لا يعتمد الأطباء على نتائج التحاليل أو العلامات المرضية العضوية الظاهرة مثل ضربات القلب وضغط الدم على المرضى فقط لتحديد نوع المرض الذي يعانون منه، بل يتم استخدام جميع الحواس الممكنة والتي من بينها حاسة الشم لتمييز وتحديد نوع المرض بشكل صحيح بنسبة 100%.
فهناك الكثير من أنواع الأمراض النفسية والعضوية التي تختلف درجات خطورتها، وتترك روائح مميزة وقوية تنبعث من الجسم تعد علامات تحذيرية على الإصابة .
عندما يصاب الإنسان بمرض السكري دون أن يعلم أو عند خروج المرض عن السيطرة لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الأنسولين لتخزين الجلوكوز لتفقد خلاياه القدرة على استخدام الجلوكوز، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فقدان القدرة على توليد الجسم بالطاقة عن طريق السكر المتمثل في الجلوكوز فيتم الاتجاه بشكل تلقائي إلى استغلال مخزون الدهون لصنع الطاقة لينتج مركب الكيتون كنتيجة طبيعية لتوليد الطاقة من الدهون .
وبعد عملية توليد الطاقة عن طريق تكسير الدهون تنبعث رائحة قوية من فم المريض تتشابه تماماً مع رائحة مزيل طلاء الأظافر “الأسيتون”، وهذا الأمر يعد دليلاً قاطعاً على الإصابة بالسكري إلى مرحلة قوية وغير مطمئنة .
والجدير بالذكر أنه يتم الآن تدريب الكلاب على تمييز تلك الرائحة لتنبيه أصحابها بأن الأمور لا تسير بشكل جيد في حال ما إذا كانوا يعانون من مرض السكري.
يعاني أصحاب داء البول القيقبي من اضطراب التمثيل الغذائي الذي يؤثر على قدرة المريض على كسر بعض الأحماض الأمينية مثل الفالين والليسين والآيسولوسين بشكل صحيح، وهو ما يجعل الجسم يطرد تلك الأحماض الأمينية من خلال البول لعدم قدرة الجسم على امتصاصها.
وتظهر أعراض مرض اضطراب التمثيل الغذائي من خلال رائحة البول الشبيهة بشكل كبير مع شراب القيقب المحلى والمشروبات السكرية بشكل غريب، بجانب ظهور بعد الأعراض الأخرى التي تتمثل في فقدان الوزن والإسهال والهلوسة .
ويعاني المصابون من اضطراب التمثيل الغذائي من خطر التعرض لتلف الدماغ والوفاة إذا تم إهمال معالجة المرض بأسرع وقت ممكن، ومن أهم الحلول التي يجب الانتباه إليها هو التحكم في كميات الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الأمينية .
8- الصداع النصفي
كشفت دراسة أجرتها جامعة بيتسبرغ أن الكلاب لديها قدرة كبيرة على اكتشاف والإحساس بالتغييرات التي تطرأ على صحة أصحابها، وهو ما ظهر جلياً لردات فعل الكلاب تجاه أصحابها الذين يعانون من الصداع النصفي .
ولقد وجدت الدراسة أن الكلاب لديها قدرات غريبة على اكتشاف بداية ظهور الصداع النصفي على أصحابها؛ حيث تبدأ الكلاب بالنباح والدوران حول أصحابها وهز ذيلها بشكل عنيف قبل شعور أصحابها بأعراض ونوبات الصداع النصفي، وهو ما جعل الكلاب بمثابة نظام إنذار مبكر بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الصداع النصفي، وهو ما يساعد على التقليل من أوجاع نوبات الصداع النصفي أو تجنب حدوثه.
