أعرب أعضاء بالكونغرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي عن قلقهم، الأربعاء 18 أبريل/نيسان 2018، بشأن خطة الرئيس دونالد ترمب المضي قدماً في انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وخاصة في ظل غياب ما يعتبرونه استراتيجية قابلة للتطبيق لضمان تحقيق الأهداف الأميركية هناك.
“كم هو رائع أن نتراجع إلى شواطئنا “، بهذه الكلمات تهكم قيادي بالكونغرس على موقف ترمب من الأزمة السورية، خاصة بعد أن قوض الرئيس الأميركي ما اعتبره مشرعون الوسيلة الوحيدة المتبقية التي يمكن أن تردع الرئيس السوري بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية.
فتقلبات ترامب من الدعوة إلى سحب القوات الأميركية من سوريا ثم تحوله للرد على الهجمات الكيمياوية التي اتهمت بشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، زادت حيرة المشرعين الأميركيين وانقساماتهم، ودفعت بعضهم لمطالبة الإدارة باستراتيجية واضحة بشأن سوريا.
وخلال إحدى جلسات الاستماع بالكونغرس، هاجم الأعضاء مراراً كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وروسيا، حسب تقرير لصحيفة The Washington Postالأميركية.
وطالبوا بتوضيح خطط الإدارة لتحقيق أهدافها المتمثلة في القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وإقامة دولة مستقرة في سوريا بدون الرئيس بشار الأسد ومنع سيطرة داعميه، روسيا وإيران، على زمام السلطة في البلاد.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي إدوارد رويس “كما هو رائع أن نقول “كفى” ونتراجع إلى شواطئنا، يجب أن يتمثل نهجنا في التوجه الذكي والمركّز في الشرق الأوسط. ينبغي أن نناقش الاستراتيجية مع الإدارة”.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، ذكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب كوركر أنه مقتنع أن ترامب “يخطط للانسحاب” من سوريا رغم نصيحة العديد من كبار مساعديه لشؤون الأمن القومي.
وقال كوركر خلال إفطار أقامه Christian Science Monitor “ولكني لا أرى أن هذه الإدارة تحاول بأي حال من الأحوال اعتبار أن ما يحدث على الأرض يرتبط بهذا النظام”.
وجاءت تعليقاتهم في أعقاب اجتماع عسكري مغلق مساء الثلاثاء أدى إلى غضب المشرعين، بحسب ما أورده السيناتور ليندساي جراهام.
“يبدو أن إدارة ترمب ترغب في “منح سوريا للأسد وروسيا وإيران”، هكذا قال جراهام الصحفيين، موضحاً أن هذا ما سيحدث بدون استراتيجية عسكرية أو دبلوماسية.
وقال السيناتور أ. كونز بعد الاجتماع إن “الشيء الوحيد الأسوأ من وجود خطة فاشلة بشأن سوريا هو عدم وجود أي خطة على الإطلاق؛ وقد أخفق الرئيس وإدارته في تقديم خطة محكمة للمضي قدماً”، بحسب ما أوردته قناة CNN.
وتأتي رغبة أعضاء الكونغرس في الحديث، وخاصة زعماء الحزب الجمهوري، في أعقاب الأحداث الأخيرة المربكة التي أدت إلى تفاقم المخاوف القائمة منذ وقت طويل.
وقد بدأت تلك المخاوف إلى حد ما في ظل الإدارة السابقة حينما رفض الرئيس باراك أوباما رغم دعمه للمعارضة الساعية إلى الإطاحة بالأسد تزويدها بالمساعدات ثم أخفق في متابعة ذلك بالتهديد باتخاذ إجراء عسكري إذا ما استخدم الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه.
ورغم اعتماد حملة ترمب على وعده بإنهاء تورط الولايات المتحدة بالحروب الخارجية، إلا أنه أيد حرب أوباما ضد داعش في كل من العراق وسوريا، ثم منح عندما تولى الحكم الجيش الأميركي سلطات أوسع نطاقاً أدت إلى القضاء على المتطرفين في كلتا الدولتين.
ومع ذلك، حينما قرر ترمب، على النقيض من أوباما – خلال العام الماضي 2017 ، ومرة أخرى في وقت سابق من شهر إبريل /نيسان 2018 – استخدام القوة الأميركية لمعاقبة وردع الأسد جراء استخدام الأسلحة الكيماوية، واجه نفس الأزمة التي واجهها سلفه بشأن مستقبل سوريا.
ففي الوقت الذي دمرت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها الخلافة التي أقامها تنظيم داعش، قضى الأسد – بمساعدة روسيا وإيران – على المعارضة ويوشك على الانتصار في الحرب الأهلية.
ويؤكد مسؤولون في الإدارة والكونغرس أن احتفاظ الأسد بالسلطة سوف يؤدي إلى انقسام سوريا وزعزعة استقرارها وتعرضها لمخاطر عودة المعارضة.
كما يشعر حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك إسرائيل ودول الخليج العربي، بالقلق خشية أن تهدد سوريا في ظل حكم الأسد وموسكو وطهران أمن المنطقة بأكملها.
وحتى وقت قريب، كانت الخطة الأميركية لتحقيق مستقبل مختلف لسوريا ثنائية الأهداف.
