العالم

متحف “آيا صوفيا”.. شاهد على تاريخ غير توازنات القوى في العالم

يعد متحف “آيا صوفيا” الكائن في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، أحد أهم رموز فتح القسطنطينية (إسطنبول) الذي تم في مثل هذا اليوم قبل 565 عاما (29 مايو / أيار 1453)، وكان تاريخا فارقا غير الكثير من توازنات القوى في العالم.

ويصنف “آيا صوفيا” الذي تحول مع فتح إسطنبول من كنيسة إلى جامع، أحد أهم الآثار الفنية والمعمارية في العالم، وضمن أكثر المتاحف زيارة.

وتم تشييد هذا الصرح المهيب عام 537، ويعتبره مؤرخون “ثامن عجائب الدنيا”.

وحافظ على جماله التاريخي حتى يومنا هذا بفضل أعمال الترميم التي أجريت له زمن الدولة العثمانية، والمآذن التي أضافها إليه المعمار العثماني الشهير سنان.

وفي هذا السياق، أشار نائب رئيس جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية البروفسور فهم الدين باشار، إلى أهمية فتح إسطنبول من قبل المسلمين، معتبرا ذلك تحقيقا لبشرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأضاف باشار خلال حديثه لمراسل الأناضول، أن إسطنبول حوصرت لمرات عديدة، إلا أن “شرف فتحها كان من نصيب محمد الثاني، القائد التركي الشاب ذي الـ 21 ربيعا، والذي لقب بعد فتحه إسطنبول بـ محمد الفاتح”.

وتابع قائلا: “لقد وقع فتح إسطنبول قبل 565 عاما من يومنا هذا. وحقق السلطان محمد الفاتح بذلك بشرى النبي صلى الله عليه وسلم. ودخل السلطان العثماني المدينة بعد تأمين الاستقرار والأمن فيها، يوم 29 مايو / أيار، وتوجه مباشرة إلى كنيسة آيا صوفيا التي كانت بمثابة مركز العقيدة المسيحية في الشرق”.

وأضاف باشار أن المسيحيين ورجال الدين المسيحيين كانوا قد لجأوا إلى داخل آيا صوفيا عندما سمعوا بسيطرة الجنود العثمانيين على المدينة، وبدأوا بالدعاء هناك.

وأردف قائلا: “عندما وصل السلطان محمد الفاتح إلى آيا صوفيا نزل من على حصانه، وأبلغ رجال الدين والسكان المسيحيين الموجودين هناك بأنه لا داعي لشعورهم بالخوف بعد الآن، وأن أرواحهم وأموالهم وأعراضهم باتت أمانة في عنقه، وأخبرهم بإمكانية العودة إلى ديارهم وأعمالهم، ليمنح بذلك الأمان لسكان المدينة”.

وينقل الأكاديمي التركي عن المصادر التاريخية، أن السلطان محمد الفاتح تأثر كثيرا عندما رأى “آيا صوفيا”، حتى أنه صعد إلى قبابه ودقق فيها واحدة تلو الأخرى، وتمعن من هناك في المدينة، ليأمر بعد ذلك برفع الأذان في آيا صوفيا، ويؤدي صلاة الشكر فيه.

وأشار “باشار” أن السلطان الفاتح أدى أول صلاة جمعة في آيا صوفيا يوم 1 يونيو / حزيران 1453، واستمع إلى الخطبة التي ألقاها شيخه آق شمس الدين.

وأكد الأكاديمي التركي أنه مع فتح إسطنبول، تغيرت الكثير من توازنات القوى في العالم آنذاك، حيث تحولت الدولة العثمانية إلى دولة رائدة في العالم الإسلامي، فيما أصبحت قوة كبيرة مميزة في منظور الدول الغربية المسيحية.

ولفت “باشار” إلى أنه عقب فتح إسطنبول تعرض العالم المسيحي الغربي لخيبة أمل كبيرة، إذ لم يكونوا يتوقعون أن يتمكن محمد الفاتح ذو الـ 19 ربيعا من فتح المدينة بعد عامين من اعتلائه عرش السلطة.

وأوضح أنه عقب وصول خبر فتح إسطنبول إلى البابا، دعا كافة دول العالم المسيحية إلى الحملات الصليبية، وخططوا لمرات من أجل الاستيلاء على “آيا صوفيا” وإسطنبول، إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك أبدا.

ويحتفل الأتراك خاصة والمسلمون عامة في 29 مايو / أيار من كل عام بذكرى “فتح القسطنطينية”، وهي المدينة التاريخية التي فتحها السلطان العثماني “محمد الفاتح” من الإمبراطورية البيزنطية عام 1453، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.

 

.

الاناضول

أحدث الأخبار

“راتب سائق الدراجة النارية في تركيا 200 ألف ليرة”.. ما حقيقة ذلك؟

تزايد الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول دخل عمال التوصيل عبر الدراجات النارية (الموتوكورير)،…

19/01/2025

خبر سار.. 15 ألف ليرة شهريًا للطالبات وربات البيوت في تركيا

في خطوة تهدف لزيادة مشاركة النساء والشباب في سوق العمل، أعلنت الحكومة عن إطلاق مشروع…

19/01/2025

تحذير من الأرصاد الجوية التركية لسكان إسطنبول

نشرت مديرية الأرصاد الجوية التركية٬ اليوم تقرير التوقعات الجوية لليوم الأحد 19 يناير، حيث يُتوقع…

19/01/2025

الطائرة الحربية التي تحلم بها الجيوش: “بيرقدار قزل إلما” التركية

نجح النموذج الأولي للطائرة الحربية المسيرة "بيرقدار قزل إلما"، التي طورتها شركة "بايكار" التركية بموارد…

19/01/2025

مليارات في فنجان شي تركي

تعتبر تركيا واحدة من الدول التي يستهلك فيها الفرد أكبر كمية من الشاي في العالم،…

19/01/2025

تغيرات كبيرة في مطار صبيحة كوكجن بإسطنبول

أعلنت هيئة تشغيل مطار صبيحة كوكجن والصناعات الجوية (HEAŞ) عن افتتاح 22 موقف طائرات جديدًا…

19/01/2025