تتواصل في تركيا محاكمة رجل الدين الأمريكي، القس “أندرو كريغ برونسون” بتهمتي التجسس، وارتكاب جرائم باسم منظمتي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيتين.
وانعقدت، اليوم الإثنين، جلسة جديدة من جلسات محاكمة برونسون في ولاية إزمير جنوب غربي البلاد، بحضور المتهم وزوجته “نورين برونسون”، إضافة إلى مسؤولين في السفارة الأمريكية بأنقرة، ورجال دين مسيحيين.
وخلال الجلسة وعبر نظام تغيير الصوت والصورة، قدم الشاهد السري الملقب باسم “سرهات”، شهادته بخصوص برونسون، قال فيها، “بموجب اعتقادي الديني، كنت أذهب إلى كنيستي “ديريليش”، و”يني دوغوش” اللتين كان برونسون يعمل فيهما، وشهدت حدوث أعمال خارج القانون في الكنيستين”.
وأشار سرهات إلى أنه يحترم أصحاب الأفكار اليسارية، إلا أنه انزعج من كلام وسلوك بعض اليساريين والمتعاطفين مع حزب الشعوب الديمقراطي المعارض في الكنيستين.
وأضاف: “برونسون كان يدافع عن أولئك الأشخاص الذين يعربون عن حبهم للولايات المتحدة ويظهرون ذلك في الأناشيد التي كانوا يرددونها، كما كان يتم هنا الشرح عبر آيات من الإنجيل بأنه سيتم تأسيس دولة جديدة، وأن الاستعدادت للحرب قد تمت”.
وأوضح سرهات أن برونسون يريد تأسيس دولة كردية مسيحية عبر اطلاق حركة مسيحية، وقال: “كان يتم تزويج مرتادي الكنيسة من بعضهم البعض، إذ كان الهدف تشكيل كيان كبير، وكان هناك أحاديث عن أنشطة في ولاية شانلي أورفة جنوبي تركيا”.
وتطرق الشاهد السري إلى أنشطة برونسون في قضاء سوروج بشانلي أورفة. مشيرًا إلى إيواء مجموعة من السوريين المتعاطفين مع “بي كا كا” في منزل بسوروج.
ولفت سرهات إلى توزيع نسخ أنجيل على اللاجئين في المخيمات بسوروج على مدار أعوام، وذكر أنه سمع أحاديث عن جلب لاجئين اختيروا إلى إزمير، وعبر هذا الكيان يُرسلون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة أو كندا، حيث سمعت عن إعادة من يرغبون في القتال بصفوف تنظيم “ي ب ك”.
وأردف: “رغم تصوير ذلك على أنه مساعدة إنسانية إلا أني سمعت أنه من أجل تأسيس ما يسمى كردستان. طاقم برونسون يعرف جيدًا ما يقوم به على مدار 23 عامًا، ويرغبون في جعل بي كا كا منظمة دينية”.
وتابع قائلًا: “كان طاقم برونسون يزود الولايات المتحدة بإحداثيات أماكن رمي الأسلحة المرسلة لـ”بي كا كا/ ب ي د، وعرفت هذا عن طريق ابن دبلوماسيي يعمل منذ سنوات في السفارة الأمريكية”.
وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، تم اعتقال برونسون بتهمة ارتكاب جرائم باسم منظمتي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيتين.
وتضمنت لائحة الاتهام ضد برونسون، ارتكاب جرائم باسم “بي كا كا” و”غولن” تحت مظلة رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.
وأشارت اللائحة إلى أن برونسون كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديين رفيعين من “غولن” والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرض على الانفصالية، وتتضمن ثناءً على منظمتي “بي كا كا” و”غولن” في كنيسة “ديريلش” بإزمير.
ووجهت اللائحة لبرونسون تهمة إجراء دراسات ممنهجة في المناطق التي يقطنها الأكراد خصوصًا، وتأسيس “كنيسة المسيح الكردية” التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير، بحسب ما تضمنته لائحة الاتهام.
ولفتت اللائحة إلى العثور على صور ضمن مواد رقمية تخص برونسون تظهر حضور القس لاجتماعات لمنظمة “غولن”، وأخرى فيها رايات ترمز للمنظمة الانفصالية (بي كا كا).
وأكدت اللائحة توجه برونسون مرارًا إلى مدينة عين العرب “كوباني” شمالي سوريا التي ينشط فيها تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، وقضاء سوروج المحاذي لتلك المدينة السورية وذلك في إطار الاستراتيجية العامة لـ”بي كا كا”.
كما احتوت اللائحة على رسالة بعثها برونسون إلى أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين يعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز 2016، ورسالة كانت على هاتفه تقول، “كنا ننتظر وقوع أحداث تهز الأتراك، وتشكلت الظروف المطلوبة لعودة عيسى، ومحاولة الانقلاب صدمة، والكثير من الأتراك وثقوا بالعسكر كما السابق، وأعتقد أن الوضع سيزداد سوءًا، وفي النهاية نحن سنكسب”.
وشددت اللائحة أن أنشطة برونسون التي يقوم بها تحت غطاء كونه رجل دين لا تتوافق مع صفته كراهب.
.
الاناضول