“هكذا دون مقدمات، هجوم خاطف على سفينة تركية تحمل مواد إغاثية، شنّته مقاتلة تابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، في المياه الدولية بالبحر الأحمر”، هكذا ذكر مسؤول في الملاحة البحرية اليمنية.
وقال المسؤول الذي يعمل في “مؤسسة موانئ البحر الأحمر”، وهي المؤسسة المشغّلة لميناءي الحديدة والصليف، غربي اليمن، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، إن الهجوم جرى بقذائف صاروخية.
وأضاف أن السفينة كانت في المياه الدولية قبالة ميناء الصليف بنحو 80 ميلاً بحرياً، وفي طريقها إلى رصيف الميناء لتفريغ نحو 50 ألف طن من القمح، وهي مساعدات إغاثية مقدَّمة للمتضرِّرين، مقدمة من عدة جهات.
وأُجبرت السفينة التي يبلغ طولها 189 متراً وعرضها 32 متراً، على العودة إلى ميناء مدينة جازان السعودية، على البحر الأحمر شمالي اليمن.
السفينة حصلت على إذن
ونشر نشطاء على الشبكات الاجتماعية صوراً للهجوم الذي استهدف السفينة، وظهرت فيها شظايا الانفجار على سطح السفينة، مما يرجح أن السفينة تعرَّضت للهجوم، وفق المصدر الملاحي.
وحتى اللحظة لم يصدر أي تعليق من الحكومة التركية حول الحادث.
لكن المصدر قال إن الهجوم يعتبر تعدياً واضحاً على خطوط الملاحة الدولية، خصوصاً أن السفينة كانت راسيةً في منطقة “الغاطس”.
و”الغاطس” هو منطقة بحرية تابعة لمينائي الحديدة والصليف (يبعد ميناء الصليف 70 كم شمالي ميناء الحديدة)، ويتم فيها توقيف السفن التي تريد دخول الميناءين، حتى يحين دورها للدخول إلى رصيف الميناء، لتفريغ حمولاتها.
ويضيف أن السفينة كانت قد خضعت للتفتيش من فريق آلية التحقق والتفتيش التابع للأمم المتحدة (أونفيم)، ومُنحت تصريح الدخول إلى ميناء الصليف، وكانت في طريقها للميناء قبل أن تتعرض للهجوم.
وتعمل “أونفيم” ومقرها جيبوتي، على تفتيش السفن المتوجهة إلى اليمن، منعاً لدخول الأسلحة إلى مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، خصوصاً عقب الهجمات التي تشنّها الجماعة ضد المملكة العربية السعودية.
في ذات السياق، نقل موقع “الحديدة نت”، وهو موقع محلي يُعنى بنشر الأخبار من غربي اليمن، عن مصدر ملاحي، قوله إن “قبطان الباخرة التركية أبلغ الوكيل الملاحي في اليمن، شركة البحر العربي بتعرض الباخرة لقصف من الطيران بقذيفة (صاروخ)، اخترقت عند خروجها البدن الجانبي من جهة خزان مياه الصابورة”.
لكن الحادث لم يُسفر عن سقوط ضحايا في صفوف البحارة الأتراك.
وحاول “عربي بوست” التواصل مع شركة “البحر العربي”، وهي الوكيل الملاحي للسفينة التركية، إلا أننا لم نتلق أيِّ رد حول الهجوم.
الحوثيون يدينون والتحالف ينفي
من جهة أخرى، أدانت مؤسسة “موانئ البحر الأحمر” التي يسيطر عليها الحوثيون، الهجوم، وقالت إنها تعتبر ذلك “سابقة خطيرة، وهي الأولى من نوعها منذ بدء عملية عاصفة الحزم، وإخضاع كافة المنافذ الجوية والبرية والبحرية للحصار والإجراءات التعسفية للسفن الواصلة إلى موانئ المؤسسة (الحديدة والصليف)”.
وأضافت في بيانها ،أن السفينة خضعت للتفتيش في جيبوتي من قِبل فريق الأمم المتحدة، لكن الهجوم عليها “يعد جريمةً بكل المقاييس والأطر والقوانين المتعارف والمعمول بها دولياً، وتفاقم معاناة المواطن اليمني وتجويعه وحرمانه من أبسط حقوقه في الحياة المكفولة له عالمياً، والترهيب وبثّ الرعب فيما تبقّى من الخطوط والشركات الملاحية”، بحسب البيان.
وأشار إلى أن الهجوم يعد رسالةً لجميع السفن، بمنع الوصول إلى الميناءين.
.
م.عربي بوست