بدأت قطر في تحركات قوية، في الآونة الأخيرة، لتعزيز علاقاتها مع منطقة مشتعلة في القارة الأفريقية، ألا وهي منطقة “القرن الأفريقي”، والتي تشهد تنافسا كبيرا بين دول عربية وعالمية عديدة.
وبدأ الرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، زيارة رسمية إلى الدوحة، والتي سيلتقي فيها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.
ورافق الرئيس الصومالي، وزراء الموانئ والنقل البحري والصحة والتخطيط، لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية.
وتواجه الصومال أزمة مع الإمارات، بسبب دعم الأخيرة جمهورية “صوماليلاند” غير المعترف بها، وإبرام موانئ “دبي” العالمية اتفاقا لتطوير وإنشاء ميناء بربرة، وهو ما اعتبرته مقديشيو اعتداء على سيادتها.
وطالبت الحكومة الصومالية بتوسط جامعة الدول العربية في اتفاق بربرة المثير للجدل، خاصة بعدما تدهورت العلاقات بين حكومة مقديشيو وحكومة صوماليلاند، غير المعترف بها.
وكان الرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، قد أصدر تحذيرا من أي تدخل أجنبي يهدد وحدة وسيادة بلاده، وما وصفه بـ”العبث في ثروات البلاد”، بحسب تصريحاته لوكالة الأنباء الصومالية الرسمية.
الضغوط
من جانبها، أجرت صحيفة “الراية” القطرية حوارا مع مختار علي يوسف، القائم بأعمال السفارة الصومالية لدى الدوحة، والذي أطلق فيها جملة من التصريحات “النارية” حول تعرض بلاده للضغوط من قبل دول المقاطعة.
وقال الدبلوماسي الصومالي: “نعتقد أن توقيت الزيارة مهما، خاصة وأن قطر تتعرض لحصار جائر، كما تعاني الأمة العربية ظروفا سيئة للغاية”.
وتابع: “العلاقات القطرية الصومالية قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، بما يصب في صالح شعبي البلدين، ولدى قطر جالية صومالية تعد الأقدم تقريبا في الخليج”.
وتحدث يوسف عن الأزمة الخليجية بقوله: “إنها أزمة مصطنعة، تدار عن طريق قوى خارجية لإضعاف الدور القطري الرائد والبناء والهادف، بغرض شق الصف العربي”.
وأردف: “الصومال اتخذت موقفا حياديا تجاه الأزمة الخليجية، مع دعم الرؤية القطرية الداعية لإنهاء الأزمة عبر الحوار”.
وقال الدبلوماسي الصومالي:
“كانت هناك ضغوطا كبيرة من دول الحصار لقطع العلاقات مع قطر، وتلك الضغوط كانت تحاول هدم الصومال وهدم قطر”.
وأضاف “لكن الصومال رفضت وتبنت الموقف الحيادي، ووقفت إلى جانب الحكومة القطرية الداعية للحوار”.
ومضى:
“لقد كانت تلك المطالبة من قبل دول المقاطعة أمرا غير معقول فالإدارة الصومالية من الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة رفعوا راية الصومال، ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق تطلعات الشعب الصومالي، الذي بات يشعر أن لديه حكومة حقيقية تنفذ إرادة الشعب”.
وفي النهاية، وجه القائم بأعمال السفارة الصومالية في قطر، الشكر إلى الدوحة على دعم الاقتصاد الصومالي بمشاريع بقيمة 200 مليون دولار، في في مجالات البنية التحتية والتعليم والتمكين الاقتصادي.
وقال عن ذلك:
“ما يميز الدعم القطري للصومال أنه بلا أهداف سياسية، ومساعداتها ظاهرة ومعلنة وليست مخفية والشعب الصومالي كبير وصغير يرى الأعمال الخيرية التي تقوم بها دولة قطر في كافة المجالات”.
رسالة خطية
ولم تتوقف التحركات القطرية لتعزيز علاقاتها في منطقة القرن الأفريقي، بل تسعى بكل قوة إلى تعزيز علاقاتها مع إثيوبيا.
وأشارت صحيفة “الراية” القطرية، إلى أن أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أجرى لقاء ثنائيا مع وزير خارجية إثيوبيا، ورقني جيبوه.
وأوضحت الصحيفة القطرية وزير الخارجية الإثيوبي، سلم أمير قطر رسالة “خطية” من رئيس وزراء إثيوبيا الجديد، أبي أحمد.
ولم تفصح الصحيفة عما ورد في الرسالة، لكن أشارت إلى أنها تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.
وجاء ذلك اللقاء قبل يوم واحد فقط من لقاء وزراء خارجية إثيوبيا ومصر والسودان، ضمن الاجتماع الوزاري “التساعي” يوم الثلاثاء في أديس أبابا، لاستكمال المفاوضات حول سد النهضة، والتي ستشمل وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة الاستخبارات.
جدير بالذكر أن إثيوبيا أقامت سد النهضة على النيل الأزرق، على بعد حوالي [20 كلم] من الحدود السودانية. وتبلغ سعته التخزينية، 74 مليار متر مكعب، وينتظر أن يولد طاقة كهربائية تصل إلى 6000 ميغاواط.
وتخشى مصر أن بناء السد وما يتبعه من خطوة تخزين للمياه، سيؤدي إلى تدمير مساحات من الأراضي الزراعية لديها، فضلاً عن نقص مياه الشرب، فيما يقول المسؤولون الإثيوبيون، إن السد ضرورة لتطوير البلاد، مؤكدين أن له منافع لجميع الدول بما فيها دولتا المصب، مصر والسودان.
سبوتنيك