شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، على مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية، “عن عواقب القرار الاستفزازي (الخاص بنقل سفارتها للقدس المحتلة) الذي يقوض عملية السلام في المنطقة بأسرها”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في ختام القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي بمدينة إسطنبول، مع كل من رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، وأمين عام المنظمة، يوسف بن أحمد العثيمين.
وقال الرئيس أردوغان “الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن عواقب القرار الاستفزازي الذي يقوض عملية السلام في المنطقة، وهي بذلك تعاقب الجانب الفلسطيني الذي أثبت مرارًا أنه ينشد السلام”
وأضاف قائلا “رغم كل تحذيراتنا للإدارة الأمريكية، إلا أنها طبقت قرارها غير القانوني في 14 مايو/أيار (افتتاح سفارتها في القدس)، لكننا لم ولن نقبل بهذه الخطوة، ونرفض قرارها في هذا الصدد”.
الرئيس التركي ذكر كذلك أن “القرار الأمريكي في حكم العدم بالنسبة لنا، والقدس خط أحمر”
وأوضح أن “(الرئيس الأمريكي الأسبق) جورج بوش(الإبن) الجمهوري سألني عن رأيي في حل الدولتين في فلسطين فأجبته بنعم، أما جمهوري اليوم (الرئيس الحالي دونالد ترامب) فيلعب في صف الاحتلال، وهذا يعني وجود أزمة داخل ذلك الحزب”.
وأكد أردوغان أن “إسرائيل تحركت حتى اليوم وفق عقلية (أنا قوي، إذًا أنا محق)، والمجتمع الدولي سمح لها بذلك، لكن الوقت حان لنوقف هذه العقلية المنحرفة، ونرفع صوتنا ضد هذه البربرية الممنهجة”.
ولفت أنه “من الواضح للجميع أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل تتم بدعم أمريكي”، مشددًا على ضرورة إيفاء مجلس الأمن الدولي بالتزاماته القانونية تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد أن محاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني بات أمرًا ضروريا، مضيفًا “لذلك نحن ندعو العالم أجمع للتحرك في ضوء التزاماته القانونية والأخلاقية من أجل تحقيق هذه المحاسبة”.
وعن القمة المذكورة قال أردوغان “عقدنا اليوم(الجمعة) قمة ذات أهمية كبيرة سواء من حيث إظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني أو من حيث توجيه الرسائل اللازمة لإسرائيل التي ارتكبت مجزرة في غزة(الإثنين والثلاثاء الماضيين)”.
وتابع قائلا “أظهرنا في القمة دعمنا للقضية الفلسطينية مرة أخرى وأقررنا البيان الختامي، ولعنّا العدوان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأشد العبارات، وحملّنا إسرائيل المسؤولية عن الحوادث الأخيرة”
وارتكب الجيش الإسرائيلي، الإثنين والثلاثاء الماضيين، مجزرة دامية بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 62 فلسطينيًا وجرح 3188 آخرين.
وكان المتظاهرون يحتجون على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، الذي تم الإثنين، ويحيون الذكرى الـ70 لـ”النكبة” الفلسطينية المتزامن مع قيام إسرائيل.
في ذات السياق تابع أردوغان قائلا “جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ستطلق حملات لمساعدة أشقائنا الفلسطينيين طيلة شهر رمضان”
كما أوضح أنه “على الدول الأعضاء (في التعاون الإسلامي) والمجتمع الدولي منع دخول المنتجات المصنوعة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية إلى أسواقها”
الرئيس التركي شدد أيضًا على “ضرورة توفير الحماية لفلسطين، بما في ذلك إرسال قوات دولية للشعب الفلسطيني الذي يضحي بأبنائه الشبان يوميا على يد إرهاب إسرائيل”
وأفاد قائلا “تضامننا مع الشعب الفلسطيني لن يتوقف على الإطلاق”، مشيرًا أن “تقييمنا للدول التي تترشح للمهام الدولية وتطلب الدعم، سيكون بعد اليوم وفقًا لمواقفها تجاه فلسطين”.
أردوغان ذكر كذلك أنهم أكدوا من خلال القمة الطارئة عزمهم على حماية قدسية القدس، والحرم الشريف، ووضعيتها التاريخية، مضيفًا “وعازمون على تعقب القضية الفلسطينية لدى المؤسسات والهيئات الدولية، ولدى كافة المحافل”.
وأعرب أردوغان عن تمنياته بالرحمة للشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في المجزرة الأخيرة، وبالشفاء العاجل للمصابين، وتقدم بتعازيه لأقارب الشهداء وذويهم، وللشعب الفلسطيني بأسره.
وأوضح أن بلاده أعلنت الحداد ثلاثة أيام على الضحايا تضمانًا مع الفلسطينيين، ومشاركة لهم في مصابهم
كما أعرب أردوغان عن شكره للوفود التي شاركت بالقمة، ولبت الدعوة التي وجهها لعقد قمة استثنائية على خلفية الأحداث التي شهدته الأراضي الفلسطينية.
تجدر الإشارة أن البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي، طالب المؤسسات الدولية باتخاذ الخطوات اللازمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على حدود غزة، وإرسال قوة دولية لحماية الفلسطينيين.
كما طلب، من أمين عام التعاون الإسلامي، التحرك العاجل لإنشاء لجنة خبراء دولية مستقلة للتحقيق في جرائم ومجازر القوات الإسرائيلية ضد المتظاهرين السلميين بغزة، وتحديد المسؤولية الجنائية للسلطات الإسرائيلية، ونقل النتائج التي تخلص إليها اللجنة إلى الهيئات الدولية ذات الصلة.
.
الاناضول