إحصائيات صادمة حول عدد السكان والمواليد الجدد في العالم!

 

“ألف مبروك”، 250 طفلاً يولدون في الدقيقة! ولو استمرت الولادات بهذا المعدل، آخذين بعين الاعتبار من الجهة الأخرى من المعادلة تراجع الوفيات، فإننا سنصبح 11 مليار نسمة في أواخر هذا القرن.

بطبيعة الحال، لا يمكن تحديد رقم بعينه، فكل الأرقام الموجودة مجرد تقديرات، غير أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن عدد سكان العالم كان مليار شخص عام 1800، و2 مليار عام 1927، ثم 5 مليارات عام 1987. أما اليوم، فالعدد يزيد بقليل على 7.5 مليار شخص.

ومن المُقرَّر أن تصدر الأرقام الجديدة عن الأمم المتحدة في يونيو/حزيران 2018، علماً أن عدد المواليد عالمياً يزيد على 130 مليون شخص .

تقوم معظم الحكومات المحلية بتسجيل تعدادات السكان الخاصة بها؛ وتعد الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة والبنك الدولي الأكثر استخداماً على مستوى العالم.

أي المناطق تشهد أسرع وأبطأ نمو سكاني؟

صحيفة The Guardian نشرت في تقرير مفصل، أن أعلى نسب للزيادة السكانية سُجِّلَت في إفريقيا وآسيا، حيث ستشهد هذه المنطقة وجود 15 دولة من بين أكثر الدول العشرين المكتظة بالسكان مع حلول عام 2050، وهو العام الذي سيزيد فيه عدد النيجيريين على عدد الأميركيين.

ومن المُتوقَّع أنه بحلول عام 2100 سيكون ثلث سكان العالم، الذين سيبلغ عددهم ما يقرب من 4 مليارات شخص، من الأفارقة.

على الطرف الآخر من الميزان، شهد النمو السكاني جموداً؛ بل وربما انخفاضاً، في أجزاء أوروبا الغربية واليابان وروسيا.

هل هذه الأرقام مستدامة؟

سؤالٌ معقد؛ فالخبراء مثل باول إرليخ يجادلون بأن عدد سكان العالم تجاوز المستويات المثالية منذ زمن طويل.

ويعتقد البعض أن مجرد الجدل حول الزيادة السكانية أمرٌ محل خلاف؛ إذ يميل دائماً إلى لوم الأجزاء الأكثر فقراً من العالم، التي تشهد معدلات نمو سكاني كبيرة، وليس إلى المناطق الغنية التي تستخدم نسباً مجحفةً من الموارد.

ما الأمور المؤثرة في الخصوبة؟

أهم هذه العوامل تمكين المرأة، والرفاه ووضع الأطفال، والتغيرات التكنولوجية والاقتصادية، والفرص المتوافرة لتنظيم الأسرة.

ومن بين أكثر المؤشرات أهمية بالنسبة لعدد الأطفال لدى كل أسرة، مستوى التعليم في المجتمع، وخصوصاً تعليم النساء.

ويعد متوسط معدل الخصوبة العالمي أقل بقليل من 2.5 طفل لكل امرأة اليوم. وانخفض معدل الخصوبة العالمي إلى النصف على مدار الأعوام الخمسين الأخيرة.

في السابق، كان من المعتاد أن ترى معدل الخصوبة 4.5 إلى 7 أطفال للمرأة الواحدة. وفي ذلك الوقت، ظل النمو السكاني منخفضاً؛ بسبب ارتفاع معدلات الوفيات في أوساط الشباب، وما إن شهد معدل الوفيات ثباتاً حتى انخفضت معدلات الخصوبة لتصل إلى طفلين للمرأة الواحدة.

ويستخدم عدد قياسي من النساء وسائل منع الحمل هذه الأيام. وتُظهر الأرقام الصادرة عن إدارة الشؤون الاجتماعية والاقتصادية في الأمم المتحدة (ديسا) أن 64% من النساء استخدمن طرقاً حديثة أو تقليدية لمنع الحمل عام 2015، وهي زيادةٌ كبيرة عن النسبة التي كانت تبلغ 36% عام 1970.
وتعد نسبة النساء اللائي يستخدمن حبوب منع الحمل بإفريقيا هي الأقل في العالم. وعلى الرغم من ذلك، شهدت بعض الدول الإفريقية أعلى قفزات في استخدام وسائل منع الحمل على مدار السنوات الأربعين الماضية، ويتوقع أن تحصد أعظم الفوائد لذلك خلال الأعوام الخمسين المقبلة.

وفي موريشيوس، دفع النمو السكاني السريع في أوائل ستينيات القرن العشرين، الحكومة إلى إطلاق برنامج لتنظيم الأسرة؛ وتفخر البلاد الآن بأنها الأعلى في معدلات تنظيم الأسرة على مستوى القارة (75.5%).

إذا كانت معدلات المواليد تهبط حتى اليوم، فلماذا لا تزال الزيادة السكانية سريعة؟

بطبيعة الحال، لا تمثل الزيادة السكانية سوى جزء من المعادلة. فالناس يعيشون حياةً أطول، أطول بكثير في بعض أجزاء العالم. ويموت نحو 55 مليون شخص كل عام، وهو ما يعني نصف عدد المواليد.

