بلدية تركية تواظب على إطعام الفقراء في رمضان منذ ربع قرن

ربع قرن مضت، ولا تزال بلدية ولاية بارطن، شمالي تركيا، مواظبة على تقديم وجبات إفطار وسحور للفقراء والمحتاجين طيلة شهر رمضان، اتباعا لتوجيه نبوي كريم.

البداية كانت في 1993، عندما أسست بلدية بارطن مطعمًا خيرًيا لتقديم وجبات إفطار وسحور ساخنة في رمضان للعائلات الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة، بمساهمة مادية من متطوعين وشبّان وهبوا أنفسهم لهذا العمل الخيري.

ومنذ ذلك الحين، لم ينقطع هذا التقليد الرمضاني؛ حيث يبدأ تحضير الأطعمة الساخنة في ساعات الصباح الباكر، على أيدي 8 طهاة في مطعم تابع للبلدية، ثم توضع في أوعية خاصة لكل عائلة أُدرج اسمها سلفا في لائحة العائلات الفقيرة، من قبل أمناء الأحياء (المخاتير).

وفي هذا العام من رمضان، يقدّم مطعم البلدية 3 أصناف من الوجبات الساخنة في الإفطار ومثلها في السحور، لـ550 أسرة فقيرة في 18 حيا بالولاية.

وعن ذلك، قال “جمال أقين”، رئيس بلدية بارطن، للأناضول، إنهم يعدّون طعاما طازجا يوميا، ويوصلونه إلى منزل كل عائلة فقيرة في أوعية نظيفة ومعقّمة.

وأكد أنهم يبذلون قصارى جهودهم لإشباع جميع الفقراء في بارطن، وخصوصا في شهر رمضان، عملا بالحديث النبوي الشريف: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به”.

وبيّن رئيس البلدية أن العديد من المواطنين يساهمون بشكل كبير في دعم العمل الخيري في رمضان وإطعام المساكين والفقراء، قائلا: “منهم من يدعم المشروع الخيري نقدا ومنهم من يقدم الأغذية”.

ولفت إلى أن البلدية تعد في هذا العام وجبات الإفطار والسحور لـ1600 شخصا موزعين على 550 أسرة.

أقين لفت إلى أنه من بين المستفيدين من الوجبات، مواطنون من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يستطيعون تحضير طعام الإفطار والسحور لأنفسهم.

وقال: “نكتب اسم كل عائلة في الوعاء المخصص لها، وعنوان منزلها ورقم هاتفهم، وبهذه الطريقة نتجنب الخلط بين وجبة كل عائلة وتصل بطريقة سريعة”.

وأعرب رئيس البلدية عن سعادته الكبيرة لمواصلة هذا التقليد السنوي منذ 25 عاما دون انقطاع.‎

وعلاوة على تقديم البلدية وجبات الإفطار والسحور، لفت أقين إلى أنهم يوزعون مختلف أنواع المواد الغذائية الجافة على 3 آلاف شخص في رمضان، فضلا عن إقامة مائدة إفطار للطلاب.

بدورها، اعتبرت “شرمين دوران”، مختارة حي “غول بوجاغي”، العمل الخيري الذي تقوم به بلدية بارطن في رمضان، عبر إطعام الفقراء، خدمة بالغة الأهمية.

وأشارت، للأناضول، إلى أن 30 عائلة في حيها تستفيد من مشروع البلدية الخيري، وتحصل على وجبات ساخنة في الإفطار والسحور.

أما المواطنة “زلفية آق إشيق”، وهي كفيفة، فقد أعربت عن امتنانها الكبير للبلدية لتقديمها وجبات الإفطار والسحور لأفراد عائلتها.

وأضافت للأناضول: “أنا وزوجي كفيفان، ونحاول إدامة معيشتنا اليومية من الراتب الشهري المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، وإن تقديم وجبات ساخنة في رمضان لنا لأمر يبث فينا السرور والسعادة”.

وتابعت: “أتوجه بالشكر لرئاسة البلدية على مشروعها الخيري وجميع المساهمين فيه”.

.
الاناضول
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.