أعطى الرئيس رجب طيب اردوغان رسائل مهمة جدا لنواب حزب العدالة والتنمية في اول اجتماع عقده معهم بعد قرار الانتخابات المبكرة. وفي ضوء العملية الانتخابية التي ستجري فسأشارك اردوغان رسائله.
استهل الرئيس كلمته اليوم بتقديم إيجاز عن سبب وكيفية اتخاذ قرار تبكير الانتخابات، وفي إشارة لتصريحات زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي عن تبكير الانتخابات، قال أردوغان “لقد قلت في اجتماعاتي ذلك اليوم في ثلاث أماكن مختلفة إن الانتخابات ستجري في وقتها”.
وأكمل أردوغان قائلا: “وبعد تصريح السيد دولت، قمنا بالاجتماع مع مؤسساتنا المسؤولة، وقررنا انه ليس من الصواب تمديد فترة هذا العمل أكثر من ذلك، كان افضل موعد هو 24 يونيو، ولهذا فقد كان من الجيد اننا انهينا جزءا كبيرا من مؤتمراتنا. حيث اننا وبسبب هذه المؤتمرات سافرنا حول تركيا، وهذا كان مناسبا تماما لحالتنا هذه”.
حقائق الانتخابات المبكرة
أول هذه الحقائق كان الدافع الاقتصادي: الغموض لا يناسب الاقتصاد، لقد اتخذنا قرارا بإجراء انتخابات مبكرة لكي لا نسمح للغموض بان يلف الاقتصاد ولكي نريح الاسواق قليلا.
وثاني هذه الحقائق التطورات في المنطقة وخصوصا في سوريا: في خضم ما تعيشه المنطقة من تطورات متلاحقة، فإن الشكوك تحيط بمستقبل المنطقة.
والحقيقة الثالثة هي وضع النظام في مكانه الصحيح: يوجد نظام جديد فرض نفسه بعد الاستفتاء ولكننا ما زلنا نقوم بإدارة البلاد بالنظام القديم، وبالفعل فقد بدأت مشاكل التعامل مع النظام القديم بالظهور. كان هناك عوائق في النظام القديم على الرغم من انها لم تكن عوائق خطيرة ولكن كان علينا ان نجعل النظام مناسبا للحالة الفعلية.
يجب علينا حماية 1 نوفمبر
الرئيس ليس متمسكا كثيرا في الماضي، وبعد ان قام بشرح موجز لسبب اتخاذ قرار الانتخابات المبكرة، قدم المزيد من الاهداف للانتخابات، منبها أنه لن يكون تقليص في صلاحيات مجلس النواب كما يقول البعض، عند تمرير النظام الرئاسي.
ومضى الرئيس في التأكيد على أن مجلس النواب سيكون له اهمية كبيرة في النظام الجديد، وقال:” في النظام الجديد يتم فصل السلطات التشريعية و التنفيذية بشكل صارم، ولكن لن يكون هناك الغاء لسلطات النواب، بل بالعكس، يجب علينا ان نكون اقوياء في المجلس، فلكي يعمل النظام الرئاسي بشكل جيد سيكون هناك الكثير من الحمل على النواب في الفترة القادمة، نحن بحاجة للحفاظ على تفوقنا في البرلمان، نحن بحاجة لحماية مكاننا في انتخابات 1 نوفمبر”.
الذين لم يدخلوا ضمن القائمة لا يحزنوا
ووجه أردوغان حديثه للنواب قائلا: “سنتخذ قرار الانتخابات فورا من البرلمان، ستعملون بجد، وسنعمل نحن ايضا بجد، ومن كان لديه برامج في خارج البلاد يجب عليه الغاءها”.
ومن الطبيعي أن تضم القوائم الجديدة للانتخابات نوابا ويخرج منها آخرون، وفي حديثه ذكر اردوغان هذه النقطة، قائلا:”قد يدخل نواب جدد على القائمة وقد يخرج منها نواب، وقد يكون هناك تغييرات في نواب البرلمان، ولكن لا يجب ان يحزن أحد٬ وليبدأ الجميع في العمل ولا يقول أحد إن لم أكن في القائمة فلن يكون هناك حزب العدالة والتنمية”
وعند هذه النقطة، نفهم بأنه يعود للماضي ويقوم بإعطاء رسائل مهمة للمستقبل، لم يذكر الرئيس أسماء بعينها، ولكن يبدو وكأنه يشير للشخصيات القديمة التي لعبت دورا مهما في حزب العدالة والتنمية.
قال أردوغان “لقد رأيت أناسا يحملون فكر إن لم اكن انا سيغرق الجميع، هؤلاء قد حذفوا وذهبوا، ولكننا سنستمر بتفضيل اولئك الذين ينادون باستمرار مسيرتنا ويدعموها٬ مع ان لا احد يتذكر البعض منهم، برأيي هذا عمل عظيم “.
“حتى يومنا هذا لقد اكد لنا التاريخ مرات عديدة ان اصدقائنا الذين يسيرون على الطريق الصحيح هم الاشخاص المناسبين، وحتى يومنا هذا كل الاصدقاء الذين كانوا على الطريق الخاطئ نزلوا في اول محطة، او اننا نحن من قام بإنزالهم في المحطة ” كما قال الرئيس.
إذا لمن هذه الرسالة ؟
وفي جزء من خطاب الرئيس اردوغان يقول:”يجب دفن هذا الحزب بصناديق الاقتراع” . من يكون هذا الحزب. هل من الممكن ان يكون حزب “ايييه”، ولكن اردوغان لم يلفظ اسم الحزب في اي من خطاباته ابدا. اذا كنتم متشوقين لمعرفة عن اي حزب تحدث، فإن اسم هذا الحزب ظهر في جملة لاحقة من خطابه.
وخلال افطار مع اعضاء البرلمان التركي يقوم اردوغان بتحليلات مكثفة حول الانتخابات في جنوب شرق البلاد، لم يقوم بذكر اسم حزب HDP وبدلا من ذلك وصفه بأنه “طرف لا يستطيع كسر روابطه بالإرهاب”.
وقال الرئيس في حديثه: “لدينا خدماتنا في الجنوب الشرقي، قامت المنظمات بعمل جيد هناك، وعلاوة على ذلك نجاحنا في حربنا ضد الارهاب هناك، إن كوادرنا في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من البلاد يجب ان تعمل بشكل كبير، يجب علينا دفن هذا الحزب الذي لا يريد ان يقطع صلته بالارهاب من خلال صناديق الاقتراع”.
وخلال ذكره لحزب الشعب الجمهوري في التقييمات الأخيرة، قال: “سيزداد وضع حزب الشعب الجمهوري سوءا بعد الانتخابات، سوف يصبح حزبا اكثر هامشية”.
وفي نهاية حديثة اضاف جملة مثيرة للاهتمام حول قوائم الانتخابات قال فيها :”لن نضم بارونات سياسيين ولا سماسرة سياسيين”.. ولتفهموها كيف أردتم.
ترجمة وتحرير تركيا الان
عبد القادر سيلفي – حرييت