أشاد عفيف ديمير كيران، نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” التركي الحاكم لشؤون العلاقات الخارجية، بالانتخابات البرلمانية، التي شهدها لبنان الأحد الماضي، وأعرب عن أمله في تشكيل الحكومة الجديدة “في أقرب وقت ممكن”.
وقال ديمير كيران، في مقابلة مع الأناضول: “توجهت بصفتي نائبًا لرئيس حزب العدالة والتنمية، المسؤول عن العلاقات الخارجية، مع صديقي فوزي شان ويردي (عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي)، إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، لمراقبة الانتخابات، بدعوة من رئيس (تيار) المستقبل (رئيس الحكومة)، سعد الحريري”.
وعن سير العملية الانتخابية، أجاب بأن “الانتخابات أسعدتنا كثيرا، إذ جرت في أجواء هادئة، ونأمل أن يجلب هذا الاستحقاق الانتخابي الخير للبنان وشعبه الشقيق”.
وأضاف: “ذهبنا إلى مراكز انتخابية (من أجل المراقبة)، وشاهدنا الناخبين يدلون بأصواتهم ويعبرون عن إرادتهم، لكن نسبة المشاركة ضعيفة، بينما كنت أتوقع أن تكون أعلى في بلد مثل لبنان به أحزاب سياسية كثيرة”.
واستطرد ديمير كيران: “كنت أتوقع نسبة مشاركة أعلى، لا سيما في العاصمة بيروت، التي تعتبر مركزًا لكافة الأحزاب؛ إذ بلغت نسبة المشاركة أقل من 50% (49.2%)، بينما مواطنونا (الأتراك) يذهبون إلى صناديق (الاقتراع) بأعداد أكبر”.
وتابع: “كنت أتوقع أن يظهر اللبنانيون مزيدًا من الحرص على التوجه إلى الصناديق، لاختيار نواب البرلمان الذين سيخدمونهم، لكن عامة جرت الانتخابات في أجواء ناضجة وهادئة، ونتمنى أن تكون فاتحة خير على البلاد”.
تحالفات سياسية
وتزخر الساحة السياسية اللبنانية بتحالفات عديدة، ومتغيرة أحيانا، وهو ما ظهر بوضوح في انتخابات الأحد، عبر 15 دائرة انتخابية.
وقال ديمير كيران إن “مثل هذه التحالفات تضفي مزيدًا من الأهمية على الانتخابات، فالتحالفات تجعل الناخبين في أريحية عند التفضيل بين هذا أو ذاك. والمجتمع اللبناني متعدد الأديان والمذاهب”.
وتأجلت الانتخابات البرلمانية في لبنان أكثر من مرة، وتم التمديد للبرلمان، جراء خلافات بين الفرقاء حول سن قانون انتخاب جديد.
وأردف أن “هذه أول انتخابات يشهدها لبنان منذ تسع سنوات (وهي فترة شهدت حالة من الشلل السياسي)، وقد أجريت وفق القانون (الانتخابي) الجديد (النظام النسبي)، في أجواء ناضجة؛ وهذا أمر في غاية الإيجابية”.
الحكومة المقبلة
المسؤول الحزبي التركي لفت إلى أنه وفق اتفاق وطني، منذ استقلال لبنان، بين المسلمين والمسيحيين، يتولى مسلم سني رئاسة الحكومة، ويتولى مسلم شيعي رئاسة مجلس النواب (البرلمان)، بينما يتولى مسيحي ماروني رئاسة الجمهورية.
وأضاف أن “الأوضاع السياسية في لبنان تم تشكيلها ضمن هذا الإطار.. وقد شهدت الانتخابات منافسة بين تحالفات وقوائم مختلفة وعديدة، وبموجب الدستور فإن أكثر الأحزاب حصدا للأصوات سيتم تكليفه بتشكيل الحكومة”.
ومضى قائلا: “بناء على عدد المقاعد التي فاز بها تيار المستقبل (سُني- 21 مقعدا من أصل 128) فإن تشكيل الحكومة سيكون مجددا من نصيب زعيمه، سعد الحريري، ونأمل أن يحدث ذلك قريبا، لتبدأ الحكومة في ممارسة مهامها، وخدمة الشعب اللبناني”.