7- التسمم بالزرنيخ
الزرنيخ هو مادة كيميائية استخدمت منذ مئات السنين سواء لتسميم طلقات الرصاص في الحروب، أو لاستخدامها في المبيدات الحشرية وحتى مع تطور الحياة من الوارد جداً أن يصاب الإنسان خاصةً في الدول النامية بالتسمم من الزرنيخ بسبب الكثير من العوامل مثل تسمم المياه.
وعلى مر العصور تم استخدم الزرنيخ لتسميم الملوك والأباطرة، وقتل خيول السباق الحائزة على جوائز لأغراض تنافسية، وتظهر أعراض التسمم بالزرنيخ على البشر واضحة من خلال القيء وآلام البطن والتهاب الدماغ والإسهال الدموي والموت في نهاية الأمر.
وبعد الوفاة تنبعث رائحة من جسد الضحية تتشابه كثيراً مع رائحة الثوم، وهو الأمر الذي جعل العلماء يدرسون العلاقة بين الثوم والتسمم بالزرنيخ ليجدوا في نهاية الأمر أن الثوم قد يكون قادراً على محاربة آثار التسمم بالزرنيخ.
والجدير بالذكر أن سم السيانيد أيضاً يتسبب بإطلاق رائحة تماثل رائحة اللوز من جسد الضحية بعد الوفاة.
6- الفينل كيتون يوريا
في بعض المشروبات الغازية المخصصة للحمية تتم كتابة جملة تحذيرية على بعض الأنواع تفيد بأن هذا المنتج يحتوي على الفينيل ألانين، وذلك حتى لا يتناول مرضى الفينل كيتون يوريا هذا المنتج لخطورته على صحتهم .
ويعد مرض الفينل كيتون يوريا اضطراباً وراثياً لا يستطيع المصاب به كسر حمض فينيل ألانين والمواد الغذائية أو المشروبات التي تحتوي على محليات الأسبارتام الاصطناعية.
وتظهر أعراض الإصابة بهذا المرض الخطير الذي تم اكتشافه عام 1934 والذي يؤدي إهماله إلى الإصابة بالتأخر العقلي في رائحة البول التي لا تطاق، والتي تتشابه برائحة الحيوانات النافقة .
5- حمى التيفود
أشارت مقالة طبية نشرت في عام 1976 إلى انبعاث رائحة تشبه إلى حد بعيد رائحة الخبز الطازج من أجساد مرضى حمى التيفود كعلامة قوية على الإصابة بالمرض .
وتعد حمى التيفود عدوى بكتيرية تتسبب بها بكتريا السالمونيلا، وقد تختلف أعراضها ما بين المعتدلة إلى الشديدة تشمل قائمة أعراض المرض عدة علامات مثل بداية متدرجة من ارتفاع درجة الحرارة والضعف وآلام البطن والإمساك والطفح الجلدي الوردي اللون.
وعلى الرغم من أن التيفود ليس مرضاً شائعاً جداً في العالم المتقدم، ولكنه لا يزال شائعاً في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي والنظافة.
ولسوء الحظ أصبحت السلالات أكثر مقاومة للمضادات الحيوية من نظيرتها البدائية، وهو ما يجعل وقت الشفاء من المرض أطول من السابق.
4- مرض الخدار
هو مرض يجعل المصاب به يشعر بالنعاس المفرط وينام في أوقات غريبة وتشمل أعراض الإصابة بالمرض الكثير من العلامات مثل الهلوسة والتصلب أثناء النوم وفقدان التحكم في حركة الجسم .
ويحدث مرض الخدار بسبب فقدان مادة كيميائية في الدماغ تسمى hypocretin وهو ما يصيب منطقة الـ Hypocretin وهي المنطقة المسؤولة عن الشهية واليقظة في الدماغ بالضرر.
وينبعث من أجسام المرضى رائحة مميزة تستطيع الكلاب تمييزها قبل دخول المريض في نوبات مرض الخدار بعدة دقائق كافية، فتقوم الكلاب المدربة جيداً بتنبيه صاحبها إلى تناول الدواء واصطحابه إلى مكان آمن في حال ما إذا هاجمت الأعراض المريض في الشارع وأيضاً تقوم الكلاب باستخدام أجسادها كوسادة ليسقط عليها المريض عن حالات الضرورة القصوى.
