قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتشارك مع مواطنيها الأرمن أوجاع الماضي، مشدداً بالقول “إن تقاسمنا تلك الأوجاع (هو) مؤشر على الموقف الوجداني والأخلاقي للشعب التركي”.
وأضاف أردوغان في رسالة إلى البطريركية الأرمنية باسطنبول، خلال قداس على أرواح الأرمن العثمانيين الذين سقطوا إبان الحرب العالمية الأولى: “أطلب منكم عدم إتاحة الفرصة بعد الآن لمن يسعون لتحريف ماضينا المشترك بغية خلق الكراهية والخصومة من التاريخ، كما عهدناكم حتى اليوم”.
ووفق بيان صادر عن المركز الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أعرب أردوغان عن تعازيه لأبناء وأحفاد الأرمن العثمانيين الذين فقدوا حياتهم خلال الظروف الصعبة أثناء الحرب العالمية الأولى.
كما تمنّى الرحمة من الله، من أجل ملايين المواطنيين العثمانيين، الذين لقوا حتفهم جراء الأوبئة والهجرات والمعارك والاشتباكات، خلال الفترة المذكورة.
وتابع أردوغان: “نحن على مدار التاريخ، كنّا أمة تتقاسم الآلام ولا تفرق بين بعضها”.
ويطلق الأرمن عادةً، عبر جماعات ضغط في مختلف دول العالم، دعوات إلى “تجريم” تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تعرّض أرمن الأناضول لعملية “إبادة” على يد الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى (1914- 1918).
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة “الإبادة الجماعية” على تلك الأحداث، وتصفها بـ “المأساة” لكلا الطرفين، مبينةً أن ما حدث كان “تهجيرًا احترازيًا” ضمن أراضي الدولة العثمانية، بسبب عمالة عصابات أرمنية للجيش الروسي.
كما تدعو أنقرة إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات والمصالح السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة”، الذي يعني التخلي عن أية نظرة أحادية الجانب للتاريخ، وأن يتفهم كل طرف ما عاشه الآخر.
.
الاناضول