وهي أنه سوف يتم دعم استقرار أجزاء من شمال وشرق سوريا، التي تم تحريرها من تنظيم داعش وأصبحت تخضع لسيطرة الولايات المتحدة والقوات التي تعمل بالوكالة نيابة عنها من المقاتلين العرب والأكراد المحليين، لتكون بمثابة حصن ضد قوات الأسد وحلفائه ووسيلة تأثير في المفاوضات السياسية.
وفي الوقت ذاته تظل القوات الأميركية في سوريا هناك لضمان تحقيق الأمن وإظهار أن الولايات المتحدة تستهدف النشاط الاٍرهابي.
ولكن في الوقت الحالي يوجه نقد لترمب لأنه ليس لديه على مايبدو خطة للتعامل مع الوضع في سوريا، رغم قوله إن “المهمة تم إنجازها” تعليقاً على الضربة الأميركية الأخيرة التي وجهها لقوات الأسد رداً على الهجوم الكيماوي، بينما هو مصمم على الانسحاب.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في نوفمبر/تشرين الثاني “إننا سوف نتأكد من وضع شروط الحل الدبلوماسي” للنزاع المدني “وليس خوض الحرب ثم تمني التوفيق للبقية”، في إشارة إلى عدم التخلي عن حلفاء واشنطن.
ولكن يبدو أن ترمب قد استهان بذلك الهدف خلال الأسابيع الأخيرة حينما أعلن – وسط دهشة العديد من مسؤولي الإدارة – عن خطط لانسحاب القوات الأميركية بمجرد هزيمة آخر قوات المعارضة المتبقية.
وفي مقابل ذلك، طلب ترمب من الشركاء الإقليميين تقديم المساهمات العسكرية والمالية، وخاصة دول الخليج، إرسال القوات وتحمل تكاليف عمليات تحقيق الاستقرار.
وبينما ترغب دول الخليج في تقديم التمويل وترفض وقف انتشار القوات الأميركية، فقد أشار المسؤولون والخبراء بالمنطقة إلى أن خبراتهم وقدراتهم ضئيلة فيما يتعلق بتنفيذ مثل تلك العمليات.
تدخل ترمب بصفة شخصية لوقف تدابير معاقبة روسيا على دعمها لاستخدام الأسلحة الكيماوية من جانب الأسد، قلب الموازين.
إذ أن الرئيس الأميركي قوض بنفسه رغبته المعلنة في الضغط على روسيا للتوقف عن مساعدة الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية واقتراف الفظائع الأخرى، عندما قال البيت الأبيض مؤخراً إن نيكي هيلي، سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة، قد أخطأت حينما أعلنت عن عزم الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على موسكو.
يحتاج الكونغرس إلى الضغط لإصدار تشريعات تفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران، “بعد أن أبطل الرئيس شخصياً خطة إدارته لفرض عقوبات على روسيا جراء دعم الأسد”.
هذا ما قاله عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي إليوت أنغل من لجنة الشؤون الخارجية خلال جلسة استماع اللجنة يوم الأربعاء
وأضاف إنغل “عدم التماسك واضح للغاية. لست أنتظر، ولكني مازال عندي أمل في أن تضع لنا الإدارة خطة تستهدف إنهاء العنف وتؤدي إلى تيسير التحول السياسي وتساعد في التمهيد لمستقبل سوريا الذي لا يلعب به الأسد أي دور على الإطلاق”.
وتسيطر روسيا على المفاوضات الوحيدة القائمة بشأن المستقبل السياسي لسوريا، بينما وصلت محادثات جنيف التي تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى طريق مسدود منذ العام الماضي 2017.
“خلال الأيام والأسابيع المقبلة، سوف تهزم الولايات المتحدة وحلفاؤها تنظيم داعش وتدعم استقرار سوريا وتحد من انتشار النفوذ الإيراني الخبيث”، هذا ما قاله مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا ويس متشيل خلال شهادته أمام اللجنة.
ومع ذلك، لفتت صحيفة The Washington Post إلى أن متشيل أو مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد/ الذي يجلس إلى جواره، لم يذكرا الخطوات التي تمثل المسار لتحقيق تلك الأهداف.
أما مسؤولو حكومات بلدان الشرق الأوسط الذين يهتمون بالتوسع الإيراني. فخلال لقائهم بالمشرعين الأميركيين كانوا يتساءلون “هل سيسمح ذلك لإيران بتهديد الأردن وتهديد إسرائيل؟ هل يعني ذلك القضاء على استقلال لبنان، ماذا عن حلفاء الولايات المتحدة الآخرين بالمنطقة؟”، حسب رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكونغرس إدوارد رويس.
وتساءل رويس “ما هي الاستراتيجية؟ ما هي الاستراتيجية الأميركية، خاصة في سوريا؟”
.
م.عربي بوست
أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية التركية تقريرها الأخير حول حالة الطقس، حيث أشارت إلى أن…
تشهد تركيا حالة من الترقب بشأن زيادة الحد الأدنى للأجور ومعاشات المتقاعدين مع بداية العام…
تعرض الممثل التركي البارز إنجين آلتان دوزياتان٬ المعروف في الوطن العربي باسم "ارطغرل"٬ لعملية احتيال…
أفادت وسائل إعلام محلية عن تعليق حركة مرور السفن في مضيق البوسفور مؤقتاً في كلا…
أصدرت السلطات القضائية التركية حكماً بالسجن المؤبد المشدد ثلاث مرات على المدعو “كمال كوركماز”، بعد…
أكد وزير التجارة التركي، عمر بولاط، يوم السبت، أن بلاده ستسرع من محادثات اتفاقية التجارة…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.