بدأت مدينة ديار بكر جنوب شرقي تركيا، تتعافى من آثار الإرهاب، لتكسب زخماً كبيراً في مجال السياحة.
وفي الآونة الأخيرة لمع نجم السياحة في الولاية التي استضافت العديد من الحضارات على مر التاريخ، وصنف عدد من مواقعها السياحية والأثرية ضمن لائحة التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ونظراً لهذا الثراء والتنوع، واحتوائها على عدد من أضرحة الأنبياء، والصحابة الكرام، شهد عدد السياح المحليين الذين قصدوا المدينة، نمواً بنسبة 71 بالمائة، فيما ارتفع عدد الزوار الأجانب بنسبة 94 بالمائة.
وبالتزامن مع ازدياد عدد زوار الولاية، ارتفع حجم الاستثمارات فيها، حيث شهدت افتتاح 164 مطعماً ومقهىً خلال الأشهر الـ 20 الأخيرة، إضافة إلى الاستمرار في أعمال بناء 3 فنادق، بطاقة استيعابية تقدر بـ 6 آلاف سرير.
ومن المتوقع أن تستقطب الولاية التي وسّعت من أهدافها السياحية، مليونا ونصف المليون سائح العام القادم.
وفي هذا الإطار، تقول “حواء ضوغان” رئيسة جمعية أصحاب الفنادق في ديار بكر، إنهم أمضوا موسماً سياحياً جيداً في الولاية، وإنهم يتطلعون لزيادة عدد الزوار القادمين إليها عام 2019.
وأوضحت “ضوغان” لوكالة الأناضول، أن نسب الحجوزات في الفنادق بلغت 100 بالمائة، معربة عن ثقتها في تحقيق أهداف العام في استقطاب مليون زائر.
وتابعت “افتتح في الولاية فروع المطاعم ذات الماركات الشهيرة، وسلطت الصحافة الضوء على الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها هذه المطاعم، ما أدى إلى تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن الولاية، ديار بكر مستعدة الآن بكامل قدراتها على استيعاب مليون زائر”.
وأعربت “ضوغان” عن سرورهم لنيل الولاية جائزة “التفاح الذهبي”، التي توصف بأنها “أوسكار القطاع السياحي”، مبينة أن ذلك سيساهم في إثارة الفضول لمعرفة الكثير عنها، ونفت أن تكون هناك أية مشكلة أمنية تهدد الاستقرار في الولاية.
بدوره، قال رئيس الهيئة التنفيذية لمنطقة ديار بكر والتابعة لرابطة وكلاء السفر في تركيا، محمد عقيل، إنهم يقومون بشكل دوري بفعاليات وأنشطة تساهم في الحديث عن الولاية لدى الصحف ووسائل الإعلام.
وأشار في تصريح لوكالة الأناضول، أن الهدف الذي حددوه صغير بالنسبة للولاية، مبيناً أن الزوار القادمين إليها يعجبون بها وبأجوائها، ليخبروا بذلك أقرانهم ومحيطهم بعد عودتهم، ما يؤدي إلى تضاعف أعداد الزوار.
وأضاف عقيل أنه عقب الانتهاء من أعمال ترميم الأماكن السياحية والأثرية في الولاية، من المتوقع أن يرتفع عدد زوارها إلى 3 ملايين زائر.
ومما يميز منطقة “داخل القلعة” في الولاية، أنها تجمع بين التاريخ والحداثة، حيث يتجول الزائر في الأماكن الأثرية، ليلجأ بعدها للاستراحة في المقاهي والمطاعم المجاورة لتلك المنطقة، حسب عقيل.
من جهته، قال هاشم ألكان، رئيس غرفة أصحاب المطاعم في ديار بكر، إن المطاعم والمقاهي في الولاية، أُعدّت بما يتوافق مع المعايير الأوروبية والعالمية.
وأعرب عن استعداد المطاعم والمنشآت السياحية في الولاية، لاستقبال مليون زائر العام الحالي.
هذا وشهدت ولاية ديار بكر خلال السنوات الماضية، صدامات مسلحة بين الجيش التركي وعناصر منظمة “بي كا كا” الإرهابية، خلال تطهير القوات المسلحة الجيوب التابعة للمنظمة الإرهابية في الولاية.
وعقب تعيين الحكومة التركية، وصياً على بلدية المدينة الكبرى، شهد قطاع الخدمات فيها نمواً ملحوظاً، وتم إعادة تأهيل العديد من المنتزهات والأماكن العامة في الولاية.
.
م.الاناضول