيذ هجوم كيماوي جديد؟
– أم أن الوضع سيبقى كما هو عليه؟
– هل ستكون جملة “سنعاقب الأسد” فقط عبارة عن “شد أذن” قاتل دمشق؟
– أم سيتنزل ترمب أحد تلك الصواريخ على أم رأس الأسد؟
وكما ترون فإن الأسئلة والشكوك تتوالى وراء بعضها.
لماذا؟
ذلك أنه ليس هناك أي دليل على أن هذا المخطط الأخير لتنفيذ عملية عسكرية يتطابق مع أي تغير في سياسة واشنطن أو نيتها للعودة إلى مرحلة ما وراء عام 2013.
هل يمكن أن يكون ترمب قد غير رأيه بين ليلة وضحاها وهو الذي كان يقول حتى الأسبوع الماضي “سننسحب من سوريا، فليقاتل الآخرون هناك”؟
يمكن أن أقول إنني طرحت الأسئلة عاليه بعدما جسست النبض في أنقرة التي تقف اليوم في مكان أكثر حيطة مقارنة بالعام الماضي. ولا شك أنها سترحب باستهداف الولايات المتحدة لمنشآت نظام الأسد. لكن الحكومة التركية ربما “تخفي فرحتها” هذه المرة لتخرج علينا بتصريحات أكثر حذرًا.
هذا فضلًا عن أنه لا يمكن لأحد أن يثق بالولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف السوري لأن أفعالها تناقض أقوالها. فربما تفعل كما فعلت بالسابق، تقود الواحد منا إلى النبع وترجع به عطشانًا.
محمد اجات – يني شفق
أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية تقريرها الأخير حول حالة الطقس، حيث أشارت إلى أن…
تشهد تركيا حالة من الترقب بشأن زيادة الحد الأدنى للأجور ومعاشات المتقاعدين مع بداية العام…
تعرض الممثل التركي البارز إنجين آلتان دوزياتان٬ المعروف في الوطن العربي باسم "ارطغرل"٬ لعملية احتيال…
أفادت وسائل إعلام محلية عن تعليق حركة مرور السفن في مضيق البوسفور مؤقتاً في كلا…
أصدرت السلطات القضائية التركية حكماً بالسجن المؤبد المشدد ثلاث مرات على المدعو “كمال كوركماز”، بعد…
أكد وزير التجارة التركي، عمر بولاط، يوم السبت، أن بلاده ستسرع من محادثات اتفاقية التجارة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.