قالت المديرة الإقليمية لأوروبا في منظمة الصحة العالمية، سوزانا جاكوب، إن تركيا تشكل نموذجاً في مجال الطب التقليدي والتكميلي، ودمجهما بالطب الحديث، وأنها ستتطرق إلى التجربة التركية ودولاً أخرى بهذا المجال في أوروبا.
جاء ذلك في تصريح على هامش مشاركتها في المؤتمر الأول للطب التقليدي والتكميلي، المنعقد بمدينة إسطنبول التركية في الفترة بين 19-22 أبريل/ نيسان الجاري، برعاية من رئاسة الجمهورية التركية، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وجامعة العلوم الصحية ووزارة الصحة التركيتين.
وأشادت جاكوب بجهود تركيا في تنظيمها مؤتمراً كهذا، وعدّته عملاً كبيراً وناجحاً بالنسبة لها.
وأوضحت أنها تتابع النجاحات التركية في مجال الطب التقليدي والتكميلي ودمجهما بالطب الحديث، مبينة أن هذا تطور هام لصالح الإنسانية.
ورحبت بدعم تركيا لهذا المجال من خلال الفعاليات التي تقيمها لاسيما المبادرة التي تتبناها أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي حول الطب التقليدي والتكميلي.
ونوّهت إلى وجوب النظر إلى الأمر بنظرة بحثية، وإقامة مراكز علمية متخصصة بهذا الشأن، معربة عن دعمها الكامل لخطوات كهذه.
وأفادت مسؤولة الصحة العالمية، أنها استخلصت من هذا المؤتمر الكثير من الرسائل الهامة، وأنها ستنقل هذه الرسائل إلى العالم الأوروبي فور عودتها.
وأردفت “هناك العديد من الأنشطة الشبيهة بهذه (في إشارة إلى المؤتمر) في دول أوروبية مثل ألمانيا، والنمسا، والمجر، إلا أنها على مستوى الأفراد أو المؤسسات الصغيرة، لم تصل لهذا النطاق الواسع، وأنا بصفتي كمنسقة إقليمية لأوروبا في منظمةالصحة العالمية، أشيد بذلك وأعتبرها رسالة هامة من تركيا”.
وبينت جاكوب أنها ستناقش مع وحدة الأنظمة الصحية لدى المنظمة التابعة لها، كيفية الدمج وتأمين التكامل بين أنظمة الطب التقليدي والحديث، وكيفية تنفيذ مبادرات وإقامة فعاليات كالتي حضرتها في تركيا.
وحول “اتفاقية التعاون الفني” التي وقعتها منظمتها مع وزارة الصحة التركية، أوضحت جاكوب أن الاتفاقية ولقاءاتها مع وزير الصحة التركي أحمد دميرجان، كانت مفيدة وبناءة جداً، مبينة أن الاتفاقية ستكون جارية حتى نهاية عام 2019.
وعبرت جاكوب عن إعجابها بالإنجازات التركية في المجال الصحي، وأبرزها زيادة متوسط العمر المتوقع للفرد، والحد من نسبة وفيات الأمهات والأطفال، على حد قولها.
وأشارت أنها تطرقت خلال لقائها مع وزير الصحة التركي، لمواضيع أخرى مثل التأمين الصحي العام، ومواجهة لوبيات التبغ، واللقاحات المقدمة للاجئين.
وفيما يخص التأمين الصحي العام، قالت جاكوب إن تركيا حققت الهدف المحدد، وأن منظمتها ستستفيد من التجربة التركية في هذا المجال.
وأضافت أنهم يتابعون ما تقوم به تركيا فيما يتعلق باللاجئين، وأن هناك أنشطة مشتركة بين المنظمة وأنقرة حول الأمراض التي يمكن الوقاية منها عبر اللقاح، نظرا لتجربة الأخيرة في هذا الخصوص، كونها استضافت وما تزال منذ أعوام، ملايين اللاجئين على أراضيها.
ولفتت جاكوب أنها تحدثت مع الوزير التركي حول خطورة الأمراض المزمنة غير المعدية، وما تشكله من تهديد للصحة العامة.
وأوضحت أن كل 9 أشخاص من بين 10 في أوروبا، يتوفون نتيجة إصابتهم بأمراض مزمنة غير معدية، وأن الأرقام حول هذا في تركيا شبيهة نوعاً ما، مشيرة إلى وجوب القيام بأنشطة وبحوث مشتركة حول أسباب هذه الأمراض، وسبل مكافحتها.
وتابعت قائلة “من أهم ما يمكن القيام به في هذا المجال، هو ممارسة الرقابة اللازمة على منتجات التبغ. وهنا أحيي تركيا لإظهارها الإرادة السياسية الصارمة ضد لوبيات التبغ. وقد نالت مساعيها في هذا الشأن دعم منظمة الصحة العالمية، وهذا نجاح هام بحد ذاته بالنسبة لها”.
وإلى جانب هذا، أفادت مسؤولة الصحة العالمية، أن هناك تعاون مستمر بين المنظمة وتركيا في العديد من المجالات الأخرى، وبالأخص حول العدالة والقضاء على عدم المساواة في الصحة.
كما تطرق الجانبان إلى مواضيع أخرى مثل الوقاية من فيروس العوز المناعي، والسل، ومقاومة مضادات الميكروبات، وتحديد كمية المضادات في الوصفات الطبية.
واختتمت جاكوب حديثها بالتنويه إلى ضرورة إنشاء تعاون في جميع المجالات السابقة، وعدم الاكتفاء بدعم أنشطة (المؤتمر)، بل المساهمة في تحقيق أهداف النمو المستدام من الناحية الصحية أيضاً..
.
الاناضول