شهد الدوري التركي لكرة القدم الموسم المنتهي 2017-2018 ضم الأندية عددًا كبيرًا من اللاعبين العرب، الكثير منهم لفت الأنظار إليه من خلال الأداء المميز عبر إحراز الأهداف أو التمريرات الحاسمة التي كان لها دور في حسم العديد من المباريات.
ومن بين اللاعبين الذي استطاعوا جذب الأنظار إليهم من قبل الأندية التركية، المصري محمود حسن الشهير بـ”تريزيجيه”.
قاسم باشا من مدينة إسطنبول ضم تريزيجه (23 عامًا) لمدة عام واحد من نادي أندرلخت البلجيكي على سبيل الإعارة، إضافة إلى وجود مادة في العقد تمنح النادي التركي حق ضمه رسميًا لعامين بمبلغ مليوني يورو.
تركيا لم تكن غريبة على اللاعب المصري، فقد شارك تريزيجيه مع منتخب بلاده صيف 2013 في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا التي أقيمت على الأراضي التركية.
المستوى الكبير الذي قدمه النجم الدولي المصري عبر مشاركته في 33 مباراة الموسم المنتهي وتسجيله 16 هدفًا وصنع 8 تمريرات حاسمة، دفع قاسم باشا إلى استخدام “المال” في العقد وضم تريزيجيه بعد أن بدأت أعين الأندية الكبار في الدوري التركي وخاصة غلاطة سراي تنظر بجدية إلى التعاقد معه.
وفي الوقت نفسه استطاعت نجومية تريزيجيه أن تصبح أحد العناوين الرئيسية في الصحف والبوابات الإلكترونية باللغة العربية التي تعلن بشكل لافت عن الدوري التركي، فصار الجمهور المصري على مقربة مرة أخرى من الأندية التركية.
وأعاد تريزيجيه تاريخ نجوم مصريين سابقين، خاضوا تجربة الاحتراف والتألق في الدوري التركي في السنوات العشر الأخيرة، مثل أحمد حسن وأيمن عبد العزيز وعبد الظاهر السقا وعمرو زكي وسيد معوض وأسامة نبيه وطارق مصطفي وبشير التابعي وإبراهيم سعيد.
ورغم صغر سنه 23 عامًا، كان لتريزيجيه تجارب مختلفة في عالم الساحرة المستديرة، فهو من أبناء النادي الأهلي المصري أحد أهم وأعرق الأندية العربية والإفريقية ونادي القرن في القارة السمراء، لعب لفريقه الأول خلال الفترة من 2012 حتى 2016، وشارك معه خلال هذه الفترة في 74 مباراة.
تريزيجيه لعب في الأهلي في أكثر من مركز وكان دائمًا يميل للعب كجناح سواء على الجبهة اليمنى أو اليسرى لما يمتلكه من سرعة ومهارة كبيرة على المراوغة، وتمكن من تسجيل 7 أهداف خلال هذه الفترة وساهم في صناعة العديد منها.
تألقه دفع الأندية الأوروبية لاستقطابه ليعيش تجربة مختلفة في أجواء غير اعتيادية له، وخرج على سبيل الإعارة لنادي أندرلخت البلجيكي في تجربة شارك فيها في 8 مباريات فقط، ورغم قلة مشاركاته، تمسكت إدارة النادي البلجيكي باللاعب وتعاقدت معه.
ولكنه بعد فترة قصيرة خرج في إعارة لنادي رويال موسكرون البلجيكي ليعرف طريقًا جديدًا للتألق ليشارك في 28 مباراة ويسجل 7 أهداف ويلفت أنظار أندية الدوري التركي وعلى رأسها قاسم باشا الذي بادر بطلب إعارة اللاعب من أندرلخت وبعدها بطلب شراء عقده.
وبانتقاله للدوري التركي عبر بوابة قاسم باشا في 2017، تحول تريزيجيه المجتهد الذي لفت إليه الأنظار ليكون أحد نجوم المسابقة، حيث بات إضافة كبيرة لفريقه لما يقدمه من أداء قوي وثابت، واختيار أول لجهازه الفني في جميع المباريات خاصة الكبرى منها.
نجح تريزيجيه في تسجيل 13 هدفًا من أصل 55 لقاسم باشا في مسابقة الدوري متصدرًا قائمة هدافي فريقه إضافة إلى 3 أهداف في مسابقة الكأس.
وكان لمباراة قاسم باشا خارج أرضه أمام طرابزون سبور التي فاز بها الأول بخمسة أهداف مقابل هدفين في الأسبوع الثاني والثلاثين للدوري التركي طعم خاص مع تريزيجيه، حيث نجح النجم المصري في تسجيل هدفين وصناعة الثلاثة الأخرى.
ودفع المستوى الكبير الذي قدمه في تلك المباراة إضافة لأدائه المميز طوال الموسم، فريقه للاستعجال وتفعيل مادة ضمه لعامين أملًا في الاستفادة من خدماته الموسم المقبل أو على الأقل الاستفادة المادية وبيعه بمبلغ كبير للأندية الأخرى المهتمة به خاصة غلاطة سراي.
لم يتوقف نشاط تريزيجيه عند هذا الحد، وكان له دور فعال على صعيد منتخب بلاده فقد شارك مع المراحل السنية المختلفة، سواء تحت 20 عامًا و23 عامًا والمنتخب الأول.
ولعب دورًا هامًا في تأهل المنتخب المصري إلى مونديال روسيا الشهر القادم، وتمكن من إكساب فريقه ضربة جزاء في الوقت بدل الضائع من مباراة الكونغو بالتصفيات الإفريقية المؤهلة للعرس العالمي، ليتمكن محمد صلاح من تنفيذها في الشباك وانتزاع بطاقة العبور لكأس العالم.
تريزيجيه شارك مع منتخب مصر الأول في 23 مباراة وسجل هدفين، وصنع 4 أخرى.
.
الاناضول