يتجه البنك الإسلامي للتنمية إلى زيادة دعمه لتركيا، في خطوة تستهدف مزيدا من التمويلات بعدما وصل إجمالي المشروعات التي أمن تمويلها إلى 483 مشروعاً، بقيمة 11.2 مليار دولار حتى اليوم.
وقال بندر حجار، رئيس البنك على هامش مشاركته في قمة المصدرين والمستثمرين بولاية إزميرالتركية (26 – 27 أبريل): التمويلات توزعت بواقع 6.7 مليارات دولار لمجال التجارة، و3.8 مليارات دولار لتمويل المشاريع، وقرابة 737 مليون دولار للقطاع الخاص، وأكثر من 700 مليون دولار للطاقة المتجددة.
وتابع: نتجه لزيادة دعمنا لتركيا، من خلال مزيد من التمويلات لتطوير قطاعات الطاقة والمواصلات والصحة والتجارة والتمويل الإسلامي، وأيضا والقطاع الخاص.
ويسعى البنك -وهو رافد أساسي للتمويلات في الدول الإسلامية- إلى زيادة دوره التنموي، عبر إكساب المشاريع التي يمولها المزيد من الاستدامة.
** علاقات قوية
“حجار” قال إن هناك علاقات قوية بين تركيا والبنك الإسلامي، وستزداد قوة في الفترة القادمة، لا سيما وأن تركيا تأتي في المرتبة الرابعة من حيث الدول المستفيدة من تمويلات البنك الإسلامي للتنمية.
وأوضح أن دعم البنك لقطاع النقل والمواصلات في تركيا، سيرتكز على مشاريع القطارات فائقة السرعة والطرقات السريعة، إضافة إلى العمل على جعل تركيا مركز دعم لوجيستي بالمنطقة.
وأردف حجار: سيواصل البنك كذلك دعم برنامج التعاون بين القطاعين العام والخاص في المجال الصحي، إلى جانب دعم وتطوير مجال الأبحاث العلمية والتكنولوجية في تركيا.
** نمو متسارع
وقال رئيس البنك الإسلامي للتنمية، إن الاقتصاد التركي قائم على أسس متينة وقوية، ونجح في مقاومة التحديات الصعبة والمفاجئة.
وأضاف حجار: مؤخراً اتخذت الحكومة خطوات مهمة لتقليص وتيرة الفقر في البلاد، ونتوقع أن يواصل الاقتصاد وتيرة نموه المتسارعة، في ظل وجود مستثمر قوي ومناخ استثماري أمن.
وحققت تركيا نموا بنسبة 7.4 بالمائة في العام 2017، لتحتل بذلك المرتبة الأولى من حيث النمو بين دول مجموعة العشرين التي تمثل 85 بالمائة من الاقتصاد العالمي.
** اتفاقات تعاون
وفي سياق آخر، أكّد حجار على حاجة البنك لتأسيس علاقات تعاون متعددة الأطراف بهدف الوقوف في وجه الضغوطات العالمية.
وأشار إلى أن الميول الحمائية والانفصالية تشكل تهديدا كبيرا على الاقتصاد العالمي واقتصادات الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية.
ولفت إلى أن البنك يعطي الأولوية لتأسيس علاقات تعاون جديدة حيث يخطط لتوقيع اتفاقية تعاون مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) خلال العام الجاري.
** تمويل المشاريع
وقال إن البنك سيركز على تمويل احتياجات البنى التحتية في الدول الأعضاء ضمن صفوفه.
وتابع حجار: “البنك في حاجة إلى 150 مليار دولار سنويا لتمويل البنى التحتية في مجال الطاقة فقط في الدول الأعضاء”.
ويهدف البنك للمساهمة في عمليات التنمية والتقدم الاجتماعي في الدول الأعضاء والدول الإسلامية؛ إذ أنفق حتى اليوم 128 مليار دولار لدعم مشاريع التنمية في الدول الأعضاء.
وأنفق البنك نحو 1.4 مليار دولار لتمويل 25 مشروعاً جديداً، بين أعوام 2012 و2016 في مجالات مختلفة حول العالم.
** مكافحة الأمراض
وحول مشروع مكافحة فقدان النظر قال حجار: تركيا تعهدت بإجراء مليون عملية “ماء زرقاء” للمرضى في إفريقيا.. كان المشروع يهدف بداية لجمع 25 مليون دولار في سبيل إجراء 100 ألف عملية “ماء زرقاء”، وإجراء معاينات عيون لنحو مليون طفل أفريقي.
وتابع: إلا أن البنك نجح حتى الآن في جمع 250 مليون دولار، ستكون كافية لإجراء مليون ونصف المليون عملية لمصابين بالماء الزرقاء، أي ما يساوي 10 أضعاف الهدف المحدد”.
** تمويل إسلامي
وشدد حجار على أهمية نموذج التمويل الإسلامي في تقدم الدول المسلمة، مشيراً إلى أن البنك يستخدم الصكوك بشكل جيد في تمويل المشاريع التنموية الكبرى، وتشجيع التطور الاجتماعي الاقتصادي.
ودلل حجار على ذلك بمستشفى مانيسا (غرب تركيا) كمثال ناجحا لنموذج التمويل الإسلامي.
و”الإسلامي للتنمية” بنك متعدد الأطراف تابع لمنظمة التعاون الإسلامي، ومقره السعودية، أنشأ سنة 1973 وبدأ نشاطه فعلياً سنة 1975، من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لدوله الأعضاء والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء وفقاً للمبادئ المالية الإسلامية.
.
الاناضول