دعا مشاركون في “مؤتمر تمكين اقتصاد القدس”، الذي انطلق الخميس، بمدينة إسطنبول التركية، إلى دعم اقتصاد مدينة القدس لمواجهة الممارسات الإسرائيلية، ومن بينها عمليات التوسع الاستيطاني.
ويحضر المؤتمر الذي ينظمه اتحاد رجال الأعمال الفلسطيني التركي (غير حكومي)، العشرات من رجال الأعمال الفلسطينيين المقيمين بأكثر من 28 دولة، بالإضافة إلى مسؤولين فلسطينيين وأتراك.
ويأتي المؤتمر، بحسب الاتحاد، في إطار الردود الفلسطينية، على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الصادر في ديسمبر/ كانون الأول 2017، بخصوص الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي كلمته الافتتاحية، قال مازن الحساسنة، رئيس اتحاد “رجال الأعمال الفلسطيني التركي”، إن “الاتحاد أخذ على عاتقه دعم اقتصاد مدينة القدس، واليوم الفكرة تتحول إلى بذرة لكي تقطف القدس ثمارها”.
وأضاف “القدس تمر بمنعطف تاريخي، والمتربصين والمتآمرين كثر، يريدون تجريد الفلسطينيين من وجودهم الأزلي، لكن سلوكهم سيواجه بالتكاتف، واليوم أنتم (رجال الأعمال الفلسطينيين) تواجهون هذا التحدي”.
ودعا الحساسنة، إلى “ضرورة وجوب الخروج من هذا المؤتمر باستثمارات مباشرة، وعلينا الالتزام بديمومة هذا المؤتمر حتى تترجم قراراته ضمن وقت زمني محدد، بالإضافة إلى إنشاء استثماري في القدس”.
وتابع: “نبعث بتحياتنا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وننحني اعتزازا للشعب التركي العظيم، الذي ملأ الساحات رفضا للقرار الأمريكي”.
من جهته، شدّد وزير التربية والتعليم الفلسطيني، صبري صيدم، على أنه “ليس غريبا على الشعبين الفلسطيني والتركي تنظيم لقاء نوعي؛ نصرة لفلسطين”.
من جانبه، قال أحمد الطيبي، العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، إن “تحدي الحياة في القدس صعب، فنسبة الفقر مرتفعة، وإحلال المستوطنين في أماكن المقدسيين، وهذه ظواهر تترجم معنى تهويد المدينة”.
وشدّد الطيبي، على ضرورة “ترجمة الشعارات إلى واقع”، قائلا “يجب أن تكون مخرجات هذا المؤتمر ملموسة على أرض الواقع، ويا رجال الأعمال لا نريد منكم أن تتبرعوا للقدس، لكننا نريد أن تقوموا بالاستثمار فيها”.
بدوره، قال رجل الدين المسيحي “إبراهيم فنتس”، إن “رجال الأعمال يعتبرون من أهم الشرائح الذين لهم تأثيرات على أرض الواقع، وعند ذكر القدس يغوص الإنسان في الحلم”.
ورأى فنتس الذي يشغل منصب مستشار جماعة “حراسة الأراضي المقدسة” (جماعة مسيحية)، أن “القدس هي مدينة كباقي المدن، لكن الله خصها بالخير والرحمة اللامتناهية”.
من جهته، قال المسؤول الفلسطيني، خميس عابدة، في كلمة عن وزارة أوقاف بلاده، إن “القدس الشريف ملكيتها فلسطينية عربية إسلامية مسيحية إنسانية، ونريد أن نتعامل بمدنية وتحضر، أصلها من حضارتنا وثقافتنا”.
و”مؤتمر تمكين اقتصاد القدس” يسعى إلى تعزيز صمود مدينة القدس، من خلال برامج ومشاريع، سيقوم مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين، بالعمل عليها، للتأكيد على الهوية الفلسطينية العربية للمدينة، وفق المنظمين.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر حتى السبت، لطرح العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، لتنفيذها بالشراكة ما بين رجال الأعمال الفلسطينين الذين جاؤوا من مختلف دول العالم، من أجل العمل على دعم مدينة القدس، في ظل ما تواجهه من تحديات وقرارات أمريكية وإسرائيلية.
.
الاناضول