3- الالتهابات البكتيرية
الزائفة إيروجينوزا أو الـ Pseudomonas aeruginosa وهي من أنواع البكتيريا التي تتواجد داخل المستشفيات، وتعد من أنواع العدوى الشائعة لدى مرضى السكري، أو التليف الكيسي، أو مرضى الحروق، أو متعاطي المخدرات وقد تؤدي الإصابة بالالتهابات بكتيريا الزائفة إيروجينوزا إلى مضاعفات خطرة إذا أهمل المريض علاجها.
وتفوح من أجسام مرضى بكتيريا الزائقة إيروجينوزا رائحة العنب، ولكنها ليست البكتيريا الوحيدة التي تتسبب بانبعاث رائحة من أجسام مرضاها، فبكتيريا الـE. coli التي تنتج بسسب التسمم الغذائي تتسبب برائحة تتشابه النباتات على المصابين بها، كما أن بكتيريا الـ Eikenella corrodens برائحة تتشابه مع دهانات التبييض، بينما تنبعث رائحة الكراميل أو الحلوى من أجساد المصابين بالبكتريا العقدية.
2- انفصام في الشخصية
في عام 1960بدأت الممرضات التعليق على رائحة غريبة المنبثقة من الجزء الخلفي من أحد مستشفيات الصحة العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ليبدأ الباحثون رحلة اكتشاف هذا اللغز.
ولقد توصل الباحثون إلى أن الرائحة، والتي تشبه رائحة حيوان الظبي التي تفوح من أجساد مرضى انفصام الشخصية خاصةً أولئك الذين يمتلكون قططاً في منازلهم ليست بسبب إهمال العناية بالنظافة الشخصية، أو الاستحمام بل تركيب عرق المصابين بالمرض والذي يحتوي على مادة 3-ميثيل-2-هكسينويك (TMHA) المسؤولة عن تلك الرائحة بحسب ما وتوصل له الباحث سميث وسيينز.
ومنذ عام 2005 لم يقدم العلم أي أدلة أو إثباتات جديدة على التغييرات البيولوجية التي تصيب مرضى انفصام الشخصية، والتي تجعل أجسامهم تتميز بروائح غريبة.
1- مرض الشلل الرعاش
لاحظت امرأة تدعى ميلن تغيراً كبيراً على رائحة أنفاس زوجها المصاب بمرض الشلل الرعاش الذي يحدث نتيجة اضطراب تنكسي عصبي ناتج عن فقدان الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين، وهو ما يؤدي إلى بطء الحركة ومشاكل المشي في المرضى .
ومع عدم قدرة العلم حتى الآن على التوصل إلى علاج لمرض الشلل الرعاش ترى الدكتورة كوناث والباحثة بيرديتا أن انبعاث الروائح من مرضى الشلل الرعاش من الأمور التي لا تزال تحت الدراسة حتى الآن.
– وفي نهاية الموضوع يرى الأطباء أيضاً أن الكلاب تمتلك قدرات مذهلة على اكتشاف الأمراض مثل مرض السرطان، ففي عام 1989 تم تسجيل حالة لامرأة ساعدها كلبها الأليف على اكتشاف أحد الشامات على ساقها بعد قيامه بشم ساقها وتحديداً في المنطقة التي تنمو فيها الشامة لتكتشف بعد ذلك عند مراجعة الأطباء بإصابتها بسرطان الجلد في مراحله الأولية.
ويظن الأطباء أن هناك مركبات وروائح عطرية تطلقها الأورام السرطانية، وتستطيع الكلاب اكتشافها وتمييزها؛ لتنذر أصحابها بأن هناك أمراً غير جيد يتعرضون له .