زيادة الوزن والتدخين مشكلتان مختلفتان يعاني منهما الكثيرون، ويودون أن تتاح لهم الفرصة للتخلص منهما. 30 يوم صيام في شهر رمضان، فرصة ذهبية حقيقية لإنقاص الوزن بشكل صحي، وليس إنقاص الوزن، فقط بل للتخفيف والإقلاع عن التدخين أيضًا.
شهر رمضان يكون الطعام فيه من الأولويات المهمة التي يفكر بها الصائم، وكذلك السجائر تحتل جزءًا كبيرًا من تفكير المدخن، لأن الصائم يمتنع عن المأكولات والمشروبات لساعات طويلة، ثم يأكل في منتصف اليوم ويكون لديه وجبة إفطار ووجبة سحور، ومن بينهما تناول بالفاكهة والحلويات، ومع ذلك نجد أن تأثير الصيام مختلف من شخص لآخر.
رمضان ينقص الوزن أم يزيد منه
يعتقد البعض أن رمضان فرصة لإنقاص الوزن لطول ساعات الصيام، وعدم تناول الأطعمة لوقت طويل، ويعتقد البعض الآخر أنه يتسبب في زيادة الوزن لأن الإفطار في وقت متأخر والسحور أيضًا، ولكن الأمر يتوقف على كل شخص، والنظام الذي ينتهجه أثناء يومه في الصيام، فإن تأثير الصيام على وزن الجسم يختلف من شخص لآخر حسب الأطعمة، وكم الوجبات والأصناف والحلويات، والمجهود الجسدي الذي يقوم به الشخص.
الصيام يساعد على التخلص من الدهون وإنقاص الوزن
الصيام يساعد على التخلص من الدهون الزائدة، وإتاحة الفرصة لحرقها، حيث إن الامتناع عن الطعام لساعات طويلة يعطي الجهاز الهضمي فرصة للراحة، لتجديد بعض الخلايا بشكل أسرع، ويساعده على التخلص من الإضطرابات المرافقة لتناول الطعام بشكل مستمر، وعدم ترك فترات كافية بين الوجبات.
هذا ما تقوله الدكتورة رضوى نبيل، إخصائية التغذية الإكلينيكية، وعضو الجمعية المصرية الأوروبية للتغذية الإكلينيكية، مضيفة: “إن أفضل طريقة لإنقاص الوزن هي الصيام المعتاد، الإثنين والخميس، من كل أسبوع، ولدينا 30 يومًا هي عمر رمضان، يجب أن نستغله لأنه صيام إجباري، سهل من خلاله إنقاص الوزن بشكل صحي سليم”.
وأوضحت رضوي نبيل أنه “من السهل إنقاص الوزن عن طريق تقسيم الوجبات إلى أربعة أجزاء، و يتكون الجزء الأول من مشروب سكري، مثل البلح والتمر أو أي نوع من العصائر، و مشروب غير سكري، مثل أي نوع من أنواع الشربة، ثم يتناول الإفطار بعده بنصف ساعة، لتقليل شريحة الأكل”.
وتابعت: “أما عن المرحلة الثالثة فهي في الفترة ما بين الإفطار والسحور، فيفضل فيها تناول فاكهة أو حلويات شرقية بكميات محدودة، موضحة أن في تلك الفترة يفضل تناول الفاكهة في يوم، واليوم الآخر يتناول حلويات شرقية، مثل القطايف أو الكنافة أو بسبوسة، وأما عن المرحلة الأخيرة، هي مرحلة السحور، و لابد أن يشمل ألياف و بروتين و نشويات معقدة، مثل: الفول والبيض والجبنة والبطاطس”.
ولفتت نبيل إلى أنه “يفضل تناول المياه جيدًا طوال فترة الإفطار، كل ربع ساعة نصف كوب مياه”.
احذر النشويات لصعوبة حرقها
وأشارت أخصائية التغذية الإكلينيكية، وعضو الجمعية المصرية الأوروبية للتغذية الإكلينيكية، إلى أن النشويات من الأطعمة صعبة الحرق في جسم الإنسان، فالنشويات تستغرق 24 ساعة لكي تحترق من الكبد والعضلات، لافتة إلى أنه عند صيام الفرد عنها تحترق الدهون مباشرًا بكل سهولة.
كن حريصًا على تناول الخضراوات بالإفطار
وتشير إلى أن الخضروات لها فوائد عديدة، فهي تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها بسعرات حرارية قليلة، موضحة أن الخضروات أيضًا تساعد على الشبع وسهولة الهضم وهذا يساعد في إنقاص وزن الجسم.
المجهود الحركي مهم لحرق الدهون
وأضافت أن المجهود الحركي مهم لحرق الدهون وإنقاص الوزن، ولا بد منه عن طريق الرياضة أو المشي، وهذا سهل القيام به بعد الإفطار والمشي لأداء صلاة التراويح، وهكذا.
الصيام برمضان فرصة للتخفيف والإقلاع عن التدخين
من السهل التعود على التدخين والإفراط فيه، ومن الصعب الإقلاع عنه، ولكن في رمضان، من خلال الصيام 30 يومًا، سيكون الأمر سهلًا لتخفيف التدخين حتى يمكن الإقلاع عنه.
يمتنع المدخن عن المأكولات والمشروبات لساعات طويلة أثناء الصيام، ولكنه يتوق للسجائر مع إدراكه بأنه كما استطاع التحمل لساعات طويلة يمكنه التخفيف منها وربما الإقلاع عنها أيضًا.
وأوضحت الدكتورة رضوى أن رمضان “فرصة حقيقية أيضًا للتخفيف من التدخين، فهو قادر على التحكم في إرادة المدخن وامتناعه عن السجائر لفترة طويلة، ولذلك يجعل المدخن يدخن كمًا قليلًا من السجائر مقارنة بالشهور العادية”، مشيرة إلى أن “هذه فرصة يجب أن يستغلها كل مدخن للحفاظ على صحته”.
وشددت إخصائية التغذية الإكلينيكية على ضرورة التوعية بأضرار التدخين واستغلال شهر رمضان جيدًا للإقلاع أو التخفيف عنه، لافتًة إلى أنه في رمضان هناك وقت قليل يسمح فيه للمدخن بشرب السجائر و”عليه أن يضع عددًا قليلًا من السجائر لشربها بعد الفطار والسحور، ويمكنه تدريجيًا أن يخفف معيار شربه للسجائر قائلة: “العملية عملية إرادة”.