وشدد ديمير كيران على أنه “ليس ممكنا أن يستمر لبنان دون حكومة في فترة يشهد فيها العالم حراكًا كبيرًا.. نرغب ونؤيد تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، ونؤيد أي تركيبة أو تحالف يترأس الحكومة، ما دام سيخدم الشعب اللبناني أكثر من غيره”.
وأضاف: “بحسب قناعاتي الشخصية، قدم السيد الحريري، الذي بدأ مهامه رئيسا للوزراء قبل أكثر من عام (ديسمبر/ كانون أول 2016)، خدمات جليلة، لذا خرج فائزا في هذه الانتخابات، نتقدم إليه وإلى بقية الأحزاب اللبنانية بالتهنئة”.
وتراجع عدد مقاعد “تيار المستقبل” من 34 إلى 21، بينما زاد منافسه تحالف “حزب الله” و”حركة أمل” (شيعي) عدد مقاعده من 26 إلى 30، ما يجعله نظريا قادرا على تشكيل ائتلاف حكومي يتجاوز الحريري، الممثل الأبرز للسنة.
لكن تحالف 14 آذار (مارس)، بزعامة “تيار المستقبل”، ما يزال “الثلث المُعطل”، أي أكثر من 42 مقعدا برلمانيا، ما يجعله لاعبًا أساسيًا في تشكيل الحكومة واختيار رئيس البلاد.
القبول بالنتائج
وعن المسار الديمقراطية في بلاده، قال ديمير كيران إن “الديمقراطية في تركيا باتت من الديمقراطيات الناضجة”.
وأوضح أن “الانتخابات تنتهي بذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع بكامل إرادتهم، ليدلوا بأصواتهم للحزب الذي يرغبون فيه، وعلى الجميع أن يقبلوا بنتائج الانتخابات أيًا كانت، والقبول بأي حكومة يتم تشكيلها وفق عدد المقاعد التي فازت بها الأحزاب”.
وشدد على أن “المهم على الساحة اللبنانية هو مستقبل واستقرار ورفاهية الشعب اللبناني.. والائتلاف الذي ستكونه الأحزاب، التي وضع فيها الشعب ثقته، هو الذي سيحقق الرفاهية والاستقرار، ونحن نرغب في العمل مع هذا الائتلاف”.
ومضى قائلا إن “حكومتنا أعربت، على لسان وزارة الخارجية، أنها مستعدة للعمل مع أي كيان لبناني، طالما جاء عبر الانتخابات، وقالت إنها ستدعم وتتعاون مع أي حكومة ستكون في صالح الشعب”.
العيش المشترك
وملخصا المشهد الانتخابي اللبناني، قال ديمير كيران إن “الاستعدادات (من جانب القوى السياسية) لم تكن كما كان متوقعًا، لذا شهدت الانتخابات مشاركة أقل مما كان ينبغي”.
ودعا الأحزاب السياسية، وفي مقدمتها “تيار المستقبل”، إلى “العمل بشكل أكثر تأثيرًا، لحث الناس وإقناعهم بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، فالمواطن الذي يدلي بصوته هو الذي يقرر مستقبله”.
وختم بقوله: “أتمنى أن تكون هذه الانتخابات فاتحة خير على الشعب اللبناني الشقيق. وأثق في أن أي تشكيل حكومي سيسهم في سلام المنطقة واستقرار لبنان الداخلي، وسيعمل على تحقيق استقرار ورفاهية الشعب، وسينتج سياسات من شأنها دعم وتطوير العيش المشترك”.
.
الاناضول
ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى تركيا بنسبة 31.5 بالمئة في الربع الثاني من العام…
قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، إن قوات بلاده البحرية تتبوأ مكانة متميزة ومرموقة في…
وقعت شركتا "أسيلسان" للصناعات الدفاعية، و"هافلسان" التركيتان صفقة مشتركة لبيع معدات عسكرية لإحدى الدول بقيمة…
شاركت سفينة "تي جي غي أناضولو" التركية، في تدريبات "مجموعة المهام البحرية الدائمة 2"، التابعة…
قال السفير التركي لدى القاهرة صالح موطلو شن إن التقارب بين تركيا ومصر وتعاونهما الوثيق…
يستقطب سوق "تيري" التاريخي في منطقة إزمير التركية آلاف الزوار من السياح المحليين والأجانب الراغبين…
هذا الموقع يستعمل ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) لتحسين تجربة استخدامك.