في مناطق عديدة من العالم يواصل مسلسل “عاصمة عبد الحميد” جذب اهتمام المتابعين، لما يتمتع به من مستوى عالٍ من الاحترافية في جوانب عديدة، كالسيناريو والإخراج والتمثيل والمؤثرات والموسيقى والديكورات والإكسسوارات.
هذه الإكسسورات من إبداع “أوزلم قره جان”، التي دفعها ولعها الكبير بالأحجار الكريمة وممارستها لهواية صياغة الفضة، إلى التحول عن مهنتها الأساسية في إعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
فقد قررت الخوض أكثر في ثنايا الفن الذي أحبته، لتطور قدراتها بنفسها، وتنجح في أن تصبح جزءا من مسلسل “عبد الحميد”، عبر المجوهرات والإكسسوارات التي تُعدها من بين حوالي 10 آلاف من النقوش التركية القديمة.
قبل نحو 14 عاما تركت “قره جان”، المقيمة في ولاية بورصة (شمال غرب)، مهنتها السابقة، وتوجهت للعمل في صياغة الفضة والأحجار الكريمة، وشاركت في العديد من المعارض والفعاليات والمهرجانات.
“قره جان” حددت دورها في “عاصمة عبد الحميد” بقولها،إنها تجهز مجوهرات وحلي الممثلات، فضلا عن الخواتم الخاصة بالممثلين في المسلسل.
وأوضحت أنها تتلقى من فريق العمل صور الأزياء المستخدمة في المسلسل، وتجهز الإكسسوارات بحيث تتناسب مع الأزياء، وتقوم أحيانا بتحضير أكثر من نموذج من المجوهرات لمشهد وزي واحد.
وأشارت إلى أن قرابة 80% من المجوهرات والإكسسوارات المستخدمة في المسلسل تتكون من الفضة.
وأضافت أن اختيار الأحجار الكريمة وترصيعها يتم بشكل يتوافق مع الحقبة الزمنية التي تعود إليها أحداث المسلسل، وهي أواخر القرن التاسع عشر، مشددة على أنها تولي اهتماما كبيرا بأدق التفاصيل الخاصة بمجوهرات كل مرحلة.
ويوثق مسلسل “عاصمة عبد الحميد” أبرز الأحداث في الأعوام الـ 13 الأخيرة (1896-1909) من حياة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، فضلا عن الأحداث التي عاشتها الدولة العثمانية إبان حكمه آنذاك.
وأوضحت أن “كون المسلسل يتناول مرحلة تاريخية قريبة سهّل من طبيعة عملنا، وكلما عدنا إلى فترات زمنية أقدم تصبح التقنيات المستخدمة أكثر بدائية، حيث تعتمد بشكل أكبر على العمل اليدوي، وتتضمن نقوشا أكثر تعقيدا”.
ولا تقتصر متطلبات عمل “قره جان” في مسلسل “عاصمة عبد الحميد” على نطاق تركيا، إذ قالت إنها تسافر إلى الهند أحيانا وتشتري الأحجار الكريمة بنفسها.
وأضافت أنها تنجر بعض تقنيات الصياغة، مثل التسمير، في مدينة إسطنبول شمال غربي تركيا، ومن ثم تقوم بتركيب المجوهرات بشكل يناسب وجوه الممثلين.
وتابعت أن المجوهرات الخاصة بالأدوار الرئيسية في المسلسل تكون أكثر فخامة، بينما تكون مجوهرات الأدوار الثانوية أبسط وأقل كلفة.
وشددت على أن تحضير قطع الحلي للمسلسل أكسبها خبرات وتجارب إضافية.
وفيما يخص أقراط “بيدار سلطان”، زوجة السلطان عبد الحميد، قالت “قره جان” إنها استخدمت خلال صناعتها موادا بديلة عن أحجار الزبرجد والياقوت والألماس، كما أنها تتضمن تقنية التسمير.
ولفتت إلى أنه طُلب منها ذات مرة إعداد خاتم خاص يتضمن إبرة مسمومة، وأنها استغرقت في إنجازه ثلاثة أيام من العمل المكثف والدقيق.
وختمت “قره جان” بالتشديد عل أنها تتابع مسلسل “عاصمة عبد الحميد” بدقة كبيرة، وخاصة المجوهرات لأنها من صناعتها.
وولد السلطان عبد الحميد الثاني في إسطنبول، عام 1842، وهو الرابع والثلاثون بين سلاطين الدولة العثمانية (1299: 1923)، والسادس والعشرون من سلاطين آل عثمان، الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة.
وتولى عبد الحميد الثاني الحكم عام 1876، وانتهت فترة حكمه عام 1909، ووضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير/ شباط 1918.
.
الاناضول