وانخفض عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى صورة غير مسبوقة: فهي في الوقت الراهن نصف ما كانت عليه عام 1990.

ولا تزال فرصة الطفل في البقاء على قيد الحياة تختلف بصورةٍ شاسعةٍ حسب المكان الذي وُلِدَ فيه.

اقرأ أيضا

وتسجل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أعلى معدلات وفيات في أوساط الأطفال دون الخامسة؛ إذ يموت 79 طفلاً من بين كل 1000 طفل مولود.

ويقابل هذه النسبة 6 أطفال من بين كل 1000 طفل مولود في أوروبا وأميركا الشمالية، و4 من بين كل 1000 طفل مولود بأستراليا ونيوزيلندا.

في الوقت نفسه، يعد متوسط العمر المُتوقَّع أعلى من 80 عاماً في 30 دولة، وأعلى من 70 عاماً بأكثر من 100 دولة.

إذن ما العائد الديموغرافي؟

يمكن للدول التي تنجح بالفعل في خفض معدلات الخصوبة، أن تستفيد من العائد الديموغرافي، حيث يبلغ عدد الأشخاص العاملين أكثر من عدد الأطفال المعالين.

وأينما انخفضت معدلات الخصوبة انخفاضاً سريعاً، قل نمو السكان الشباب بسرعة وبات لدى الاقتصاد فرصة للازدهار؛ بسبب ارتفاع عدد العاملين مقابل الطفل الواحد.

هذا ما حدث في بعض دول شرق آسيا، مثل كوريا الجنوبية وتايوان، في سبعينيات القرن العشرين. وتستفيد في الوقت الراهن دولٌ مثل الهند والصين من وجود عائد ديموغرافي.

ومن بين تبعات انخفاض وفيات الأطفال واستمرار ارتفاع معدلات الخصوبة، حدوث “طفرة بأعداد الشباب”. وفي إفريقيا، يوجد عددٌ متزايد من الأشخاص المتعلمين الذين لا يجدون وظائف تلائمهم؛ مما أدى إلى معدل مرتفع في البطالة بأوساط الشباب.

ويقدم السكان الشباب الكثير من الفرص الواعدة للتنمية بأي بلد، ولكن هذا لا يحدث إلا في حالة استغلال مواهبهم عن طريق الاستثمار فيها.

ألا يعد انخفاض السكان في الغرب مشكلة؟

من بين المشكلات الديموغرافية العالمية، شيخوخة السكان في الدول المتقدمة مثل اليابان وألمانيا. وفي دول متنوعة مثل بنغلاديش وكمبوديا ومنغوليا وفيتنام، من المُتوقَّع أن يتضاعف عدد السكان ممن هم فوق الستين إلى 3 أضعاف بحلول عام 2050.

وسيزيد عدد السكان الذين يتخطون الستين هذا العام (2018) على مليار شخص للمرة الأولى. وبحلول عام 2050، من المُتوقَّع أن يبلغ العدد ملياري شخص. وهذا يثير سؤالاً هو: من يسدد احتياجات هذا العدد؟

ويمكن أن تعني معدلات المواليد المنخفضة دخول عددٍ أقل من العمال الشباب إلى القوى العاملة، بينما ترتفع تكاليف الرعاية الصحية والاجتماعية للسكان المتقدمين في العمر.

غير أن شيخوخة السكان يمكن أن تكون مدعاة للاحتفاء. فهي تعني أن التنمية مرت على هذه الدول.

رعاية صحية يعني إنتاج أكثر من كبار السن

وإذا ما خططت الدولة لإحداث نقلة، فإن بوسعها أن ترى مزايا ذلك؛ في اليابان -على سبيل المثال- كان إدخال التغطية الصحية الشاملة توفيراً لمزيد من العلاج لارتفاع ضغط الدم، وهو ما يعني انخفاض نسبة الإصابة بجلطات وزيادة إنتاجية العمال.

وفي حال فكرت دول العالم في إعادة تصميم أنظمة المعاشات لديها وتقديم عقود عمل مرنٍ بعد سن المعاش، يمكن للمزيد من الأفراد الناضجين من المجتمع أن يحصلوا، ليس فقط على عمر متوقع أعلى؛ بل أيضاً على صحة أفضل في شيخوختهم.

ورفعُ سن التقاعد يجب ألا يعني بالضرورة شح الفرص المتوافرة للشباب؛ بل إن عمل الكبار في السن يمكن أن يزيد إجمالي الناتج المحلي وتوليد مزيد من الطلب للعمال الشباب.

وأين العرب من هذه الأرقام؟

450 مليون نسمة هو آخر رقم مسجل عن عدد السكان الناطقين بالعربية، وذلك في عام 2011. أكثرهم بمصر وأقلهم في جيبوتي، علماً أن معدل الولادة انخفض منذ خمسينيات القرن الماضي إلى أقل من النصف، وفق أرقام البنك الدولي.

ولتفقّد عدد السكان لحظة بلحظة، يمكن زيارة هذا الموقع، الذي يرصد لحظة بلحظةٍ المواليد المسجلة. ولو أمضيت دقيقتين في قراءة المادة، فهذا يعني أنك عايشت ولادة 500 طفل جديد ما بين الكلمة الأولى والأخيرة!

 

 

 

 

 

.

م.عربي بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.