تحيي ألمانيا، الثلاثاء 29 مايو/أيار 2018، ذكرى مقتل 5 أشخاص من أصول تركية على يد مجموعة من النازيين الجدد، في حريق متعمّد قبل 25 عاماً، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد عودة الرهاب من الأجانب، وتوتر العلاقات الثنائية مع تركيا.
وسيحضر الاحتفال التكريمي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، ومولودة غينش (75 عاماً)، التي فقدت ابنتين وحفيدتين وابنة أخت في حريق عام 1993 في بلدة زولينغن.
وبالرغم من الخسارة الشخصية الفادحة لمولودة، في واحدة من أسوأ جرائم الكراهية العنصرية، التي تبعها يومين من أعمال الشغب حينذاك، إلا أنها دعت إلى المصالحة، ما دفع الحكومة الألمانية إلى منحها أعلى وسام شرف ألماني.
وأثنى الرئيس الألماني فرانك-والتر شتاينماير، بعد لقائه مولودة، الجمعة الماضية، عليها، واعتبرها “مثالاً يحتذى لكل شخص يحارب ضد التمييز والعنصرية والعنف”، وحذَّر من أن “ذكرى هذا العمل الوحشي لا يجب أن تغيب”.
وتكافح ألمانيا موجة جديدة من الهجمات العنصرية، وتصاعد نشاط اليمين المتطرف، بما في ذلك دخول حزب “البديل من أجل ألمانيا” إلى البرلمان، بعد تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد منذ عام 2015.
وأعربت وزارة الخارجية التركية، الإثنين، عن قلقها من “تزايد العنصرية ورهاب الأجانب والإسلام” مجدداً في دول الاتحاد الأوروبي، ودعت السياسيين ووسائل الإعلام إلى استخدام “لغة متعقِّلة”.
وفيما تتشارك تركيا وألمانيا في التعبير عن الأسى في ذكرى هذه الجريمة، يستمر التوتر بين ميركل وأردوغان، والأخير تخوض بلاده انتخابات عامة ورئاسية، في 24 يونيو/حزيران المقبل.
ومنعت برلين السياسيين الأتراك من إقامة حملات انتخابية في المدن الألمانية، التي تضم أكبر جالية تركية في الخارج، يبلغ عددها ثلاثة ملايين شخص، يتمتع 1,4 مليون منهم بحق التصويت في تركيا.
.
م.أ ف ب